لم يكن مردود التشكيلة البلوزدادية في لقاء أول أمس أمام وداد تلمسان في مستوى تطلعات الآلاف من أبناء العقيبة، الذين كانوا ينتظرون وجها أفضل من رفقاء المهاجم سليماني وانتفاضة حقيقية للفريق بعد هزيمتين متتاليتين، قبل أن يصطدموا بمردود شاحب من أشبال المدرب الأرجنتيني ڤاموندي الذين أدوا واحدة من أسوأ مبارياتهم هذا الموسم رغم الفوز الصعب والشاق الذي حققوه أمام أحد فرق المؤخرة، خاصة وأن الوداد كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المفاجأة في 20 أوت. المردود الجماعي كان مخيبا على طول الخط بالعودة إلى أطوار المواجهة، فقد ظهرت التشكيلة البلوزدادية بوجه شاحب وبعيد كل البعد عن أمال وتطلعات الأنصار الذين كانوا ينتظرون مردودا أفضل بكثير من رفقاء ربيح، قبل أن يصطدموا بالمردود الهزيل لعناصر التشكيلة، حيث ظهر الشباب في المرحلة الأولى بدون روح ولعب بطريقة عشوائية وفوضوية، فلا الخطة كانت واضحة ولا الهجمات كانت منظمة ومنسقة، وهو ما أعطى ثقة أكبر للمنافس الذي جاء إلى 20 أوت من أجل تخفيف الأضرار وجد نفسه الأفضل فوق المستطيل الأخضر خلال بعض الفترات بل وكاد في أكثر من مناسبة أن يصل إلى شباك الحراس أوسرير لولا سوء الحظ وتسرع مهاجميه. التشكيلة لم تخلق أي فرصة والهدف جاء بكرة ثابتة لعل ما يعكس المردود الشاحب الذي ظهرت به التشكيلة البلوزدادية أول أمس، أمام الضيف وداد تلمسان، هو أن رفقاء هداف البطولة الوطنية رمزي بورڤبة لم يخلقوا أي فرصة تستحق الذكر طيلة التسعون دقيقة باستثناء بعض المحاولات المحتشمة التي لم تكن لتقلق الحراس التلمساني جميلي، الذي كان في شبه راحة طيلة المواجهة ولم يختبر كثيرا، وهذا بالنظر إلى الغياب التام لأصحاب القاطرة الأمامية البلوزدادية، الذين كانوا في شبه عطلة مدفوعة الأجر ولم يتحركوا كثيرا على غير العادة رغم أن المواجهة لعبت في 20 أوت والمنافس لم يكن من العيار الثقيل، ولولا الهدف الذي أمضاه هيريدة بكرة ثابتة لكان الشباب قد سجل تعثرا جديدا بميدانه كان سيدخله في نفق مظلم يصعب الخروج منه بعدها. بعض اللاعبين يخيبون وأدائهم كان متواضعا كما جاءت مباراة تلمسان لتعيد إلى الواجهة قضية التركيبة الأساسية التي يعتمد عليها المسؤول الأول عن العارضة الفنية البلوزدادية الأرجنتيني ڤاموندي، الذي حافظ تقريبا على نفس التعداد والأسماء منذ بداية الموسم، خاصة وأن الفريق كان في انطلاقة جيدة وحقق عدة نتائج إيجابية، غير أن الجمهور البلوزدادي الذي تابع المواجهة الأخيرة أمام تلمسان تفاجأ بالوجه الهزيل الذي ظهر به بعض اللاعبين، الذين كانوا في شبه عطلة مدفوعة الأجر أو كالأشباح فوق المستطيل الأخضر وكأنهم لم يكونوا معنيين بالمواجهة، وهو ما أدهش عشاق الشباب الذين لم يتعرفوا على تشكيلتهم بتاتا خاصة وأنّ الفوز لم يقنع أي بلوزدادي. عواد كان الأفضل كالعادة والأنصار تغنوا باسمه مطولا أما على صعيد اللاعبين، فقد كان أشبال المدرب الأرجنتيني خارج الإطار تماما وظهروا بوجه شاحب فرديا وجماعيا، حيث لم تكن عودة أكساس موفقة بالنظر إلى الكرات العديدة التي ضيعها وتمريراته الخاطئة، كما ظهر لاعبوا الوسط بوجه هزيل وظهر عليهم الارتباك على غرار ربيح، الذي لم يكن في يومه ولعب أسوأ مواجهة له بألوان بلوزداد، ليبقى المتألق عواد اللاعب الذي حفظ ماء الوجه، بعدما أكد للمرة الألف، أنه أحسن عنصر في الشباب هذا الموسم، بالنظر إلى المردود الرائع الذي ظهر به، حيث تحرك كثيرا في الوسط والهجوم وقام بعدة لمسات كروية سحرية صفق عليها الجمهور كثيرا وجعله يخرج تحت التصفيقات. الفريق دفع ثمن تأجيل الداربي والمهم هو النقاط الثلاث ويبقى الأهم في مواجهة أول أمس والتي لا يمكن وضعها سوى في طي النسيان، هو النقاط الثلاث التي تحصل عليها الشباب، والتي دعم بها رصيده من النقاط وسمحت له بالارتقاء أكثر في سلم الترتيب العام، بعد هزيمتين متتاليتين، حيث من شأن هذا الفوز أن يرفع معنويات اللاعبين ويعيد لهم الثقة بقدراتهم حتى وإن لم يقنع الأداء المقدم كل البلوزداديين، ولو أن التشكيلة تأثرت في هذه المواجهة بغياب قائدها كريم معمري ووسط الميدان مكحوت، فضلا عن عامل نقص المنافسة بعد تأجيل داربي وبقاء الشباب دون أي مواجهة طيلة أسبوعين، وهي كلها عوامل أثرت على الفريق وجعلته يظهر بمثل ذلك الوجه الشاحب. رؤوف. ب