فازت مصر بشرف تنظيم الدورة الكروية النهائية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 وسيكون لمنتخب الفراعنة أكبر الحظوظ للذهاب إلى عاصمة الضباب الصيف القادم . وإذا كانت مصر قد ظفرت بشرف تنظيم دورة الأولمبيين فإن الجزائر، التي كانت تعول على ذلك ستضع حجرا على بطنها لأنها قد تكون أكبر الخاسرين في نهاية المطاف، فلا ترشح لتنظيم العرس القاري ولا استضافة لدورة الأولمبياد، ومن ثم ضاعت نصف حظوظ أشبال آيت جودي في تحقيق الحلم بالتأهل إلى لندن. الغريب أن المصريين الذين خرجوا من عنق الزجاجة بعد سقوط نظام مبارك دافعوا بقوة على ملف ترشحهم ليس فقط لاستضافة الدورة وإنما للتأهل إلى الأولمبياد، ورغم الظروف الصعبة التي يعاني منها بلد النيل، إلا أن مسؤوليه الحاليين لم يهملوا الملفات التي تساعد على بعث الصورة الجديدة لمصر عبر بوابة كرة القدم، في حين نحن في الجزائر نسير نحو تضييع كل شيء، فلا دورة الأولمبياد ولا أولمبياد ولا كأس إفريقيا 2013 بعدما أوشكنا على الإقصاء من دورة الغابون وغينيا 2012. قد يظن البعض أن المصريين كانوا أقوى في الكواليس ودفعونا للانسحاب غير الرسمي من سباق تنظيم دورة الأولمبياد مقابل مساندتهم لنا في ملف خلافة ليبيا 2013، لكن الدهاء المصري في تسيير مثل هذه الملفات بالتنسيق طبعا مع مسؤوليهم السياسيين يجعلنا نتساءل عن سر خضوع الطرف الجزائري للإستراتيجية المصرية عوض أن يحدث العكس كون الوضع الأمني والسياسي في مصر ليس أحسن من الوضع الجزائري بل على العكس، فما وقع لمصر بعد سقوط نظام مبارك لا يرجح كفتها في ضمان أمن واستقرار ضيوفها في نوفمبر القادم. العارفون بما يحدث في كواليس الكاف وكيفية منح مثل هذه الاستضافات يجزمون بأن الجزائر هي التي فوتت على نفسها فرصة العودة إلى الواجهة القارية و الدبلوماسية عن طريق كرة القدم وأن المصريين استغلوا ما وقع بين مسؤولي الكرة الجزائرية والوزارة الوصية كي يظفروا بشرف تنظيم دورة الأولمبياد لأن هذه الدورة أهم بالنسبة للمصريين من خلافة ليبيا سنة 2013 والمشاركة في أولمبياد لندن الصيف القادم يساوي مشاركة في المونديال وهو ما لم يراهن عليه الطرف الجزائري لأسباب تبقى مجهولة.