كما كان منتظرا، دخل رئيس الفاف محمد روراوة المكتب التنفيذي للفيفا، بعدما حاز على أكثر من ستين بالمئة من أصوات الجمعية العامة للكاف، ليكون بذلك أول جزائري منذ الاستقلال يقتحم الهيئة الدولية، بعدما كان كذلك أول جزائري ينتخب في الهيئة التنفيذية للكاف في جانفي 2004 . ست سنوات بعد نجاح روراوة في بلوغ هيئة حياتو، يتمكن نفس الشخص من دخول المكتب التنفيذي لأكبر منظمة دولية غير حكومية على سطح المعمورة، ويصبح الجزائري ضمن المقررين الرئيسيين في مصير كرة القدم العالمية. نجاح روراوة في سنة 2004 بتونس، ربطه البعض بدعم الأشقاء التونسيين، وفي مقدمتهم سليم شيبوب، وحاول البعض الآخر ربطه بدعم السلطات السياسية الجزائرية لشخص روراوة، لكن فوز "الحاج" بمقعد في الفيفا هذه السنة، لم يكن كسابقه وكان بدعم مباشر من الأفارقة، في صورة رئيس الكاف عيسى حياتو الذي جعل من روراوة أحد أهم مقربيه في السنوات الثلاث الأخيرة، وبالتالي ترقيته الى مصاف المسؤولين الرئيسيين في الهيئة الدولية كان جد منطقي. ولعل حصيلة الأصوات التي حصدها الجزائري، دليل واضح على أن رئيس الفاف يحظى بثقة عمياء لدى الأفارقة، بحكم أن الجزائري أضحى من أهم الأعضاء العارفين بملفات تسيير الكاف، سواء حقوق البث والإعلانات والماركتينغ والكثير من المواضيع التي تخصص فيها روراوة. ودون شك، استفادت الجزائر كثيرا بانتخاب روراوة في الهيئة الإفريقية، وستستفيد أكثر بعد نجاح رئيس الفاف في بلوغ الفيفا، وحتى إن كان البعض لا يرى بأم عينيه ما جنته الجزائر من فوائد مباشرة وغير مباشرة، فإن العارفين بخبايا الكاف والكرة الجزائرية، يؤكدون بأن حجز مقعد في الكاف أو في الفيفا أقوى بكثير من تعيين قنصل أو سفير في أي بلد أوروبي أو حتى أمريكي، فكرة القدم لها مفعول لا يمكن حصره، والفيفا تعد من المنظمات التي لا يمكن للسياسيين التحكم فيها، بل بالعكس كل الساسة في العالم يخشون الفيفا أكثر من الأممالمتحدة، فسحر كرة القدم ووزن هذه الرياضة لدى الشعوب، جعل بلاتير أهم وأقوى من بان كي مون.