روراوة ينافس أربعة فرسان أفارقة تحقيق حلم الجزائريين تتجه اليوم أنظار متتبعي الشأن الكروي بالقارة السمراء إلى قاعة الصداقة بالعاصمة السودانية الخرطوم،التي ستحتضن أشغال الجمعية العامة للإتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهي الدورة التي يتضمن جدول أعمالها 13 نقطة، لكن أبرزها تبقى عملية الانتخاب المتعلقة بعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، في حدث تاريخي بالنسبة للجزائر، لأن رئيس الفاف محمد روراوة يبقى من المتنافسين على عضوية المكتب التنفيذي لأكبر هيئة كروية عالمية، بعدما كان الرجل قد ضمن تواجد التمثيل الجزائري في هيئات كروية قارية وإقليمية، منها الإتحاد الإفريقي، الإتحاد العربي، وكذا ترأسه إتحاد شمال إفريقيا. و إذا كانت العملية الانتخابية قد تحتفظ بكامل أسرارها إلى غاية الانتهاء من عملية الفرز، فإن حرب الكواليس بلغت ذروتها في الساعات الأخيرة لسباق الفرسان الخمسة نحو الظفر بمقعدين في مكتب هيئة بلاتير خلال العهدة الممتدة من السنة الجارية إلى غاية 2015 ، حيث تشير المعطيات الأولية على أن الصراع سينحصر أكثر بين محمد روراوة و الايفواري جاك بيرنارد أنوما إضافة إلى الجنوب إفريقي داني جوردان، مقابل تضاؤل حظوظ كل من رئيس الإتحاد السيشيلي لكرة القدم سوكيتو باتل و كذا النيجيري الحاج إبراهيما غالاديما الذي يبقى انسحابه من السباق قبيل انطلاق العملية الانتخابية جد وارد. مترشح واحد من شمال القارة يخدم حسابات راوراوة هذا و يحق لكل عضو من أعضاء الجمعية العامة للإتحاد الإفريقي اختيار اثنين من بين خمسة مترشحين في عملية التصويت التي ستنطلق بداية من الساعة التاسعة من صبيحة اليوم،وتضم تركيبة الجمعية العامة 54 عضوا، جلهم من رؤساء الاتحادات الوطنية المنضوية تحت لواء " الكاف"، مما جعل حرب " الكواليس " تأخذ بعدا آخر وفق التوزيع الجغرافي، لأن الإتحاد الإفريقي وزع اتحادياته على ستة مناطق جغرافية، لكن المنطقة الشمالية تبقى الأكبر في هذا التوزيع، بوجود 14 عضوا من هذه المنطقة في الجمعية العامة، الأمر الذي يخدم حسابات المرشح الجزائري محمد روراوة، على اعتبار أنه المترشح الوحيد من هذه المنطقة، بصرف النظر عن قيمته الكبيرة في المنظومة الكروية القارية و العالمية، لأن رئيس الفاف ومنذ ظفره بمقعد المكتب التنفيذي للكاف أصبح من الشخصيات الكروية البارزة، وترك بصمته في العديد من الملفات و القضايا الساخنة، منها ملف عقوبة منتخب الطوغو، والذي تم دراسته على مستوى لجنة الاستئناف التابعة للفيفا، وكذا قضية تجميد عضوية كينيا نشاط منتخباتها قبل بعثه من جديد، وهي أمور ساهمت في خدمة حسابات أفضل سفير للكرة الجزائرية في الهيئات الكروية، خاصة و أنه متواجد بالعاصمة السودانية الخرطوم، ليس فقط لخوض حرب الكواليس بحثا عن مكانة له في المكتب التنفيذي للفيفا، و إنما كممثل رسمي للإتحاد الإفريقي في لجنة تنظيم الطبعة الثانية من منافسة كأس أمم إفريقيا للمحليين " الشان "، لأن بلاتير كان قد أعرب عن مساندته لكل من روراوة و زميله في المكتب الايفواري أنوما، رغم أنه تمنى التوفيق لصديقه جوردان الذي خطف الأضواء في تنظيم المونديال الأخير. بلاتير، حياتو، بن همام و أبو ريدة رجال الظل في كواليس راوراوة و لعل ما يعزز من حظوظ روراوة في الحصول على تزكية الأفضلية النسبية في انتخابات اليوم، الدعم الذي يلقاه الرجل من طرف شخصيات من العيار الثقيل في الساحة الكروية القارية و العالمية، لأن رئيس الاتحادية الجزائرية كان قد ضمن على الورق أصوات ممثلي اتحاديات شمال إفريقيا حتى قبل الاحتكام إلى الصندوق، إضافة إلى وقوف شخصيات بحجم رئيس " الكاف " عيسى حياتو، و المصري هاني أبو ريدة كمساندين لروراوة في هذه الانتخابات، ليبقى الدعم الخفي الذي يلقاها المترشح الجزائري من لدن رئيس الفيفا جوزيف بلاتير الذي حل أمس الثلاثاء بالعاصمة السودانية الخرطوم لمتابعة أشغال المؤتمر السنوي ال 33 للإتحاد الإفريقي، و كذا الحضور كضيف شرف لنهائي الطبعة الثانية من " الشان "، كما أن روراوة يبقى المرشح الذي يدعمه رئيس الإتحاد الآسيوي محمد بن همام الذي سيكون ضمن ضيوف الشرف في موعد الخرطوم. روراوة و الإيفواريأنوما مرشحان على الورق لكسب الرهان انتخابات اليوم ستشهد صراعا بين خمسة مترشحين لخلافة النيجيري أموس أدامو الذي تمت معاقبته من طرف لجنة أخلاقيات الرياضة التابعة للفيفا في شهر نوفمبر الفارط ، حيث تعرض لعقوبة المنع من المشاركة في أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة ثلاث سنوات وتغريمه بمبلغ عشرة آلاف فرنك سويسري، على خلفية ثبوت ضلوعه في فضيحة رشوة قبيل عملية الاقتراع لاختيار الدولة التي ستحتضن مونديال 2018 ، لأن هذا العضو فقد مكانته بصفة أوتوماتيكية في تركيبة المكتب التنفيذي للفيفا، بينما يحلم الايفواري جاك بيرنارد أنوما بالظفر بعهدة ثانية على التوالي في الفيفا، كونه قرر الترشح و التنافس مع كل من الجزائري محمد روراوة، الجنوب إفريقي داني جوردان الذي كان رئيس لجنة تنظيم مونديال 2010، رغم أن هذا الرجل لا يلقى الدعم من ممثلي اتحاديات جنوب القارة، سيما و أن جوردان كان قد ترشح لمنافسة عيسى حياتو على رئاسة " الكاف "، وخسارته تلك المعركة أفقدته الكثير من الدعم الذي كان يحظى به، فضلا عن وجود مترشح آخر من جنوب القارة، ويتعلق الأمر برئيس الإتحاد السيشيلي لكرة القدم سوكيتيو باتل، ليبقى النيجيري الحاج إبراهيما غالاديما الحلقة الأضعف في هذه الانتخابات، على خلفية الفضيحة التي خرج بها مواطنه أموس أدامو عبر أضيق البواب من المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي لكرة القدم. الزحف الجزائري في الهيئات الكروية متواصل و انطلاقا من هذه المعطيات فإن الحصول على 27 صوتا يكفي أي مترشح للظفر بعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، ونجاح روراوة في تحقيق الهدف المنشود يعني بأنه سيكون أول شخصية جزائرية تقتحم الهيئة التنفيذية لأكبر إتحاد كروي في العالم، لأن التمثيل الجزائري يبقى منحصرا في بعض أعضاء اللجان أمثال محمد روراوة و محمد مشرارة ( اللجنة القانونية )، بلعيد لكارن ( لجنة التحكيم )، حميد حداج ( لجنة المنازعات ) و الدكتور ياسين زرقيني عضو اللجنة الطبية.