التقت صبيحة أمس، “الخبر الرياضي” بأحد العناصر البوركينابية الأولى التي خاضت تجربة بالدوري الجزائري و الأمر يتعلق بهارونا دارمي الذي يعتبر نفسه بوركينابيا جزائريا ويؤكد بأن تعلقه ببلد المليون ونصف المليون شهيد كبير جدا بدليل أن السفارة الجزائرية بواغادوغو توجّه له في كل مناسبة دعوة رسمية لحضور مختلف الاحتفالات التي تنظمها تخليدا لعيدي الثورة و الاستقلال ورغم أنه لم يزر الجزائر منذ أزيد من 30 سنة تقريبا إلا أنه لم ينس السنوات الأربع التي قضاها بالجزائر و بالأخص في وهران التي قال إنه مشتاق إليها. كان هارونا لاعبا دوليا بوركينابيا، عند حلوله بالجزائر 75سنة، ووجهته كانت وهران من أجل إكمال دراسته الجامعية، في معهد المواصلات و الاتصال بالسانيا و نجح نادي رائد غراب وهران الذي كان ينشط في تلك الفترة في القسم الأول في أن يظفر بخدمات هذا المهاجم الأيمن و لعب لصالحه موسمين عرف من خلالهما رجالا و لاعبين كبارا في تلك الحقبة الزمنية. كان صديقا حميما للمرحوم هدفي ميلود كشف لنا هارونا أن المرحوم هدفي ميلود أو “قيصر إفريقيا” كان أقرب الناس إليه و تعرّف عليه قبل مجيئه إلى الجزائر من خلال المنتخب الإفريقي و أضاف بأن هدفي فعل المستحيل من أجل ضمه إلى مولودية وهران لكن القدر و المكتوب قاده إلى رائد غرب وهران ورغم تجربته القصيرة بالجزائر إلا أنه ربط علاقة قوية مع عدد من اللاعبين الكبار بعاصمة الغرب الجزائري و أكد أنه مازال يتذكر الأهداف الجميلة و الرائعة التي كان يسجلها صاحب الرأسيات الذهبية فريحة عبد القادر مع مولودية وهران إلى جانب بلكدروسي سيد أحمد اللاعب الدولي الأسبق في السبعينيات الذي كان صديقا له و يعتبره أحد المهاجمين البارزين في الجزائر و القارة الإفريقية على حد سواء، و أشار محدثنا أنه يتابع الكرة الجزائرية و حين كان لاعبا فيها اكتشف في أحد المناسبات قندوز محمود عندما كان لاعبا شابا في نصر حسين داي و مرّت السنين و شاهده في كأس إفريقيا 84 التي أقيمت بأبيذجان و هو حامل شارة القائد للخضر كما تحدث طويلا عن قمري رضوان مهاجم جمعية وهران و الفريق الوطني في منتصف السبعينات و بداية الثمانينات والذي يأمل أن تتجدد الاتصالات بينهما شأنه شأن تاسفاوت حميدة الذي سرّ كثيرا عندما علم أنّ شقيقه الأصغر حفيظ سار على نفس خطاه و مازال يعتبر الهداف التاريخي للخضر لكل الأوقات و بدا سعيدا جدا عندما كشف بأن حفيظ يشغل منصب مناجير المنتخب الوطني و بالتالي فالفرصة مواتية له للحديث معه و استفساره عن أحواله و أحوال شقيقه حميدة. هارونا: “أريد رد جميل الجزائر” أكد هارونا الذي يشغل منصب إطار في المواصلات بواغادوغو حاليا أنه لا ينس أبدا خير الجزائر عليه و يريد بأي طريقة أن يرد لها الجميل خصوصا و أنه أحب هذا البلد رغم الفترة القصيرة جدا التي مكث فيها به لكن هذه المدة سمحت له باكتشاف شعب كريم إلى درجة لا توصف حيث كانت الأبواب مفتوحة بالنسبة إليه و رغم أنه لم يكن هناك الكثير من اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون في الجزائر في تلك الفترة إلا أنه لم يشعر بالغربة و كان مسرورا جدا و هو يتحدث مع مجموعة من الصحفيين الجزائريين. و تحدث هارونا عن الأب الروحي لرائد غرب وهران بريدجي لحسن و كذا دالة نور الدين و هو الثنائي الذي تعلم على يده الكثير يقول هارونا دارمي الذي يشبه كثيرا في ملامح وجهه الأسطورة البرازيلية بيلي إلى درجة أن البعض يُفضل مناداته باسم نجم السامبا الأسبق. “الكرة الجزائرية فقدت بريقها ولا أعرف السبب” حسب هارونا فإن الكرة الجزائرية فقدت بريقها و لم يجد تفسيرا منطقيا لعدم إنجاب لاعبين من طراز السبعينات و الثمانينات الذين كانوا بارعين كرويا على حد تعبيره مشيرا إلى أن الأمر قد يكون له علاقة بالعمل التكويني الذي لم يعد مدروسا أو غياب الروح الوطنية و رغم مشاركة الجزائر في المونديال الأخير إلا أن الآداء المقدم اعتبره متوسطا للغاية لأن الجزائري موهوب و عندما أتذكر الإمكانات الفنية التي كان يتمتع بها لاعبو جيلي لا أجد مكانا للمقارنة بالجيل الحالي الذي أعتقد أنه بعيد عن المستوى الحقيقي الذي يجب أن تكون فيه الكرة الجزائرية التي جدد تأكيده على تراجعها في الساحة الإفريقية على خلاف ما كانت عليه في السبعينات و الثمانينات التي كانت فيه المنتخبات الإفريقية تخشى أن تواجهه و عادت به الذاكرة إلى اللقاءين الوديين اللذين خاضهما ضد الجزائر و قنبل فيه الخضر شباك بوركينافاسو في المرة الأولى بسباعية مقابل هدفين و في الثانية بثلاثية . “أصولي مالية لكني سأناصر الخضر” بخصوص مواجهة الأحد بين مالي و الجزائر كان هارونا صريحا معنا بقوله:” أظن أن البوركينابيين سيساندون مالي لأنها بلد مجاور و شقيق لنا كما أنه لدينا تقاليد متشابهة و نشترك في عدة أمور لكن من جهتي ورغم أنني أملك جذورا مالية إلا أنني سأناصر الجزائر قلبا و قالبا و سأدعو كل أحبابي إلى الوقوف إلى جانب الجزائر رغم أن الأمر صعب .” “المنتخب المالي لم يعد ذاك المنتخب القويّ” بشأن توقعاته للمباراة فيرى هارونا أن المنتخب المالي لم يعد ذاك الفريق القوي و ظروفه الحالية قد تعقد أحواله أمام تشكيلة ستلعب بأقل ضغط بعد انتصارها الأخير على رواندا و أضاف بأنه يرشح فوز الخضر بهذه المواجهة بغض النظر عن المعطيات المناخية الصعبة و الرطوبة العالية التي من شأنها أن تؤثر على لاعبي الجزائر يقول هارونا الذي أنهى حديثه معنا بتأكيده رغبته الجامحة في زيارة الجزائر مجددا و هو الذي مرّ بها في 2003 عندما كان متجها لفرنسا و حينها بقي يومين بعد ربطه اتصالا بأحد زملائه في الدراسة الذي يشغل حاليا منصب عقيد في الجيش الشعبي الوطني. مبعوثنا على واغادوغو: محمد أمين زروق