اغتنمنا تواجد أول من حمل الرقم 10 في المنتخب الوطني والمدرب السابق رشيد مخلوفي بالجزائر للحديث عن الكثير من الأمور التي تخص كرة القدم ببلادنا بداية بالمسيرين الحاليين الذين يتحكمون في زمام السلطة الرياضية والمنتخب الوطني الحالي ورأيه في الجيل الحالي من اللاعبين المحليين والمحترفين بصفته واحدا ممن كتبوا اسمهم بحروف من ذهب في البطولة الفرنسية من بوابة فريق سان إيتيان مرورا بواقع البطولة الجزائرية الحالي في عامها الثاني مما يسمى بالاحتراف، حيث انتقد الرئيس الأسبق للفاف السياسة المنتهجة من طرف المسؤولين على شؤون الكرة في الجزائر وطالب بترك الفرصة للإطارات الشابة بغية تحقيق نتائج إيجابية من شأنها أن تعيد الكرة الجزائرية إلى سابق عهدها الذي عرفت به . سيد مخلوفي، معك صحفي "الخبر الرياضي" ونود الحديث معك عن واقع كرة القدم في بلادنا؟ مرحبا، أنا في الخدمة مادمت على قيد الحياة لن أبخل بأي موضوع في سبيل تطوير الكرة في بلادي وإبداء رأيي بكل شفافية ووضوح لأنني لست من أولئك الذين يغطون الشمس بالغربال، أنا صريح لأقصى الحدود وسأفتح لكم صدري لتسألوا في شتى المجالات التي تريدون . بصفتك واحدا من العارفين بخبايا كرة القدم الجزائرية وأصحاب الحل والربط فيها كيف تقيم المستوى الحالي للمسيرين؟ قبل الحديث عن رأيي في المسيرين الحاليين، أود القول أن المسؤولين عن الرياضة في بلادنا بصفة عامة وعن كرة القدم بصفة خاصة لا يحبون التغيير ويواصلون العمل بسياسة الترقيع و(البريكولاج) الذي أوصلنا إلى الوضع الكارثي الذي نعيشه وبهذه المواقف لن ننجح أبدا في بعث كرة القدم وسنواصل في الفشل وما النتائج الأخيرة التي يحققها المنتخب الجزائري في الآونة الأخيرة هو والأندية في المنافسات الإفريقية خير دليل على ما أقول . حسب رأيك ما هو البديل حتى تستطيع الكرة الجزائرية الخروج من البوتقة؟ بكل صراحة، كيف يمكن أن نفكر في نجاح المنتخب الوطني ونحن لا نملك مديرية فنية تشرف على المنتخبات الوطنية هذا أمر معقول، لابد من تعيين مدير فني بأتم معنى الكلمة يملك من القدرات والإمكانيات ما يؤهله لتولي هذا المنصب وليس لسد الفراغ والمواصلة في البريكولاج، كما أريد أن أوضح أمرا مهما. تفضل... لكي نخرج بالكرة من الوضع الكارثي الموجودة عليه حاليا، لا بد من مشروع طويل المدى وليس اتباع سياسة الحل المؤقت الذي بانتهاء مفعوله نعود إلى نقطة الصفر، في الجزائر لابد من اتباع مشروع يشارك فيه أهل الاختصاص وكل من يملك فكرا للتطوير لأن هذا هو أساس النجاح كما أن المشورة من شأنها أن تبين بعض الأشياء المحجوبة والتي لا يراها البعض . أكثر توضيح من فضلك؟ المشروع الذي أتحدث عنه هو مشروع سهل التجسيد ونتائجه مضمونة، حيث سيمكننا من اكتشاف كل المواهب الكروية في الجزائر دون استثناء، والبداية بتعيين مدير فني كما قلت من قبل تمنح له الحرية في اختيار مدربين أكفاء في كل جهات الوطن لمعاينة اللاعبين وفي جميع الفئات من الأصاغر حتى الأكابر والشروع في التكوين الذي سيعطي ثماره مثل ما تم اتباعه سنة 1975 حتى 1990 أين استطعنا تكوين منتخبات لكن للأسف لم تدم هذه السياسة مطولا وأنا من جريدتكم المحترمة أدعو إلى العودة إلى السياسة السابقة وسترون النتائج في حال عمل المسؤولون على شؤون الكرة الجزائرية بنصائحي. من هو الرجل المناسب الذي باستطاعته بعث هذا المشروع؟ دون تردد اللاعب والمدرب الأسبق للخضر رابح ماجر. لماذا ماجر بالذات رغم أنه أشرف على المنتخب الوطني ولم يحقق أي شيء؟ حقيقة... ماجر أشرف على المنتخب الوطني ولم يحقق نتائج كبيرة، خاصة في كأس أمم إفريقيا بمالي، غير أنه من غير المعقول الحكم على مدرب في وقت قصير، لأن ماجر وأنا أعرفه جيدا يحمل مشروعا طويل المدى ويعرف جيدا ما سيجنيه مستقبلا، لكن هناك من لم يتركه يعمل براحة وسعوا بشتى الطرق إلى إخراجه من الباب الضيق. من تقصد بكلامك؟ (يضحك)الذين يحبون "البريكولاج". المسؤولون الحاليون في كل مرة يتحدثون عن التكوين و في كل مرة يأتون بأفكار جديدة، هل توافقهم الرأي في الأفكار التي يتحدثون عنها؟ عن أية أفكار يتحدثون وهم لا علاقة لهم بالكرة، والله عيب كبير منذ 1979، لم نرى منتخبا جزائريا من الفئات الشابة يشارك في كأس العالم ويتحدثون عن التكوين، لابد أن نعمل في كل سنة على تحليل ما وصلنا إليه والبرمجة على مدار 5 سنوات، أين هو التكوين ونحن نشاهد بطولة تستحي أن تشاهدها ونحن نقول أننا نطبق الاحتراف، حقيقة في بعض الأحيان يخيل لي أنني أرى مباريات للاعبين هواة في بداياتهم وليسوا لاعبين يوقعون بالملايير. على ذكر الاحتراف الذي نشهد عامه الثاني وبصفتك من الجيل الأول للمحترفين كيف تنظر إليه؟ نحن في الجزائر، أنجبنا الاحتراف ولم نأت بالأشخاص الذين يحتضنوه، كان الأحرى بالاتحادية أن تشرك على الأقل أربعة أو خمسة لاعبين قدامى والذين سبق لهم الاحتراف ويعرفون ما معنى الاحتراف في طريقة التسيير وكيفية تطبيقه ومن هم الناس المؤهلين لذلك، لكن للأسف هذا هو الواقع كل شيء بالمقلوب ونحن نجني ثمار الانطلاق في الإحتراف دون دراسة فحواه الحقيقي. وما هو الحل للعودة من جديد إلى الاحتراف بمعناه الحقيقي؟ الحل هو في تطبيق القوانين والاحتراف بالدرجة الأولى في التسيير، فالعديد من الفرق لم تطبق دفتر الشروط المقترح من الاتحادية، وهناك من لا تملك حتى أين تتدرب وتستقبل منافسيها ونتحدث عن الاحتراف، لا نزال بعيدين كل البعد، أين الاحتراف وأنت ترى فرقا مثل مولودية الجزائر ونصر حسين داي لا يجدا أين يستقبلا، وهذا حال الفريق الأول فما بالك بالفئات الصغرى. في ظل الحديث عن الاحتراف، كيف يرى مخلوفي مستوى اللاعبين في الجزائر؟ أريد أن أوضح أمرا مهما، اللاعبون الحاليون في البطولة الوطنية لا يمكن أن يتطور مستواهم أبدا وكذلك المدربين، لسبب بسيط وهو اعتمادنا في المنتخب الأول على اللاعبين المحترفين وأي محترفين، المهم أنهم ينشطون خارج البلاد. ما علاقة الاعتماد على المحترفين في تطوير مستوى اللاعب المحلي؟ يجب أن نكون واقعيين، فأي لاعب مهما كان اسمه طموحه الأول والأخير حمل الألوان الوطنية، لكن عندما يدرك أن المنتخب الأول لا يستدعى إليه إلا المحترفين، فالأكيد أنه سيتأثر معنويا ولا يقدم المجهودات المطلوبة للفت أنظار المسؤولين عن المنتخب وإنما تصبح كرة القدم عنده عمل يتقاضى عليه أجرا في وكفى دون طموح. إذا أنت ضد فكرة الاعتماد على اللاعبين المحترفين ؟ أبدا، أنا لست ضد جلب المحترفين بل ضد فكرة جلب أي لاعب، في عهدنا جلبنا دحلب، قريشي، منصوري وزيدان، المنتخب الوطني بحاجة إلى لاعبين مميزين وليس أي لاعب مستواه ليس بأحسن من اللاعب المحلي، صراحة الكل يعلم أن لاعبي المنتخب الحالي متوسطي المستوى والدليل الفرق التي يلعبون فيها، ومادام نفس المستوى فأنا أفضل الجزائري. قلت أن اعتماد الفرق وحتى المنتخب الأول على المدرب الأجنبي يضعف قدرات مدربينا، لماذا؟ هذا أمر مفروغ منه فاعتماد الفرق الجزائرية على مدربين أجانب سيدخل مدربينا في بطالة ولن يجدوا أين يطبقون كل ما حصلوه نظريا والبعض الآخر لعب في المستوى العالي لسنوات طويلة، لكن لا يجد من يستفيد به خبرته، أما المنتخب الوطني لنكن واقعيين فالمنتخب الوطني يلزمه مدرب محلي لأن الأجنبي لا يملك حب الوطن والحماس اللازم الذي ينعكس على اللاعبين. هناك العديد من المدربين أتيحت لهم الفرصة ولم ينجحوا هناك من فشل وهناك من نجح، سواء مع الفرق أو حتى المنتخب، في البطولة الوطنية المسيرون يرضخون لضغوطات الأنصار الذين لا يطالبون إلا بالنتائج الإيجابية وأي تعثر يدفع المدرب ثمنه سواء بالإقالة أو الاستقالة. صراحة، أنت ضد تعيين البوسني حاليلوزيتش على رأس المنتخب الوطني؟ حاليلوزيتش مدرب جيد ويعرف عمله جيدا، كنت أود أن يشرف على المديرية الفنية ويتولى مهمة وضع الاستراتيجية المناسبة لجميع المنتخبات الوطنية، مع منحه صلاحيات أوسع لتطوير الكرة في بلادنا، لأنه رجل يحب عمله وكان يجب الاستفادة من خبرته في جميع الفئات وترك منصب المدرب إلى تقني جزائري والكرة في بلادنا لا ينقذها ويخرجها من وضعيتها الحالية إلا واحد من أبنائها. لكن تعيينه سيبقي سياسة الاعتماد على المحترفين وهو الذي تابع البطولة الوطنية ولم يقتنع بمستواها اعتماده على المحترفين ليس خطأه، بل خطأنا نحن الذين لم نخطط للمستقبل ونحن نجني نتائج سوء التسيير بتراجع مستوانا والذي لا يزال يتراجع إلى إشعار لاحق. في حديثنا عن البطولة الوطنية هل أنت مع القيم المالية الكبيرة التي تمنح للاعبين وبحث كل فريق عن شراء النجوم عن أي نجوم يتحدثون، وأنا لا أحب كلمة نجم، أنا أحب تكوين اللاعبين وتوفير الظروف الملائمة للعمل وليس شراء فريق مثل ما يحدث في بعض الأندية. لم تجبني على سؤالي بخصوص القيم المالية بالمستوى الذي نشاهده حاليا ( يقذف الكرة تلحق للقاهرة) عيب أن نرى لاعبا في البطولة الوطنية يتقاضى الملايير سنويا، في الخارج يستحقون الأموال التي يتقاضونها لأنهم محترفون بأتم معنى الكلمة المسيرون محترفون ويعرفون كرة القدم. نريد أن ننهي حديثنا بسؤال شخصي تفضل. هل يمكن أن نرى مخلوفي مرشحا لرئاسة الاتحادية سنة 2012 ؟ سن مخلوفي لم يعد يسمح لتولي منصب حساس يتطلب شخصا قادرا على العطاء ولأن سني تجاوز خمسة وسبعين سنة لذا سأكرر ما قلته من قبل حان الوقت لتسليم المشعل للشباب وأنا متأكد أنه سينجز المستحيل وما علينا نحن إلا تقديم النصح والتوجيه إن طلبوا مساعدتنا طبعا.