أبعد مدرب نادي أجاكسيو الفرنسي لاعبنا الدولي مهدي مصطفى عن قائمة العناصر المعنية بمباراة أمس، بسبب تناول الفرنكو جزائري لمادة محظورة من قبل الهيئات الرياضية وهي مادة تستخدم في معالجة الأمراض الصدرية وتصنف في خانة المنشطات. من حسن حظ المدرب الفرنسي أن طاقمه الطبي يجري فحوصات روتينية وفجائية على لاعبيه كي يتم مراقبة التعداد من خطر المنشطات الذي يتابع ليس فقط كرة القدم وإنما العديد من الرياضات كسباق الدراجات ورفع الأثقال وألعاب القوى وغيرها، لكن في الجزائر هل يمكن لأي مدرب من مدربي الدرجتين الأولى والثانية متابعة الحالة الصحية للاعبيه ؟.. دون شك لا أحد من المسيرين ولا التقنيين قادر على مراقبة الرياضيين من خطر المنشطات، بل أكثر من ذلك هناك لاعبون في الدوري المحترف الجزائري لم يعرضوا بتاتا على طبيب مختص عند إبرام عقودهم رغم أن قانون الاحتراف يفرض على النوادي تقديم ملف طبي كامل في هذا الشأن. فما يحدث في نوادينا من ناحية التكفل الصحي كارثي بكل المقاييس بحكم أن نوادينا لا تملك أطباء متخصصين، ومحاولات الفاف والرابطة المحترفة فرض القانون أو رسكلة الطواقم الطبية ليس سوى صرخة في واد، فلا يمكن أن نطلب من طبيب القيام بعمله كاملا في النوادي وهو يتقاضى أجرة لا تتعدى 15 ألف دينار، كما أن النوادي لا تملك المرافق ولا الهياكل الطبية التي تسمح لها بالتكفل التام بلاعبيها، سواء في العلاج أو بعده، وكم من لاعب في الدوري الجزائري يعاني من أمراض خطيرة في القلب أو الصدر وغيرها و يحوز على إجازة رسمية من الرابطة، ولو يحدث له مكروه فوق الميدان سيتنصل كل طرف من مسؤولياته مثلما حدث قبل سنوات عندما شاهدنا لاعبين تعرضوا للوفاة الفجائية فوق الميادين الجزائرية. صحيح أن الفرق تعاني مشكلا في تمويل وتموين اللجان الطبية، لكن غياب روح المسؤولية لدى مسيري النوادي والمدربين والأطباء ظاهرة يجب التنديد بها، فلا يعقل أن يعبث أي طرف بحياة رياضي شاب، لسبب أو لآخر، وهنا وجب على السلطات الرياضية والطبية العمومية القيام بدور المراقب من خلال إجراء فحوصات فجائية للرياضيين في الحصص التدريبية لعل وعسى تجنب هذه الفحوصات كوارث لا تحمد عقباها.