أجلت اتحادية كرة السلة انطلاق البطولة التي كانت مبرمجة اليوم، وهو التأجيل الثاني بعد ذلك الذي حدث في الشهر الفارط، وحتى إن كانت الاتحادية تبرر تأجيلها بانتخابات الاتحادية المبرمجة في الأيام القليلة القادمة، فإن أسرة كرة السلة أبدت استياءها من البريكولاج السائد، وهو الواقع المعاش منذ سنوات ليس فقط في فدرالية كرة السلة، وإنما في الكثير من الفدراليات، كالسباحة وكرة اليد وغيرهما، والتي انفجرت وسطها عدة قنابل بعد الألعاب الإفريقية في مابوتو بالموزمبيق ولحد الساعة لم نسمع عن محاسبة المتسببين فيها. وفي الوقت الذي كان من المفروض أن تبلغ المنافسة الوطنية في جميع الرياضات مرحلتها الثانية، لا زلنا نسمع ونقرأ عن التأجيلات العشوائية، ليظل الرياضيون دون منافسة في أكتوبر، مثلما يحدث في كرة اليد والقبضة الحديدية بين الاتحادية والفرق الرافضة لنظام البطولة. في كل منافسة دولية نتلقى فيها الصفعات نتساءل لماذا تراجع مردود منتخباتنا، وننسى بأننا لا نملك بطولات قوية ولا منافسة منتظمة ولا فدراليات في المستوى، والغريب أن مسؤولي هذه الفدراليات يتحججون في كل مرة بغياب مصادر التمويل، وكأن المال هو الذي منعهم من احترام البرمجة وتنظيم منافسة وطنية في المستوى، رغم أن الدولة صرفت آلاف الملايير في بناء القاعات وتمويل الرياضة بصفة عامة على مر عدة عشريات. والظاهر أن صفعة مابوتو لم تكن درسا نافعا للكثير من الفدراليات، التي عادت بخفي حنين من الألعاب الإفريقية، ولعل كذلك موقف الوزارة، التي عبرت عن رضاها بالنتائج الهزيلة في الموزمبيق، شجع الرداءة على فرض وجودها وتمديد بقائها على مستوى الفدراليات، وعوض أن يحزم «المنهزمون والفاشلون» أمتعتهم بعد عجزهم عن تحقيق النتائج، تجد البعض يختفي وراء المبررات الوهمية ليحافظ على منصبه على حساب مستقبل ملايين الشبان. اليوم حانت ساعة الحقيقة، ويجب على الوزارة التدخل بقوة لوضع القاطرة الرياضية في سكتها السليمة، لأن مصير أجيال من الرياضيين بيد هؤلاء المسيرين، والمال العام الذي يصرف هنا وهناك قليلا كان أم كثيرا، هو مال الجزائريين يجب أن يذهب لوجهته، فليس عيب أن نحصد الهزائم اليوم، بل أن العيب أن نحول الهزيمة إلى انتصار لنخفي نقائصنا أو نكذب على الشعب.