مقابلة كبيرة بكل المقاييس والمواصفات تلك التي تجمع اليوم المنتخب الوطني بنظيره التونسي في نصف نهائي كأس إفريقيا للمحليين المقامة بالسودان، خاصة أن الطموح مشترك وكبير بين الطرفين والحلم واحد وهو تحقيق انتصار والعبور إلى المباراة النهائية، في مباراة بين شقيقين يعرفان بعضهما جيدا ولاعبين التقوا في مناسبات كثيرة ومدربين في السن نفسها لعبا في وقت واحد، وبين منتخبين لهما طريقة لعب متشابهة. تحد كبير للمحليين أمام المنتخب الأول لتونس مباراة يعرف الكل أنها صعبة للغاية لكن المحليين يريدون بها تحديا خاصا أمام 80 % من المنتخب التونسي الأول، حيث يريدون أن يؤكدوا أنهم لا يقلون شأنا عنهم وأنهم قادرون على التغلب عليهم، خاصة أن الكرة التونسية تعيش وضعا مترديا منذ سنوات عكس الجزائرية التي بصرف النظر عن الوضع الصعب في تصفيات كأس إفريقيا 2012 فإنها تعيش مرحلة جيدة بالتوازي مع دخول البطولة الاحتراف. اللاعبون يردون تأكيدا ثانيا على قيمة اللاعب المحلي ولم يكن هناك حديث للاعبين بعد نهاية مباراة جنوب إفريقيا سوى أنهم ردوا بطريقتهم على من ظلموا اللاعب المحلي ومن قالوا إنه غير جدير بالثقة، وهو ما سيحاولون تكراره من جديد لأن تجاوز عقبة منتخب تونسي قوي مدجج بلاعبي الخبرة سيكون أفضل تأكيد على أنهم جديرون أيضا بالدفاع عن ألوان المنتخب الأول، ولو أن كل اللاعبين يعرفون أن المهمة لن تكون سهلة في مباراة من نوع “داربي” لا يمكن التكهن بنتيجتها. التأهل سيكون إنجازا كبيرا ل بن شيخة من جهة أخرى، ستكون المباراة خاصة ل بن شيخة الذي لعب ودرب في تونس وله علاقات واسعة هناك، أين يشيد الكل بقدراته وبمروره على الإفريقي خلال موسمين، حيث سيحاول توظيف معرفته الدقيقة باللاعبين وحتى بزميله الطرابلسي من أجل تحقيق فوز سيكون واحدا من بين أغلى انتصارات المدرب الوطني في مسيرته الرياضية، وسيكون أيضا بمثابة تأكيد لقدرات بن شيخة ودفعا جديدا له في مهمتيه على رأس المنتخبين الأول والثاني، فيما سيحسب له جزء كبير من الإنجاز على اعتبار أنه بدأ مع فريق المحليين من الصفر قبل أكثر من 15 شهرا. اللاعبون يعتبرون الفوز كفيلا بضمان الكأس ويعتقد اللاعبون أنّ الفوز كفيل بأن يضمن لهم تحقيق اللقب وحجتهم في ذلك أن المنتخب التونسي أكبر عقبة في طريقهم، خاصة أنه الوحيد الذي سجل في 4 مباريات كما أنه فاز بثلاث مباريات وكان على بعد ثوان من الفوز الرابع له قبل أن تعادل أنغولا النتيجة في أول مباراة في الوقت بدل الضائع، وعلى هذا الأساس يريد اللاعبون تقديم كل ما عندهم لأن مرورهم من هذه العقبة من شأنه أن يجعل النهائي في متناولهم ولو كان أمام السودان. التونسيون يريدون الكأس لأجل الثورة بإصرار تعدّى إلى الثقة المفرطة والحقيقة تقال أن الإصرار شديد على تحقيق اللقب من طرف التونسيين حيث تحولت هذه الكأس حتى قبل بداية هذه الدورة إلى قضية سياسية يريد الكل من خلالها دعم الشعب التونسي في ثورته وإرجاع البسمة له، وهي الإرادة التي تجاوزت حدود التفاؤل إلى حد الثقة المفرطة خاصة لدي رئيس الاتحادية الحفصي الذي لم يتردد بعد الانتصار على الكونغو في الحديث عن أخذ الكأس إلى سيدي بوزيد والقصرين رغم أن مباراتين في انتظاره واحدة في نصف النهائي وأخرى قد تكون إما ترتيبية أو نهائية. الجزائريون أيضا يريدونها ليهدونهاإلى “الثورة التونسية”! من جهتهم فإن اللاعبين غير مستعدين تماما للتفريط في الكأس والحافز موجود وهو إعادة الاعتبار للاعبي المحلي وكذا البطولة الوطنية التي ظُلمت كثيرا، وإذا كان الحافز لدى التونسيين – مثلما قال بن شيخة – هو الفوز بالكأس لأجل الثورة فإن الجزائريين الذين واسوا نظراءهم التوانسة وتعاطفوا معهم كثيرا سيحصلون على الكأس ويهدوها لشهداء تونس بسبب القرب التاريخي والجغرافي. 90 دقيقة لاسترجاع ذكريات أم درمان ولم تبق سوى 90 دقيقة للوصول إلى النهائي الذي سيقام في ملعب المريخ بأم درمان الذي يحمل ذكريات رائعة للجزائريين، حيث يأمل اللاعبون أن يفوزوا لاسترجاع تلك الذكريات عليه ولم لا صنع ذكريات أخرى أبطالها اللاعبون المحليون، وتبقى روح أم درمان كفيلة بتحقيق ذلك، ولا يتمنى رفقاء لموشية أن يلعبوا على ملعب المريخ مباراة ترتيبية وهو ما يجبرهم على الصمود 90 أو 120 دقيقة يقدمون فيها كل شيء ليكونوا على موعد مع نهائي الأحلام في المريخ. سوداني يعد بالعودة إلى التهديف اليوم وعد هداف المنتخب الوطني العربي هلال سوادني بالعودة إلى التهديف في مباراة اليوم بعد أن صام عن ذلك في اللقاءين الأخيرين، حيث قال ل “الهداف” قبل الحصة التدريبية لأول أمس: “في حال مشاركتي أساسيا فأنا مصمم أكثر من أي وقت مضى على الوصول إلى الشباك، خاصة بعد أن أتيحت أمامي فرص أمام السودان وجنوب إفريقيا ولكن لم أحسن استغلالها بسبب عدم التوفيق وفطنة المدافعين ما ولّد لدي “شحنة مضاعفة”، ولكن الأكيد أنني لن أدخل هذا اللقاء من أجل أن أسجل أنا فقط ولكن سندخله كلنا لأجل تحقيق الفوز لأن ذلك ما يهمنا ففي النهاية كلنا نحمل قميصا واحدا وندافع عن راية الجزائر”. سوداني: “مباريات الداربي ليس لها منطق وتتطلب التركيز” وعن المباراة في حد ذاتها قال سوداني: “هي مباراة داربي وهذا النوع من اللقاءات ليس له منطق، في لقاء محلي يمكن لفريق في أسفل الترتيب أن يفوز على الرائد، خاصة أن جزئيات صغيرة هي التي تصنع الفارق وفي رأيي الخاص هذا اللقاء يحتاج إلى تركيز سواء خلال ال 90 أو ال 120 دقيقة وأي هفوة بسيطة يمكن أن تكلف غاليا، وكمهاجمين نحن مطالبون بالتسجيل من أول فرصة”. حكم اللقاء من جزر موريس عيّنت لجنة التحكيم على مستوى “الكاف” حكما من جزر موريس لإدارة لقاء اليوم بين الجزائروتونس ويتعلق الأمر ب “سيشوم راهيندرا بارسار” وسيساعده في إدارة اللقاء كل من النيجيري “إيدي بيتر” والمالي “ديارا بالا”، فيما سيكون الحكم الرابع من غامبيا ويتعلق الأمر ب “ڤاسما بابا كاري” ومحافظ اللقاء هو الكيني محمد حتيمي. “الخضر” سيلعبون بالبذلة البيضاء مثلما كان عليه الحال في اللقاءين الأخيرين للمنتخب الوطني أمام السودان وجنوب إفريقيا سيدخل رفقاء القائد العيفاوي لقاء هذه الأمسية ببذلة بيضاء حسب ما تأكد في الاجتماع التقني الذي عُقد صبيحة أمس، بينما سيلعب المنتخب التونسي ببذلة حمراء وهو الذي كان مسؤولوه يأملون اللعب بالبذلة البيضاء. فيما يؤكّد بن شيخة على اللّعب دون حسابات... 7 من لاعبي الجزائر مهدّدون بالغياب عن المباراة النهائية تتقدّم الجزائر بأكبر عدد من اللاعبين المهدّدين بالغياب عن المباراة النهائية في حال تلقيهم لإنذار جديد في مواجهة تونس من بين المنتخبات الثلاثة الأخرى التي تشكل أضلع المربع الذهبي، وهم: زماموش، سوداني، مسعود، بوعزة، حاج عيسى، مفتاح ومترف، الذين تلقوا إنذارا في مباراة ربع النهائي أمام جنوب إفريقيا، بمقابل لاعب تونسي واحد مهدّد بالغياب في حال إنذاره أمام الجزائر وهو وسط الميدان مجدي الطراوي، والشيء نفسه بالنسبة لمنتخب أنغولا بلاعب واحد، أما السودان فتضمّ ثلاثة لاعبين تحت تهديد العقوبة. بن شيخة: “لدينا بدلاء في المستوى لتعويض أيّ غيابات” وقد هوّن المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة من إمكانية تأثر “الخضر” بتواجد سبعة من عناصره تحت تهديد الغياب عن المباراة النهائية في أدائهم خلال مواجهة تونس، وأكد على أنه سيطلب من لاعبيه اللعب بكل قوّة ودون حسابات، لأن الأهم حسبه هو الوصول للنهائي. ويرى بن شيخة أن منتخبنا لن يتأثر حتى في حال تعرّض لاعبيه للإقصاء مادام أنه يملك بدلاء في المستوى، ولو أنه تمنى أن يمرّ للدور الأخير دون أي خسائر تذكر على حدّ قوله. لاعبو “الخضر” عاينوا منافسهم أمس جمع الطاقم الفني أمس لاعبيه لمعاينة مقتطفات اختارها المدرب المساعد محمد شعيب مع الخبير بريكسي والخاصة بمباراة المنتخب التونسي الأخيرة أمام منتخب الكونغو الديمقراطية، وهذا للوقوف على نقاط قوّة المنافس وضعفه. وكانت طريقة المعاينة هذه سمحت للمدرب بن شيخة من تحقيق نصر تكتيكي كبير على منافسه الجنوب إفريقي في المباراة الأخيرة، في انتظار ما ستسفر عنه مباراة اليوم.