أجرى الناخب الوطني “وحيد حاليلوزيتش” حواراً مع مجلة “ليكيب” ذائعة الصيت في فرنسا، أول أمس الإثنين، تطرق فيه عن حياته المهنية كما لم يخف طموحاته مع الخضر قبل حوالي 15 يوماً من بداية نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقرر إجراؤها ب “جنوب إفريقيا”، ويعتقد التقني البوسني بأنه قادر على التتويج بكأس رابطة أبطال أوروبا في يوم من الأيام لأن المدربين الآخرين لا يقلون شأناً عنه على حد قوله، المدرب الوطني صاحب 60 عاما المتواجد حاليا في عطلة عائلية بمدينة مراكش المغربية وقبل بضعة أيام عن انطلاق العرس الإفريقي ببلاد العم “نيلسون مانديلا” في الفترة الممتدة ما بين 19 جانفي إلى غاية 10 فيفري لم يتحدث فقط عن مشواره، بل تطرق إلى عدة أمور هامة، شخصيته، ماضيه، كما أثبت مرة أخرى بأنه رجل طموح ويعشق التحديات دائما، إذ يأمل في خلق المفاجأة مع أشباله في “الكان” في طبعته 29. في بداية حديثه مع مجلة “ليكيب” عن أهدافه مع المنتخب الوطني الجزائري في دورة جنوب إفريقيا التي ستبدأ يوم 19 جانفي القادم، أكد مدرب الخضر “وحيد حاليلوزيتش” بأن التشكيلة الوطنية الحالية تفتقد للخبرة اللازمة في مثل هذه المواعيد القارية بالنظر إلى تواجد أربعة لاعبين فقط ممن شاركوا في CAN 2010، فيما باقي العناصر لم يسبق لها لعب هذه المنافسة من قبل، مشيرا إلى أنه ورغم كل هذا إلا أن الجميع مجند لتحقيق نتيجة إيجابية وتشريف الكرة الجزائرية ببلاد “البافانا بافانا”، وذلك في ظل الرغبة الكبيرة التي تحدو رفقاء “سفيان فيغولي” لمزاحمة كبار القارة وأداء دورة في مستوى تطلعات الجماهير الجزائرية. وقال:”لا توجد لدينا مجموعة من النجوم ولكن فريقا يفتقر للخبرة، ومع ذلك اللاعبون لديهم حماس وطموح فضلا عن حيوية كبيرة، متماسكون فيما بينهم ويقدمون كل ما لديهم، لذلك أعتبر أن روح المجموعة سر قوتنا”. “إصابة بوڤرة أحبطتني واستبعدت جبور لأنه معاقب ضد تونس” كما تطرق مدرب نادي “دينامو زاغرب” الكرواتي السابق إلى موضوع الدولي الجزائري “مجيد بوڤرة” مدافع نادي لخويا القطري الذي قام باستبعاده من قائمة “الخضر” المشاركة في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بداعي الإصابة. وأشار “حاليلو” إلى أن الإصابة التي تعرض لها صخرة دفاع نادي غلاسكو رينجرز الأسكتلندي السابق والتي جعلته خارج الميادين منذ بداية الموسم جعلته يشعر بإحباط كبير بعدما كان يراهن عليه كثيرا في دورة “جنوب إفريقيا”. أما عن أسباب عدم توجيهه الدعوة ل “رفيق جبور” مهاجم أولمبياكوس وهداف الدوري اليوناني، أوضح “وحيد” بأن ذلك يعود إلى كونه معاقبا في لقاء الافتتاح ضد “تونس” والذي يعتبر الأكثر أهمية بالنسبة له في المجموعة، مشيرا إلى أنه تردد كثيرا ولفترة طويلة قبل اتخاذ هذا القرار المفاجئ، فالمواجهة أمام “نسور قرطاج” يوم 22 جانفي القادم حسبه سوف تحدد مستقبل الخضر في هذه المنافسة. “أحسست بعد مباراة تنزانيا أنني قادر على تحقيق نتائج مميزة” في تقييمه للعمل الذي قام به على رأس العارضة الفنية للخضر التي التحق بها منذ عام ونصف، أكد الناخب الوطني “وحيد حاليلوزيتش” بأنه اجتمع بلاعبي المنتخب الوطني لأول مرة خلال التربص بمركز “ماركوسي” بضواحي العاصمة الفرنسية باريس، وأكد لهم بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم السيد “محمد روراوة” قد عيّنه مدربا للجزائر وسيحاول من أجل تحقيق نتائج طيبة في المستقبل، مشيرا إلى أن الأوضاع كانت حينها حساسة نوعاً ما بعد كأس العالم 2010، خاصة وأن اللاعبين كانوا في مونديال جنوب إفريقيا أبطالاً قبل أن يتحولوا بعدها إلى لا شيء وأصبحوا عرضة لانتقادات لاذعة من طرف الجميع ما جعل المجموعة محطمة معنوياً وبدون أي حوافز، موضحاً بأنه تحدث معهم لإحياء الروح فيهم من جديد وأحس بعد لقاء “تنزانيا” بأنه قادر على فعل أشياء مميزة، حيث غيّر بعض الأمور في صفوف المنتخب الوطني الجزائري وخلق في المجموعة روحاً ونفساً جديدة بالإضافة إلى طريقة لعب أكثر هجومية. “أبعدت زياني لأنه لن يقبل التنافس مع فيغولي أو بودبوز” حول قضية قائد الخضر السابق كريم زياني لاعب نادي الجيش القطري الذي قرر عدم توجيه الدعوة له مرة أخرى لتقمص الألوان الوطنية في قرار فاجأ به جميع المتتبعين، برر حاليلوزيتش هذه الخطوة المتخذة بكون لاعب فريق “أولمبيك مرسيليا” الفرنسي السابق كان عنصراً أساسياً مع معظم المدربين الذين تداولوا على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الجزائري، وبالتالي من الصعب استدعاؤه في ظل تواجد كل من اللاعبين الواعدين رياض بودبوز وسفيان فيغولي اللذين ينشطان في نفس منصبه في أفضل حال، وأكد مدرب “كوت ديفوار” السابق بأن زياني شأنه في ذلك شأن اللاعبين القدماء بنسبة كبيرة لن يتقبلوا فكرة المنافسة والبقاء على مقاعد البدلاء بعد سنوات من العطاء مع “الخضر”، مشيرا في ذات السياق إلى أنه سعيد جدا بالعمل المنجز مع المنتخب ونجاحه في تحقيق نتائج لا بأس بها في التصفيات التي تعتبر الخطوة الأولى. “نتائجي تتحدث عني وأطمح إلى التدريب في المستوى العالي” في سؤال حول ما إذا كان يشعر بأنه قد تم تناسيه في فرنسا من خلال عدم اتصال الأندية به للإشراف على حظوظها، أكد التقني “البوسني” بأنه لم يدرب في بلاد “فولتير” منذ 7 سنوات على اعتبار أن آخر فريق دربه كان باريس سان جيرمان في الفترة الممتدة ما بين (2003 – 2005)، مشيراً إلى أنه ليس بحاجة إلى إظهار ما يمكن أن يقوم به على اعتبار أن النتائج التي حققها تتحدث عن ذلك، معطياً المثال عند توليه مهمة الإشراف على الجزائر أين كان الخضر يحتلون المركز ال 52 في تصنيف “الفيفا” أما الآن فرفقاء “بودبوز” يحتلون المركز ال 19 عالمياً، موضحاً بأنه خلال السنوات الماضية التي درب فيها كلا من “الجزائر” و”كوت ديفوار” و”دينامو زاغرب” الكرواتي لم يخسر سوى 6 مواجهات. كما قال بأنه يأمل في أن تتاح له فرصة التدريب في المستوى العالي بالنظر إلى كونه يمتلك الإمكانيات اللازمة لتولي هذه المهمة. “أنا مدرب صارم ولست متغطرسا كما يعتقد الكثيرون” تحدث “وحيد حاليلوزيتش” عن شخصيته الغريبة نوعا ما والتي دائما ما تسيل الكثير من الحبر في مختلف وسائل الإعلام، حيث اعترف التقني البوسني صراحة بأنه مدرب صارم في عمله في أي منتخب أو فريق يشرف على عارضته الفنية، وأشار الناخب الوطني صاحب 60 عاماً بأنه ضحية الصورة السيئة التي رسمها عنه البعض، حيث يُخيّل عند الحديث عنه بأنه شخص متغطرس ولديه شخصية متسلطة غير أن الواقع عكس ذلك تماماً وهنا الإشكال على حد قوله، كما أكد التقني “البوسني” بأنه لا يتسامح إطلاقاً فيما يخص الانضباط لأن توقيت التدريبات مثلا عنده هو :0010 صباحاً بالضبط وليس :0110 إلا في الحالات القاهرة. موضحاً بأنه سبق وأن عاين العديد من الفرق الأوروبية في صورة فريقي باريس سان جيرمان وجوفنتوس الإيطالي و لاحظ بأن تماسك المجموعة هو سر نجاح وتطور مستوى اللاعبين. “متعة كرة القدم بالنسبة لي هي تحقيق الفوز لا غير” كما أكد المدير الفني السابق لنادي “دينامو زاغرب” الكرواتي بأنه يغضب كثيرا عندما يسمع بعض الأشخاص الذين يقولون بأنهم يلعبون كرة القدم من أجل التمتع، على اعتبار أن التمتع بالنسبة له هو تحقيق الانتصار لا غير، مشيرا إلى أنه لابد من غرس ثقافة الفوز لدى اللاعبين حتى وإن كان ذلك في حصة تدريبية، هذا وأوضح الناخب الوطني “وحيد حاليلوزيتش” بأنه لا يوافق إطلاقاً من يقول بأن الخسارة ليس نهاية العام، مبررا ذلك بكونه لا توجد مباريات أخرى من أجل التعويض، معتبرا بأن اللاعبين لابد أن تكون لديهم جرعة من خيبة الأمل وإلا سوف لن تكون لديهم الإرادة من أجل تحقيق الفوز، وهو ما يجعله يلعب دائما من أجل تحقيق النقاط الثلاث حتى وإن تعلق الأمور بمواجهة ودية، وذلك لأنه شخص لا يحب الانهزام بطبعه منذ أن بدأ ممارسة كرة القدم وأصبح بعدها لاعباً مشهوراً في الفرق التي تقمص ألوانها على غرار نانت الفرنسي. “كنت قريباً من تدريب ليون وقادر على الفوز بدوري أبطال أوروبا” قال الناخب الوطني “وحيد حاليلوزيتش” بأنه مدرب قادر على التتويج بكأس دوري رابطة أبطال أوروبا لكرة القدم بدون أي غرور واستدلّ بالنتائج الرائعة التي حققها رفقة المنتخب الوطني الجزائري، مبديا في ذات السياق سخطه الكبير على جون ميشال أولاس رئيس أولمبيك ليون الفرنسي الذي اتفق معه على تدريب الفريق عام 2002، قبل أن يفاجأ في اليوم الموالي بمكالمة أولاس الذي قال له بأنه سمع عنه بعض الأشياء، ما جعل التقني البوسني يقطع المكالمة الهاتفية في وجهه، ورغم محاولات رئيس نادي “ليون” الاتصال به مجدداً إلا أنه رفض الرد على مكالماته. وقال:”ليون كان الفريق الفرنسي الذي بإمكانه إحراز كأس دوري أبطال أوروبا، أولاس قال لي عند منتصف الليل بأنني مدرب الفريق، لكن في اليوم الموالي عاود الاتصال بي وقال لي وحيد لقد سمعت أشياء عنك، قلت له ماذا سمعت عني!، حينها قطعت المكالمة الهاتفية، ورغم أنه حاول الاتصال بي عديد المرات إلا أنني لم أشأ الرد عليه لأني فهمت كل شيء”. “البارصا مخطئة في طريقة لعبها ومعجب بالمدربين ليبي ونيريو” كما أوضح حاليلوزيتش بأنه لدى مشاهدته مباريات برشلونة الإسباني لاحظ بأن مدرب الفريق الكاتالوني قد وضع لاعبا واحدا فقط في خط الهجوم وهو ما اعتبره خطأ لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم به شخصياً في خططه، وأكد “حاليلوزيتش” بأنه من أشد المعجبين بالمدير الفني الإيطالي “مارتشيلو ليبي” الذي قام حسبه بعمل جبار في فريق “جوفنتوس” شأنه في ذلك شأن المدرب “نيريو سكارا” في نادي بارما في الفترة الممتدة ما بين (1989-1996) أين كانت تدريباته بمحتوى ومضمون عظيم، وذلك على خلاف المدرب الألماني “أوتمار هيتزفيلد” الذي كان قد حضر إحدى حصصه التدريبية إلا أن طريقة تدريبه جعلته يشعر بخيبة أمل كبيرة رغم أنه كان بطل أوروبا مع “بروسيا دورتموند” الألماني عام 1997، موضحاً بأنه حضر لمدة أسبوع كامل وكان كل يوم مشابها للذي يليه من خلال اعتماده على لقاءات تطبيقية بين اللاعبين فضلا عن حصص قذف نحو المرمى دون القيام بتكتيكات واضحة، معتبراً بأن بعض المدربين ورغم فوزهم بالألقاب إلا أنهم لم يقنعوه بالعمل الذي يقومون به على رأس هذه الفرق أو المنتخبات.