تمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في آخر لحظة من إنقاذ حكومته من السقوط والدعوة الى انتخابات عامة مسبقة بعد ان توصل الى اتفاق مع حزب العمل الذي تراجع عن تهديده بالدعوة الى حل الكينيست. وكان المستقبل السياسي لأولمرت وحكومته مهددا بعدما سعى حزب العمل إلى سحب الثقة منه على خلفية تورطه في العديد من قضايا الفساد والرشوة واستغلاله النفوذ لخدمة مصالح شخصية. ولكن اولمرت تمكن من احتواء أزمة سياسية حادة كادت ان تعصف بحكومته امس، بعد الاتفاق الذي توصل إليه حزب كاديما بزعامة رئيس الوزراء وحزب العمل بزعامة وزير الدفاع ايهود باراك قبل ساعات فقط من التصويت الذي كان مقررا في البرلمان. وبموجب الاتفاق وافق اولمرت على إجراء انتخابات داخل حزبه كما طالب بذلك وزيره للدفاع ايهود باراك بحلول ال25 سبتمبر المقبل في الوقت الذي التزم فيه حزب العمل بعدم الانضمام إلى جهود المعارضة اليمينية الهادفة إلى إسقاط الحكومة إلى غاية ذلك التاريخ. ومن المنتظر أن يجتمع مجلس قيادة حزب كاديما الذي يقوده اولمرت قبل العاشر من شهر جويلية المقبل لتحديد موعد نهائي للانتخابات الداخلية التي من شأنها أن تسمح باختيار زعيم جديد للحزب. وسيعقد هذا الاجتماع قبل أيام من استماع القضاء الإسرائيلي لرجل الأعمال الأمريكي موريس تالينسكي الذي أكد انه سلم مبالغ مالية معتبرة إلى ايهود اولمرت وسكرتيرته كرشاوى مقابل الحصول على مشاريع اقتصادية. وكانت هذه القضية وضعت رئيس الوزراء الإسرائيلي في موضع ضعف بعدما تعالت الأصوات المطالبة باستقالته لاسيما من قبل المعارضة وحزب العمل بقيادة وزير الدفاع. غير أن أولمرت هدد بداية هذا الأسبوع بفصل الوزراء العماليين الذين سيصوتون على حل البرلمان الذي كان سيقود إلى إجراء انتخابات مبكرة. وكان وزير الدفاع ايهود باراك أكد مطلع الشهر الحالي أن حزبه سيصوت لحل البرلمان في حال لم ينسحب اولمرت من منصبه لكنه أعرب عن استعداده للبقاء ضمن الغالبية في حال اختارت هيئات حزب كاديما زعيما جديدا لتولي رئاسة الحكومة. ولكن أولمرت الذي أكد براءته وأقر في الوقت ذاته انه تلقى اموالا من رجل الأعمال الأمريكي لم يستبعد ان يترشح مجددا في الانتخابات الداخلية المقبلة في حزبه ليتولى رئاسته مجددا. ويرى عديد المتتبعين أن اولمرت خسر شرعيته لكنه في مقابل ذلك كسب المزيد من الوقت الذي سيمكنه من الاستمرار في منصبه على الأقل خلال الصيف الحالي من خلال صرف اهتمام الرأي العام الإسرائيلي إلى المسائل المتعلقة بسوريا وحزب الله وحركة حماس.