استفاد المسرح الروماني لمدينة سكيكدة من مبلغ مالي إضافي يقدر بمليارين و800 مليون سنتيم سيخصص لإعادة تكملة عملية تهيئة هذا الأخير من خلال إنجاز المرافق الملحقة كالأجهزة الصوتية و كذا الإنارة الخاصة بالمسارح، وحسب مدير الثقافة لولاية سكيكدة فإن الأشغال ستنطلق في القريب العاجل لا سيما وأن المديرية تسهر من أجل تكملة عملية تهيئة هذا الصرح الثقافي التاريخي الذي تزخر به سكيكدة... مدير الثقافة لولاية سكيكدة أكد أيضا أن المبلغ الأولي الذي خصص لترميم وتهيئة هذا الأخير بالإضافة إلى تهيئة الحديقة الأثرية المحاذية له قد قدر بخمسة ملايير سنتيم، مضيفا في سياق متصل أن أشغال التهيئة الكلية للمسرح الروماني لسكيكدة وكذا أشغال تهيئة الحديقة الأثرية قد انتهت في أوت 2007 لكن عند معاينتنا للصرح يقول مدير الثقافة - وجدنا أن عملية التهيئة قد أفرغت المسرح من محتواه حيث لم تأخذ بعين الاعتبار الطابع المعماري الروماني الذي كانت عليه لاسيما طبيعة المدرجات التي أنجزت بالحجارة الضخمة على غرار مدرجات مسرح "تيمقاد" أو حتى مدرجات مسرج "جميلة" فالقائمون بأشغال التهيئة -يضيف المتحدث - وأمام غياب المتابعة الدقيقة من قبل خبراء الآثار عمدوا على إنجاز مدرجات بمواد جديدة لا علاقة لها على الإطلاق بطبيعة هذا نوع من المسارح الذي فقد صفة المسرح الروماني ناهيك عن طبيعة الأشغال التي تفتقد إلى المسحة الفنية من خلال المحافظة على طبيعة هذا الصرح بل الأكثر من ذلك فحتى الأعمدة التي تم تنصيبها على طرفي المنصة يسترسل المتحدث - والتي تشبه إلى حد ما الأعمدة التي يبرع الرومانيون في تزيين قصورهم أثبتت الخبرة التقنية التي قامت بها مؤسسة مصالح المراقبة التقنية للمباني بأنها تشكل خطرا حقيقيا لم يتم الفصل في ما يخص إعادة إزالتها أم لا... أما عن النباتات التي كانت تغطي أجزاء كبيرة من هذا المسرح الروماني والتي تمت إزالتها بصفة نهائية فقد عادت إلى الظهور من جديد مما يطرح أكثر من سؤال عن نجاعة العملية بل وأكبر سؤال يطرح نفسه في هذا المقام هو حول المقاييس المعتمدة فيما يخص اختيار الجهة المكلفة بعملية التهيئة؟؟؟ وعدا ذلك فإن الحديقة الرومانية وعلى صغر حجمها تبقى الوحيدة التي خرجت عن الاستثناء من خلال احتوائها كل الآثار التي كانت مرمية ومبعثرة داخل المسرح الروماني لتبقى فقط عملية التصنيف ووضع التواريخ على كل القطع حتى يتسنى للزائرين معرفة بعدها التاريخي... للتذكير فإن المسرح الروماني المتواجد بوسط مدينة سكيكدة والمستوحى من المسرح اليوناني والمتكون من حجارة كبيرة محفورة في منحدر جبل يعتبر الأكبر والأوسع من بين كل المسارح التي شيدها الرومان في إفريقيا الشمالية حيث كان يتربع على مساحة تقدر ب4900 متر مربع ويستقبل حوالي 6000 متفرج.. مع العلم فإن عهد بنائه يعود إلى فترة الأمبرطور "أدريان" في القرن الثاني وحسب الروايات التاريخية فقد تم تشييده بفضل تبرعات الأديب"أمليان بلتور" قبل أن يعمد الاستعمار الفرنسي على تدمير أجزاء منها سيما منصة "براكسينيوم" التي بنى فوقها ثانوية النهضة وبالتالي لم يبق منها سوى الهياكل والمقاعد..