الدليل مساهمة من الإذاعة الجزائرية للحد من انتشار الخطأ الشائع والذائع، وإشارة إيجابية إلى ضرورة الاجتهاد في التخلص من ركاكة الأسلوب أو تكريس المفاهيم غير الدقيقة.يتوجه هذا الدليل إلى المشتغلين في حقل الإعلام والصحافة، للإستعانة به فيما يكون مدعاة للتأكد أو إزالة اللبس، كما أنه يفتح عين المعني على كثير من المسلمات الخاطئة. الكتاب إضافة نوعية لتحسين الأداء اللغوي وتقويم اللسان الإعلامي وتصويب ما يروج من مصطلحات يظل استخدامها في غير موضعه، لقد شاعت الأخطاء اللغوية بشكل واسع وواضح، مما أدى ببعض اللغويين الى معالجة هذه الظاهرة، ومن هؤلاء محمد العدناني وإيميل بديع يعقوب وغيرهما، وعلى أهمية الكتب لم ينتفع بها الكثير، خصوصا في الأوساط الإعلامية. يرى مؤلف الكتاب عبد الرزاق بلغيث، أن من أهم أساب العزوف عن الانتفاع بهذه المؤلفات، أمران، إما عدم العلم بوجودها أو كبر حجمها، ومن خلال تجربته في التدريس والعمل الإذاعي (مدققا لغويا)، لا حظ تفشي كثير من الأخطاء الشائعة على الألسنة، فبدا للمؤلف أن يجمعها مع تصويباتها في كتيب صغير يسهل الانتفاع به. إن المعني المباشر بهذا العمل، هو الإعلامي وإلى كل من يسعى الى تحري الصواب في لغته. جمع المؤلف مجموعة من الأخطاء اللغوية الأكثر شيوعا، وأخذها من النشرات الإخبارية والحصص الإذاعية وأردفها ببعض الأحكام النحوية، منها جداول مفصلة عن العدد والمعدود، لأنها من أكثر ما يخطئ فيه الإعلاميون، وأحكام متعلقة بالنطق مثل أحكام همزة الوصل. اعتمد المؤلف على الآراء التي عليها جمهور علماء العربية دون الآراء التي انفرد بها بعضهم، ورجع في هذا العمل الى مجموعة من المصادر اللغوية القديمة والحديثة، بعضها يعالج ظاهرة اللحن مثل إصلاح المنطق لابن السكيت ودرة الغواص للحريري وأدب الكاتب لابن قتيبة، ومنها معاجم لغوية مثل معجم الصحاح للجوهري والقاموس المحيط للفيروزبادي والمعجم الوسيط، ومنها بعض المؤلفات الحديثة التي تعنى بتصحيح الأغلاط اللغوية الشائعة مثل معجم الخطأ والصواب لإيميل بديع يعقوب وأخطاء اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر ومعجم الأغلاط اللغوية المعاصرة لمحمد العدناني والأخطاء الشائعة وأثرها في تطور اللغة العربية لماجد الصايغ وغيرها... في التقديم الذي كتبه عز الدين ميهوبي أشار الى أن قاموس اللغة العربية غير قادر اليوم على استيعاب كل ما ينتجه العالم من معرفة ومصطلحات وثقافة جديدة، فالمعجم العربي إنتقل من حالة الثراء والاكتناز اللغوي، الى الفقر التام، إذ أن ما يستعمل حاليا حسب الخبراء لا يتجاوز العشرة آلاف كلمة في كل المجالات، من مجموع 12 مليون كلمة وزيادة، بمعنى أن القاموس العربي أحيل الى متحف اللغة، ولم تعد المجامع العربية قادرة على إنجاز معاجم للعربية تستدرك فيها هذا العجز الذي فتح المجال أمام اختراق لغة الضاد. إن هذا الدليل حسب مدير الإذاعة، هو مساهمة متواضعة من الإذاعة الجزائرية للحد من انتشار الخطأ الشائع والذائع، وإشارة إيجابية الى ضرورة الاجتهاد في التخلص من ركاكة الأسلوب أو تكريس المفاهيم غير الدقيقة.