جددت حركة عدم الانحياز موقفها الداعم لمساعي منظمة الأممالمتحدة في إيجاد تسوية للقضية الصحراوية وفق مقررات الشرعية الدولية وكل اللوائح الأممية المقرة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء حر وعادل في إقليم الصحراء الغربية. وأكد وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز في اجتماعهم المنعقد الأسبوع الماضي بالعاصمة الإيرانية عند تناولهم لقضايا تصفية الاستعمار في العالم على ضرورة انهاء مأساة الشعب الصحراوي التي عمرت لاكثر من 32 عاما. واكد البيان الختامي الذي توج أشغال الاجتماع أن جميع الخيارات الممكنة من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي تبقى مقبولة شريطة أن تكون مطابقة للرأي المعبر عنه بكل حرية من قبل الشعب الصحراوي وللمبادئ الواضحة التي حددتها لوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أكدت في مجملها على أن القضية الصحراوية مسألة تصفية استعمار وحلها لن يتم إلا عن طريق تنظيم استفتاء حر وعادل. وهو الأمر الذي تطالب به جبهة البوليزاريو وعبرت عنه في مقترحها الذي سبق ان عرضته على المنظمة الأممية لتسوية النزاع في الصحراء الغربية تزامنا مع عرض المغرب لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع ولكنه لم يحظ بالقبول من قبل أعضاء مجلس الأمن الدولي. وكان المقترح الصحراوي على نقيض المقترح الغربي طالب بتنظيم استفتاء تقرير المصير يمكن الشعب الصحراوي والاختيار بين بدائل الاستقلال أو الاندماج أوالقبول بالحكم الذاتي. وبالرغم من عدم تمكن طرفي النزاع في الصحراء الغربية من التوصل الى ارضية توافقية بعد أربع جولات من المفاوضات المباشرة فإن وزراء خارجية دول عدم الانحياز أكدوا على أهمية مواصلة العملية السلمية للتوصل الى حل سياسي للصراع يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. واعتبروا استعداد جبهة البوليزرايو والطرف المغربي لمواصلة مسار المفاوضات والتحلي بالإرادة السياسية يسمح للعمل في مناخ يسوده الحوار من أجل الدخول في مرحلة "أكثر كثافة وجدية" من المفاوضات بشكل يضمن نجاحها من جهة وبتطبيق القرارات الاممية من جهة أخرى. وفي هذا السياق، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي في تدخله خلال أشغال الاجتماع الوزاري أن حركة عدم الإنحياز التي كانت دوما تدعم قضايا الحرية والعدالة "يتعين عليها أن تؤكد دعمها من جديد لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره الذي كرسته لوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي" . وجدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية موقف الجزائر الثابت والدائم من النزاع في الصحراء الغربية وهو الموقف المساند للشرعية الدولية ولجهود الأممالمتحدة في تسوية النزاع في إطاره الشرعي. وقال مدلسي أن "الجزائر التي تضع دوما مساعيها ضمن الشرعية الدولية والقانون والعدالة وعملت بلا هوادة من أجل دعم الاستقرار والسلم وازدهار المغرب العربي ستواصل دعمها لجهود الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل عادل ونهائي لهذا النزاع على أساس حق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره بكل حرية من خلال استفتاء حر ونزيه لتقرير المصير" .