ونحن نعيش العد التنازلي لبداية أولمبياد بكين، عاد الحديث عن قضية التبت التي كانت إحدى أهم شعارات التشويش على الصين منذ الإعلان عن احتضان الألعاب الأولمبية. فهذه القضية قديمة، لكنها عادت للواجهة بحدة بعد أن حصلت الصين على حق تنظيم الأولمبياد وهو من أهم التظاهرات الرياضية العالمية، والأمر ليس غريبا لأن مثل هذه المناسبات كثيرا ما استخدمت لتمرير رسائل سياسية أو إبراز قضايا يراد منها توجيه الرأي العام إلى ما يخدم مصالح الأطراف التي تثيرها، لكن "انتفاضة" الدول الغربية وعدد من المنظمات الإنسانية ودعوتها لمقاطعة الألعاب أو لنقل مقاطعة حفل الافتتاح لاسيما من طرف الرؤساء والشخصيات النافذة في الغرب، أعاد طرح مسألة "تسييس" الأولمبياد رغم أنه تظاهرة رياضية. والغريب أن نفس الدول ومنظماتها كانت تدعو فيما سبق إلى إبعاد كل التظاهرات الرياضية العالمية ومنها الأولمبياد عن السياسة و"أحقادها"، معتبرة أن الرياضة تحمل معاني الأخوة والإنسانية والإخاء وغيرها من الصفات الجميلة. كان ذلك عندما رفض رياضيون عرب ومسلمون مبارزة أو الاحتكاك بأي لاعب أو فريق رياضي إسرائيلي تنديدا منهم بالاحتلال والجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين .. نتذكر حينها أن الكثير من التعليقات وردود الأفعال الصادرة عن الغرب خصوصا اعتبرت ذلك خروجا عن روح الرياضة و"تسييسا" غير مقبول لها. أما اليوم فإن الضجة "السياسية" التي أريد ويراد من خلالها التشويش على أولمبياد بكين اعتبرت تكرما الهدف منه حماية حقوق الإنسان والديمقراطية و...و.. ومرة أخرى نجد أنفسنا نتحدث عن الكيل بمكيالين... العبارة الأنسب.