لا شك في ان استضافة بكين للطبعة ال 29 من الألعاب الاولمبية التي تعد أكبر تظاهرة رياضية عالمية ، هو حدث تاريخي فريد ليس بالنسبة للصين فقط، بل لكل دول العالم، بالنظر الى حضارة وتاريخ هذاالبلد الذي يفوق عدد سكانه 1,3 مليار نسمة أي خمس سكان المعمورة، كما ان الصين قطعت خلال العقود الماضية مشوارا كبيرا في مجال التنمية والتكنولوجيا بدليل أن نموها الاقتصادي بسجل كل سنة زيادة بأكثر من 10٪ وكذا في المجال الرياضي حيث احتلت المرتبة الثانية في الاولمبياد الاخيرة بأثينا برصيد 32 ميدالية ذهبية. ولمعرفة الاجواء في بكين قبل ساعات قليلة فقط عن انطلاق هذا الحدث العالمي، تنقلنا الى مقر سفارة الصين بالجزائر لمقابلة سعادة السفير »ليو يوهي« الذي استقبلنا بكل حفاوة، وأجاب بصراحة كبيرة على جميع اسئلتنا المتعلقة بالتحضيرات، الاجراءات التنظيمية والأمنية، الارقام، الاهداف المسطرة وغيرها من النقاط التي تطالعونها في هذا الحوار الذي انفردت به »الشعب«. ❊ كيف هي الأجواء في الصين قبل يومين من انطلاق الاولمبياد ؟كل الامور تسير على احسن ما يرام، والصين جاهزة وعلى أتم الاستعداد لإستضافة الوفود الرياضية المشاركة في الطبعة ال 29 للألعاب الاولمبية، إذ ان كل الصينيين يعملون جاهدين ليل نهار من اجل انجاح هذه التظاهرة العالمية.❊ ماذا يمثل بالنسبة للصينيين احتضان اكبر تظاهرة رياضية عالمية ؟احتضان اكبر تظاهرة عالمية يعتبر شرفا كبيرا بالنسبة للشعب الصيني الذي يعمل بجد منذ يوم 13 جويلية 2001 تاريخ الاعلان الرسمي عن البلد المنظم لهذا الموعد، من اجل انجاح دورة بكين، وحتى نفي بوعودنا ونكون في مستوى الثقة التي وضعتها فينا اللجنة الاولمبية الدولية لأن احتضان الاولمبياد حلم ظل يراود الصين وكل العالم منذ اكثر من قرن، قبل ان يتحقق هذه المرة، كما ان تنظيم هذه التظاهرة سيكون فرصة مناسبة لتطوير الروح الأولمبية خاصة وان الشعب الصيني يمثل خمس سكان العالم، واظهر جهوده وحماسه وحسن تنظيمه.❊ ماهو عدد البلدان والرياضيين المشاركين في هذه التظاهرة الكبرى ؟لحد الآن هناك 205 دولة اكدت مشاركتها في دورة بكين، ما يعني العدد الاجمالي للجان الاولمبية الوطنية أما عن عدد الرياضيين المشاركين، فهو 10200 رياضيا، في مختلف التخصصات والرياضات.❊ وماذا عن الوفد الصيني المشارك ؟الصين ستشارك في هذه التظاهرة ب 639 رياضيا، موزعين عبر 28 تخصصا معروفا، دون احتساب الرياضات الصغيرة.❊ للصين حكاية طويلة مع الألعاب الأولمبية ؟بداية مشاركات الصين في الالعاب الأولمبية كانت منذ 76 سنة، حيث مثلها رياضي واحد فقط، وفي دورة لوس انجلس سنة ,1984 تحصلت على اول ميدالية ذهبية في تاريخها، اما حاليا فنحن ممثلون ب 639 رياضيا، وتحصنا على المرتبة الثانية في الدورة الاخيرة بأثينا برصيد 32 ذهبية.❊ ما هي الأهداف التي سطرتموها ؟هدفنا الرئيسي هو انجاح هذه التظاهرة والوفاء بوعدونا التي قطعناها منذ 2001 ، وذلك من خلال التنظيم الجيد، المعتمد على التكنولوجيات الحديثة، اما من الجانب الرياضي، فنحن نسعى الى تشجيع جميع الرياضيين حتى يظهروا مهاراتهم وقدراتهم وهذا هدف كل البلدان وليس الصين فقط، لان الكل يحلم بالحصول على الميداليات، لكن المهم يبقى المشاركة، وفي اظهار الرياضيين لحماسهم وقدراتهم وروحهم الاولمبية، وكما يقال في الالعاب الاولمبية ليس هناك خاسر، وكل المشاركين فائزين، بالرغم ذلك نتمنى تحسين نتائجنا في الدورة السابقة بأثينا، دون الضغط على رياضيينا.❊ وماذا عن الملاعب والمرافق المخصصة للإولمبياد ؟لقد خصصنا 37 ملعبا منها 31 ببكين والاخرى في المدن المجاورة كملعب كرة القدم لمدينة شانغهاي، التي تبعد حوالي 120 كلم عن بكين غير اننا وضعنا تحت تصرف الرياضيين قطارا خاصا لنقلم في مدة لا تتجاوز 30 دقيقة، وهناك ايضا مدينة »شينداو« لمسابقات الزوارق الشراعية، وهونغ كونغ لمسابقات الفروسية كما اننا قمنا بإعادة ترميم 11 ملعبا جديدا، كملاعب كرة الطائرة الشاطئية، التي انجزت بصفة مؤقتة وتهدم بعد هذه الدورة لبناء مشاريع اخرى مكانها، وفي المقابل انجزنا 6 ملاعب داخل الاحياء الجامعية وستمنح للجامعات بعدها حتى يتمكن الطلاب من استغلالها، لأن الالعاب الاولمبية تظاهرة شعبية وليست رياضية فقط، وهو ما يجعلنا نفكر في جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب والطلاب الذين يعتبرون ابطال المستقبل، وكل هذه الملاعب تم انجازها وفقا للتكنولوجيا الحديثة العالية المستوى، بالاعتماد على الطاقة الشمسية والتهوية الطبيعية للقضاء على التلوث البيئي.❊ وفيما يخص الإجراءات الأمنية ؟لقد خصصنا عددا معتبرا من الاعوان لتشديد الرقابة والسهر على حماية وامن كل السواح والوفود المشاركة، خاصة في محطات القطار والحافلات، وفي المطارات، كما فتحنا خطوطا بين الملاعب والقرية الاولمبية، وسنخضع كل المشاركين والمتتبعين لعملية تفيش دقيقة وسريعة لا تتعدى 7 ثواني لدى مرورهم بالمطار.❊ وبالنسبة لرجال الاعلام ؟فيما يخص الجانب الاعلامي، فقد وضعنا تحت تصرف مختلف الصحفيين الذين سيأتون من كل بلدان العالم عدة مراكز اعلامية وستنظم يوميا وبانتظام ندوات واجتماعات صحفية لتسهيل مهمتهم كما ان القرية الإعلامية جاهزة وستسهل من عمل اكثر من 30 ألف صحفيا عالميا، منهم 20 ألف مسجل، و 10 الاف يحتمل قدومهم.❊ وفيما يخص الترتيبات التنظيمية ؟هناك اكثر من 100 ألف متطوع للعمل في الملاعب، و 400 ألف للعمل في المدن والاحياء كمترجمين ومرشدين جاءوا من اكثر من 98 بلدا، منهم الشباب وحتى الشيوخ أي أكثر من 78 سنة، وهذا دليل على ان الجميع يريد تقديم يد المساعدة والمشاركة بطريقته.❊ وهل هناك تظاهرات ثقافية مبرمجة ؟بطبيعة الحال، فقد برمجنا في الفترة الممتدة من جوان الى سبتمبر اكثر من 3 آلاف تظاهر ثقافية وعروضا فنية عبر مختلف الأقسام وقاعات العروض لأن الالعاب الاولمبية فرصة فريدة لتقويم الروح الأولمبية وتوطيد العلاقات بين مختلف البلدان العالم، وذلك بتبادل الثقافات والتعرف على مختلف الحضارات المشاركة في هذا الموعد الكبير.❊ وفيما يخص حفل الإفتتاح هذا الجمعة ؟كل الاجراءات والترتيبات التنظيمية قد ضبطت حيث سيقوم المنظمون اليوم على الساعة الثامنة مساء والواحد زوالا بالتوقيت الجزائري، بآخر عرض تجريبي، وبالمناسبة أؤكد لكم بأن حفل الافتتاح سيكون استثنائيا ورائعا، وستكون هناك عدة مفاجآت حيث سيدوم اكثر من 3 ساعات، وسيشارك فيه اكثر من 7 آلاف رياضيا داخل الملعب، كما يتوقع ان يتابعه اكثر من 4 ملايير مشاهد عبر العالم، ومن بينهم الجزائريين، وانا سعيد بذلك.❊ كيف ذلك ؟نحن سعداء بمشاركة الجزائر في دورة بكين، لأنها سترسل وفدا مهما مكونا من حوالي 60 رياضيا وعشرة صحفيين كما انها ستشارك ايضا في الالعاب شبه الاولمبية من 6 الى 17 سبتمبر المقبل، ونتمنى ان يوفق في تحقيق نتائج طيبة وحصد العديد من الميداليات واخبركم بأننا سنقيم احتفالية يوم الخميس 7 أوت لتعليق العلم الجزائري، كما أني سعيد جدا لأن فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيقود وفدا ديبلوماسيا مهما الى بكين لحضور مراسيم حفل الافتتاح، وهي فرصة مناسبة لإلتقاء الرئيسين وتوطيد العلاقات الاخوية بين البلدين في الذكرى ال 50 لتأسيس العلاقات بينهما.❊ كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار ؟ أستغل هذه الفرصة لأشكر جريدة »الشعب« على جهودها في خدمة الاعلام وتقويم العلاقات والصداقات بين الشعبين، واتمنى حظا موفقا لكل الرياضيين الجزائريين المشاركين في الاولمبياد