تعرف ولاية المسيلة بالسباخ و هي مساحات شاسعة في شكل حوض مائي كبيرأشبه بالبحر عند رؤيتها وعند اقترابك منها يتضح لك بأن الأمر يتعلق بحوض مائي حوافه مليئة بالملح لدرجة أنها تحول الأرض إلى سحابة بيضاء، و هي في الأصل مواقع تنتشر بهذه الولاية الواقعة في شرق الجزائر وبالتحديد بشط الحضنة ومنطقة سيدي عامر جنوب غرب الولاية، يقصدها الناس من كل أرجاء الوطن للتداوي من الأمراض المعدية و المستعصية للعلاج. لم يعد الإقبال على السباخ من قبل سكان ولاية المسيلة كما كان عليه قبل عشر سنوات بسبب انتشارأخبار تكذب ما يقال حول دواعي و نتائج استعمال مياهها، خصوصا تلك الواقعة بسيدي عامر أقصى غرب الولاية. وحسبما يتداول في الأوساط الشعبية فإن التراجع عن استعمال ذات المواقع يعود إلى عدم إيجاد المصطافين في السباخ لضالتهم العلاجية والمتمثلة في علاج الأمراض الجلدية والروماتيزم وأمراض العيون فحسب بل، وثبت طبيا حسبهم بأنها قد تكون سببا في ظهوربعض الأمراض المزمنة منها الضغط الدموي والشرياني بسبب توفرعاملي الحرارة والملوحة بالموقع، وهو ما يعتبرفي ذات الأوساط تشهير بالموقع الذي كان يعرف إقبالا منقطع النظير. وحسب آراء الناس فإنه من الصعوبة بمكان الجزم بان السباخ لم تعد تستقطب الزوارخلال فصل الحر، بل وبالرغم من تراجع منسوب مياهها بفعل الجفاف إلا أن بعضا من الشباب والأطفال من المقيمين بالقرى القريبة من هذه المواقع كما في سيدي عامر والخبانة وامسيف ما فتئوا يلجئون إليها للاستجمام و الراحة والسباحة في بعض المواقع التي يسمح عمقها بذالك، ولأجل هذا باتت السباخ مقصدا للناس ليس للاستحمام فحسب بل للاستجمام والتمتع بمناضرتمتزج فيها ملوحة تترك آثارا بيضاء على البسيطة يجاورها اخضرار بساتين النخيل والأشجارالمثمرة والخضراوات، كما يهب من حين لآخر هواء محمل بالرطوبة يقترب من ذلك الذي ترسله أمواج البحر. و تتميزالسباخ حسب البعض من المقيمين بجوارها بهواء بارد و نقي لكن محيطها بحاجة إلى تشجير حتى يتمكن الزوارمن التظلل تحت أشجارها، وتضيف نفس الآراء بأن هذه المواقع باتت مقصدا للذين يتعذرعليهم التنقل إلى المناطق الساحلية. ورغم عدم صلاحية السباخ للسباحة بسبب عمقها الذي لايتجاوزالبضع سنتيمترات إلا أن العديد من الأشخاص يلجئون إلى حفر بقع للسباحة، وهوما يطرح ضرورة تهيئة الموقع بالشكل اللائق حتى يتسنى لقاصديها استغلالها والتمتع بها بشكل جيد والرقي بها إلى مستوى المواقع السياحية.
السباخ ...موقع للتخييم والاستجمام وإذا كان استعمال السباخ للتداوي يكاد يدخل طي النسيان لدى مواطني المسيلة فإن استعمالها للاصطياف هو واقع ضيق الوجود قد يلفت انتباه مسيري البلديات حول أهمية تهيئة و تشجير هذه المواقع واستغلالها للتخييم والاستجمام وممارسة النشاطات الرياضية. وبرأي شباب المنطقة فإنه من الأهمية بمكان إشراك الجمعيات لتثمين المنطقة والرفع من مؤهلاتها كموقع سياحي من خلال تحريك الجانب التنشيطي والتنظيمي لها. و حسب نفس المصدر فإن هذه العملية تحتاج إلى دعم المجالس الشعبية البلدية لتوفير الظروف الملائمة لاستقبال الوافدين على هذه المواقع منها أماكن المبيت والإطعام والسباحة وهوالأمرالذي من شانه إنعاش الحركة التجارية وخلق مناصب عمل موسمية وكذالك ترقية السياحة المحلية.