تنتهي غدا الجمعة التسجيلات الجامعية النهائية التي كانت قد انطلقت مباشرة بعد حصول الناجحين الجدد على نتائج البكالوريا في العاشر جويلية الماضي. وبالنظر إلى ارتفاع نسبة النجاح هذا العام والعدد الهائل من الطلبة الذين توجهوا إلى مراكز التسجيل، فإن العملية لم تكن سهلة بالنسبة للوافدين الجدد على الجامعة الذين أرهقهم التعب خاصة بالنسبة للقادمين من خارج العاصمة لتقديم الطعون وتغيير الشعبة. وإذا كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية قد أرجا الخوض في مسألة التسجيلات ومشاكلها إلى اليوم عندما سئل حول الموضوع على هامش زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أول أمس إلى البليدة، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة للطلبة الذين التقيناهم أمس بالمعهد الوطني للإعلام الآلي بوادي السمار الذين عبّر معظمهم عن المتاعب التي تلقوها، بعضها خلال التسجيل الأولي وأخرى تتعلق بالتوجيه وتقديم الطعون خاصة بالنسبة للذين قدموا من الولايات البعيدة. وفي الجولة الاستطلاعية التي قمنا بها إلى المعهد الوطني للإعلام الآلي، كان الأعوان عاكفون على استقبال الطلبة وتوجيههم خاصة بالنسبة للراغبين في تغيير الشعبة وتقديم الطعون، لكن كان من الصعب الحصول على معلومات من مسؤولي المعهد الذين رفضوا الإدلاء بأي تصريح بحجة تلقيهم تعليمات من الوصاية تمنعهم من ذلك بعد المقالات التي نشرت حول الموضوع وأساءت -حسب أحدهم- للقائمين على العملية. وبالرغم من قرب نهاية عملية التسجيل، لا زال بعض الطلبة لم يقوموا حتى بالتسجيلات الأولية مثلما لاحظناه أمس، حيث جاء أحد الناجحين بمعدل 10/20رفقة أخيه للاستفسار عن العملية كونه لم يقم حتى بالتسجيلات الأولية لأسباب شخصية كما قال ل"المساء"، ويعتبر هذا المثال عينة من المشاكل التي يواجهها المسؤولون على التسجيلات الجامعية خاصة مع ارتفاع عدد الناجحين في البكالوريا الذين ستستقبل منهم جامعة الجزائر وحدها أكثر من 23 ألف طالب منهم 3 آلاف طالب في نظام أل.أم.دي. وفي هذا السياق، أكّد مسؤول بالمعهد الوطني للإعلام الآلي ل"المساء"، رفض الكشف عن اسمه، أن التسجيلات شهدت تنظيما محكما في مختلف المراكز التي وفرت فيها جميع الظروف لاستقبال الطلبة وتوجيههم وأن الأخطاء التي واجهت الطلبة هي أخطاء تتعلق بملء استمارة الاختيارات العشرة المختارة حيث عادة ما يركز الطالب على الاختيارات الأولى ويهمل الباقي، مما أدى إلى توافد الطلبة لتقديم الطعون عن الشعب التي وجهوا إليها والتي بلغت حسب نفس المتحدث حوالي ألف طعن مقابل 250 ألف طالب جديد. وحسب نفس المتحدث، فإن نسبة الطعون ضئيلة مقارنة بنسبة النجاح المرتفعة وأن من الأمور التي حدثت في عملية التسجيل وأدخلت الناجحين الجدد في متاهات تتعلق بتقديم الطعون، هو اختيارهم لشعب لا يسمح المعدل المتحصل عليه باختيارها منها شعبة الطب التي تعد من أكثر الشعب اختيارا لدى الطلبة رغم أن التوجيه إليها يتطلب معدلا لائقا، كما تمت مراعاة البعد عن العاصمة بالنسبة لعدد من الناجحين الذين يستحسن توجيههم في الشعب القريبة من مقر سكناهم. وإذا كان الذين ساعفهم الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا بمعدلات مرتفعة قد تمّ توجيههم للشعبة التي اختاروها، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لبعض الذين التقيناهم أمس بالمعهد الوطني للإعلام الآلي منهم طالبة من معسكر تحصلت على معدل 13.90 تمّ توجيهها إلى شعبة لغة فرنسية ببوزريعة بدلا من شعبة الطب التي اختارتها للدراسة في وهران التي تعد الأقرب إليها حسبما صرحت به ل"المساء". وحسب طالبة أخرى من درقانة، فإن أهم ما ميز التسجيلات هو الاكتظاظ الذي أرهق كثيرا الناجحين في البكالوريا "لقد قمت بعملية التسجيل الأولي عبر الإنترنيت لكن ذهب ذلك هباء منثورا لأن بطاقة الرغبات التي ملأتها ظهرت فارغة لدى القائمين على العملية الذين وجهوني شعبة علوم سياسية التي تمّ استبدالها بشعبة التاريخ بعد الطعن". من جهتها، لم تكن طالبة من بجاية تنتظر توجيهها إلى شعبة الرياضة بمعهد بوزريعة لأنها كانت الاختيار الأخير مما جعلها تقدم طعنا لإعادة توجيهها إلى شعبة التسيير التي درستها في التعليم الثانوي، وهو ما حدث أيضا مع ناجحة في فرع الإلكترونيك بوادي السمار تمّ توجيهها شعبة رياضة ببني مسوس، حيث عبرت عن رفضها الشديد لمواصلة دراستها الجامعية في هذه الشعبة لظروف صحية كما ترغب في مواصلة الدراسة في فرع الإلكترونيك نظام أل.أم.دي. ورغم التسهيلات التي وضعتها الوزارة لإنجاح عملية التسجيلات النهائية التي تمّ تمديدها، فإن الواقع بالمراكز المكلفة بالعملية يوحي بأنه لا يمكن التكفل بكل الانشغالات المطروحة في الوقت المتبقي خاصة بالنسبة للذين لم يقوموا حتى بالتسجيلات الأولية، والأكيد أن التسجيلات قد تسببت في متاعب كبيرة للناجحين الذين قال بعضهم إن التوجيه تمّ في بعض الحالات بصفة عشوائية بسبب ارتفاع عدد الناجحين والأخطاء في ملء الاستمارة عبر الانترنيت وذلك في انتظار الدخول الجامعي الذي سوف لن يكون سهلا بالنظر إلى ارتفاع عدد الطلبة وضرورة ضمان مقعد بيداغوجي، الإيواء، النقل وكل الخدمات الجامعية التي تعد من الهواجس التي تلاحق الطلبة خاصة الذين يوجهون للدراسة خارج ولايتهم. وينتظر أن يتطرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية في الندوة الصحفية التي يعقدها اليوم إلى كل النقاط ذات الصلة بالتسجيلات الجامعية والدخول الجامعي القادم.