أشاد سفير مصر بالجزائر، السيد عز الدين فهمي، بالدور الذي قامت به الجزائر من أجل عودة مصر إلى ممارسة نشاطها الإفريقي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الجزائر دولة مهمة وعضو بمجلس السلم والأمن الإفريقي. وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي حرص خلال توجهه إلى حضور القمة الإفريقية في مالابو بغينيا الاستوائية على زيارة الجزائر للتعبير عن شكره لها. وقال السفير المصري في حديث أدلى به لصحيفة "أخبار اليوم" المصرية، إن زيارة السيسي للجزائر مهمة جدا استراتيجية في إطار العلاقات التاريخية القديمة بين البلدين، والتي مرت بسحابه صيف نتيجة مباراة لكرة القدم، مضيفا أن البلدين ينظران الآن للمستقبل. ونفى فهمي الأخبار المتداولة بخصوص طبيعة هذه الزيارة والتي ربطتها بعض الأطراف بالحصول على دعم جزائري اقتصادي لمصر، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه لم يتم إثارة هذا الموضوع وأنه لو أرادت مصر ذلك لأرسلت وزير المالية أو مسؤولا بالبنك المركزي. وفي المقابل، أكد السفير أن الجزائر أبدت روحا طيبة لمساندة مصر فيما تمر به من أزمة طاقة، وذلك قبل زيارة الرئيس السيسي لها بأشهر وكذلك في تلبية الاحتياجات العاجلة لمصر. وجدد فهمي التأكيد على أن هذه الزيارة استراتيجية وتم فيها تناول الأوضاع بالمنطقة والبلدين والعالم العربي، وما تواجهه المنطقة من مخاطر وتحديات ينبغي التكاتف لمواجهتها. في حين أبرز أهمية الدور الذي لعبته الجزائر في مساندة مصر عقب التطورات الأخيرة التي عرفتها وما تلاها من خطوات لتنفيذ خريطة الطريق، إلى جانب مساعيها من أجل عودة مصر إلى الساحة الإفريقية. وعن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين لمتابعة التعاون الثنائي، قال السفير إن الاتصالات مستمرة ومتواصلة وأن اللجنة المشتركة المصرية - الجزائرية ينتظر أن تنعقد قبل نهاية هذا العام برئاسة رئيسي وزراء البلدين. وإذ أوضح السفير المصري أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم دليلا على متانة هذه العلاقة وذلك بأن اختار الجزائر لتكون أولى زياراته الخارجية، فقد أشار إلى أن هذه الزيارة تناولت جميع أوجه التعاون الثنائي على المستويات الاقتصادية، الثقافية والعلمية وكيفية أن يساعد البلدين بعضهما البعض وتحقيق التكامل بينهما. وأضاف أن الجزائر لديها مشروعات تنموية طموحه من إسكان وبنيه تحتية وطرق وأنابيب بترول، مشيرا إلى أنها (الجزائر) بلد كبير وسوق واعدة، وتضم 37 مليون نسمة وأنه يمكن لمصر أن تتعاون في هذا الصدد. واعترف السفير المصري أنه بعد المباراة "المشؤومة" انخفضت الاستثمارات المصرية في الجزائر من 6 ملايير دولار إلى أقل من 1 مليار دولار وذلك بسبب انسحاب الكثير من الشركات المصرية من السوق الجزائرية. مشيرا إلى أن البيئة الآن مواتية لمزيد من التعاون لصالح الشعبين المصري والجزائري، وعليه سيتم دعم اللجنة المشتركة المصرية الجزائرية كمظله للتعاون المشترك. وبخصوص التنسيق السياسي بين البلدين، أوضح فهمي أنه يشهد حاليا أزهى صوره، حيث تناول الرئيسان خلال قمتهما كافة الأوضاع في المنطقة، قائلا في هذا الصدد "مصر والجزائر دولتان كبيرتان ولهما رؤيتهما تجاه الملفات العربية والتشاور بينهما من شأنه دعم العمل العربي المشترك، فقد تناولا الأوضاع في سوريا والعراق وليبيا وتأثيراتها علي الدول العربية المجاورة". فبالنسبة لليبيا، أكد فهمي على تطابق وجهات النظر إزاء ما يحدث من تطورات في هذا البلد وذلك بالتنسيق بين البلدين، حيث تم التطرق في هذا الصدد إلى كيفية مساعده الجانب الليبي للخروج من أزمته، كون استمرارها يؤثر على الجميع سلبيا، مشيرا من جهة أخرى إلى وجود اتفاق على ضرورة التنسيق مع الأطراف الفاعلة ودول الجوار العربية للخروج من هذه الأزمة. وكان الرئيس المصري قد أكد لدى وصوله الجزائر أن زيارته للجزائر تهدف إلى "إطلاق تفاهم حقيقي" ورؤية موحدة للمصالح المشتركة بين مصر والجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود "علاقات وموضوعات استراتيجية مشتركة" بين مصر والجزائر وكذا "قضايا كثيرة" تحتاج من الجزائر ومصر "العمل سويا"، مؤكدا أن الزيارة تأتي للتأكيد على ذلك والشروع في العمل فيها خلال الأيام القادمة. وكان وزير الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، قد أشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي للجزائر، تأتي في وقتها المناسب، وتحمل أكثر من دلالة وترمز للعلاقة الوطيدة بين البلدين. وأشار العمامرة إلى أنه التقى سامح شكري، وزير الخارجية المصري على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة في مالابو الثلاثاء الماضي، وأنهما يتطلعان إلى توجيه استراتيجي من الرئيسين، حيث ينتظر أن يتبلور ذلك في تنسيق أكبر للعمل المصري الجزائري المشترك في مختلف المحافل الدولية، بالإضافة إلى دفع العلاقات الثنائية لمستوى أعلى من الفائدة المشتركة والمودة والإخوة والاحترام.