قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إن زيارته للجزائر تهدف إلى ”إطلاق تفاهم حقيقي ورؤية موحدة للمصالح المشتركة بين مصر والجزائر”. أدى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، ”زيارة خاطفة” إلى الجزائر، في طريقه إلى غينيا الاستوائية، للمشاركة في أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الإفريقي. وتعد الزيارة الأولى من نوعها للسيسي بعد انتخابه رئيسا لمصر، في ماي المنصرم، والثانية من نوعها لمسؤول مصري، منذ اعتلاء السيسي سدة الحكم، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، حيث سبق لوزير الخارجية المصري أن زار الجزائر بمناسبة انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز، الشهر الفارط أيضا. وأشار السيسي، في تصريح للصحافة لدى وصوله مطار هواري بومدين الدولي، إلى وجود ”علاقات وموضوعات إستراتيجية مشتركة وقضايا كثيرة”، تتطلب من البلدين ”العمل سويا”، حيث أدرج زيارته ضمن مساعي ”تأكيد” هذا العمل، والشروع فيه خلال الأيام القادمة. وكان واضحا من الرئيس المصري أنه قصد ملف ”مكافحة الإرهاب” الذي اعتبره مشكلة تتطلب من الجزائر ومصر تنسيق المواقف لمجابهته. وإضافة إلى هذا الملف، تحدث السيسي إزاء ملف الوضع في ليبيا، وهو أكثر ما تريده الجزائر، في علاقتها مع مصر في المرحلة الراهنة، ويتعلق الأمر بالتنسيق الأمني بين البلدين، من أجل تعزيز أمن الحدود الشرقية الجزائرية التي تعرف غليانا بسبب تردي الأوضاع في ليبيا. وقال السيسي، الذي انتخب رئيسا لمصر، أسابيع قليلة بعد انتخاب الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، إنه يريد أن يقدم ”التحية والتقدير” للجزائر شعبا ودولة وقيادة، مشيرا إلى أنه يريد من خلال زيارته الجزائر، تقديم التهنئة شخصيا للرئيس والشعب الجزائري على الاستحقاق الرئاسي ليوم 17 أفريل الماضي. وتحادث السيسي مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد استقباله بالمطار من قبل رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، والوزير الأول، عبد المالك سلال، ولم يكشف فحوى المحادثات، لكن اللافت أنها تمحورت حول ما سبق أن صرح به الرئيس المصري بخصوص التعاون وتنسيق المواقف خاصة ما تعلق بمكافحة الإرهاب. لكن صحيفة ”الوطن” المصرية كشفت أمس، نقلا عن مصادرها، أن زيارة الرئيس السيسي للجزائر تتضمن تفعيل ”اتفاقية الدفاع المشترك” بين مصر والجزائر، وتهدف إلى ”ضرورة تطوير الجيوش العربية وتبادل الخبرات لتأهيل جيوش عربية قادرة على الدفاع عن مناطق الشرق الأوسط خلال الفترة الحالية”. وأوردت الصحيفة المصرية أنه ”سيتم الاتفاق على ملف مواجهة الإرهاب بضرورة تبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب بين مصر والجزائر، وذلك لزيادة التعاون في مجال الاستخبارات لمواجهة التنظيمات المتطرفة، وأنه تم وضع ملفات العراق وسوريا وليبيا على طاولة اللقاء بين الرئيس السيسي والرئيس الجزائري بوتفليقة”. وتقول قراءات إن ما يخيف الجزائر يخيف أيضا مصر من حيث ما تعيشه ليبيا من فشل وانفلات أمني كبير وضعف شديد في بسط طرابلس سيطرتها وضبطها للوضع السياسي الأمني، وهي بهذا الحال تشكل بؤرة تهديد كبرى على الجزائر ومصر بحكم الحدود الطويلة التي تربط الدول الثلاث. وتوقعت الصحيفة المصرية أنه ”سيتم أيضا الاتفاق على ضرورة تنفيذ مناورات مشتركة بين مصر والجزائر، وذلك لصداقة عسكرية قوية بين الجيش المصري - الجزائري بهدف زيادة التعاون العسكري بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة وضرورة مكافحة الإرهاب”. وربطت قراءات زيارة السيسي إلى الجزائر برغبة الأخير في فتح مفاوضات جديدة مع الجزائر لزيادة كميات استيراد الغاز. أما إقليميا، فقدمت الجزائر في نظر السلطة الجديدة بمصر كدولة قد تساهم بقوة في قرار إلغاء تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي على خلفية ما سمي بالانقلاب العسكري ضد الرئيس مرسي، في جويلية الفارط. أنشر على