تحادث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الاربعاء بالجزائر العاصمة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وجرى هذا اللقاء بحضور رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح والوزير الاول عبد المالك سلال وكذا وزير الطاقة يوسف يوسفي. وأكد الرئيس السيسي لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي أن زيارته للجزائر تهدف إلى "اطلاق تفاهم حقيقي ورؤية مشتركة للمصالح والقضايا والتحديات المشتركة بين مصر والجزائر والمنطقة". السيسي تحادث خلال هذه الزيارة مع الرئيس بوتفليقة حول "ترقية علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين البلدين والقضايا التي تخص الوضع القائم في العالم العربي وإفريقيا." يذكر أن التقارير رجحت أن تكون أول زيارة خارجية للسيسي بصفته رئيسا لدولة خليجية أو مشرقية، لكن الزيارة الخاطفة من قبل العاهل السعودي للقاهرة، مهدت الطريق أمام الرئيس المصري لزيارة الجزائر، لاسيما أنّ مصر تعيش مأزقا اقتصاديا وسياسيا حقيقيا.. فاقتصاديا تواجه أزمة طاقة حادة جعلت السيسي يبحث عن حلول بالجزائر، بدليل حضور وزير الطاقة لقاء السيسي ببوتفليقة، حيث يُنتظر أن يتعزز التعاون بين البلدين في هذا المجال، وسياسيا تعيش مصر وضعا صعبا أفرزته تداعيات الانقلاب، ولذلك قالت بعض المصادر أن السيسي قصد الجزائر كذلك للبحث عن "المصالحة".. مصالحة مع ما تبقى من تيار الإخوان، ومصالحة مع بعض البلدان المحورية في المنطقة، وفي مقدمتها قطر. وقال الباحث في مركز شرق-غرب للأبحاث فوزي حرماني إنّه "وبغض الطرف عمّا ستسفر عنه الزيارة، إلا أنّها تعدّ التعبير الأمثل لواقع جديد تبرز فيه الجزائر، كقوة صاعدة جنوب المتوسط." ولعبت الجزائر دورا محوريا في حمل الاتحاد الإفريقي على الموافقة على رفع تجميد عضوية مصر التي تقررت بعد إطاحة الرئيس محمد مرسي. ويشارك السيسي في اجتماعات المنظمة في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية، بعد أن أنهى زيارته للجزائر. وأضاف حرماني "تلعب الجزائر دورا مهما في جارتيها تونس وليبيا وفي الكثير من مناطق التوتر في الساحل الإفريقي ولاسيما في مالي. وسيناقش الاتحاد الإفريقي إطلاق آلية أمن مشترك تتشكل من أربع دول تقودها الجزائر لمواجهة تنامي حركات الإرهاب والتهريب." من جهته، ذكر وزير خارجية الجزائر رمضان العمامرة، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للجزائر تحمل أكثر من دلالة وترمز لهذه العلاقة الوطيدة. وقال العمامرة، إنه ووزير الخارجية المصري -التقيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة في مالابو _ ويتطلعان كذلك إلى توجيه استراتيجي من الرئيسين، وسوف يتبلور ذلك في تنسيق أكبر للعمل المصري الجزائري المشترك في مختلف المحافل الدولية." وعلى صعيد آخر، قالت بعض المصادر إنّ الجزائر والقاهرة ستوقعان اتفاقية غاز تستبدل مصر بموجبها الغاز القطري بنظيره الجزائري مقابل أسعار تفاضلية. وفي الوقت الذي تحدث فيه محللون عن سعي مصري لتلقي مساعدات اقتصادية من الجزائر، قال حرماني إنه لا يتوقع الكثير على هذا الصعيد، لاسيما أنّ مساعدة الجزائر لجارتها وشريكتها التقليدية تونس "لم تكن بالشكل الذي يعكس عمق علاقاتهما وحتى المساعدة الأخيرة الأفضل فلم تتحقق إلا بشروط قاسية وبعد انتظار طويل."