لا شك في أن المدرب الوطني الجديد كريستيان غوركوف، يدرك أكثر من أي أحد أنه استلم إرثا ثقيلا، فهو مطالب بالحفاظ على مستوى وقوة الفريق الوطني، وإيصال هذا الأخير إلى تحقيق إنجازات أحسن من تلك التي نالها تحت قيادة البوسني وحيد حليلوزيتش. كما يدرك التقني الفرنسي، أن مسؤولياته الجديدة في الكرة الجزائرية أوسع وأثقل من تلك التي كانت على عاتق سابقه في العارضة ل«الخضر"، حيث تفرض عليه بنود العقد الذي أمضاه مع (الفاف) ليس فقط تدريب التشكيلة الوطنية مع قيادتها إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 والفوز بلقبها، بل القيام أيضا بعمل جانبي يتطلب كثيرا من الجهد والمثابرة، لأن الاتحادية الجزائرية، بالرغم من أنها لم تكشف بالتدقيق عن مهمات غوركوف، ستحاول تنويع مهماته، حيث سيشرف على الفريق الوطني "أ" من خلال متابعة بعثه من جديد ومعاينة العمل الذي سيقوم به طاقمه الفني الذي سيعين على رأس عارضته الفنية، سواء بتقديم نصائح أو مشاركة هذا الأخير في تأطير هذا الفريق الذي سيشكل في أغلبيته من لاعبين محليين، بمعنى أن نظرة المدرب الوطني الجديد للاعب المحلي ستختلف عن تلك التي كانت لدى وحيد حليلوزيتش، الذي كان لا يولي اهتماما كبيرا للاعبي البطولة الوطنية، وقد قام باستدعائهم إلى تربصات الفريق الوطني فقط من أجل ذر الرماد في عيون الرأي العام الرياضي، كما أبان التقني البوسني بشكل واضح عن احتقاره للاعبين المحليين، حين جاء وقت إقامة تحديد القائمة الرسمية للعناصر المعنية بالمشاركة في نهائيات كأس العالم 2014، ولذلك فإنه ليس من المنطق ومن المعقول أن تستمر سياسة إقصاء طموح اللاعبين المحليين في حمل ألوان الفريق الوطني، لاسيما وأن أمام كريستيان غوركوف، متسع من الوقت لمعاينة مباريات البطولة الاحترافية التي تضم بعض فرقها عناصر قادرة على اللعب على أعلى مستوى، وهي في حاجة إلى الحصول على ثقة المدرب الوطني لتفجير طاقاتها، وستتاح للتقني الفرنسي فرصة مشاهدة مباريات البطولة الاحترافية باستمرار بما أن (الفاف) حددت له إقامة رسمية دائمة بالجزائر العاصمة.وقد حاول كريستيان غوكوف، إضفاء على مهمته الجديدة كثيرا من الاحترافية، بدليل أنه لم ينتظر ترسيمه من طرف (الفاف) لكي ينطلق في عمله، فقد عاين كما نعلم مباريات "الخضر" في كأس العالم 2014، وأصبحت لديه نظرة دقيقة عن قوة ونقائص الفريق الوطني، مما سيساعده على إدراك العمل الذي ينتظره في المستقبل القريب، وأشارت مصادر إعلامية في هذا الصدد أن التقني الفرنسي، يحاول منذ عدة أسابيع التعرّف بالتدقيق على مستوى التشكيلات المنافسة للمنتخب الوطني في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015، وأشارت في هذا الصدد أنه حضر في نهاية شهر ماي الفارط المباراة الودية التي جمعت منتخبي مالي وغينيا بمدينة كولومب الفرنسية، علما أن الماليين يتواجدون في نفس المجموعة التي وقع فيها "الخضر" لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا 2015، التي لن يكون الوصول إلى نهائياتها المهمة الوحيدة التي حددتها له الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بل تتعدى ذلك إلى ضرورة إيصال الفريق الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2017، وأيضا نهائيات كأس العالم 2018 المقررة بروسيا.وأكدت مصادر قريبة من (الفاف) أن هذه الأخيرة ستحاول استغلال بالقدر الممكن قدرات كريستيان غوركوف، في مجال التكوين المعترف بها عالميا، من خلال قيامه بتأطير تربصات لصالح المدربين المحليين.