ستحظى كنيسة "سيدة النجاة" الواقعة بمحاذاة حصن "سانتا كروز" بوهران، بمشروع تهيئة قبل نهاية السنة الجارية، حسبما كُشف عنه خلال اللقاء الذي أقامته يومية "لوكوتيديان دوران" الناطقة بالفرنسية سهرة أوّل أمس بفندق "الحرية"، تحت عنوان "وهران في بحثها عن موقع كمدينة متوسطية". وأوكل مشروع أشغال الترميم التي ستنطلق قبل نهاية السنة الجارية، للمؤسسة التي أشرفت على ترميم وتهيئة كل من كنيسة القديس أوغسطين بعنابة، كنيسة السيدة الإفريقية بالعاصمة وكنيسة السيدة لاغارد بمرسيليا بفرنسا. وبهذا الخصوص، أكّد السيد قويدر مطاير رئيس جمعية "الأفق الجميل"، التي تُعد إحدى أهم الجمعيات الفاعلة التي تُعنى بالتراث، وتسعى للحفاظ عليه بولاية وهران، أنّ هذه المبادرة تستحق التثمين، وأن قرار ترميم هذا المعلم يُعتبر إضافة لعاصمة الغرب الجزائري، التي أصبحت بحاجة لإعادة الاعتبار، فيما عبّر عن رغبته في أن تُحترم آجال الترميم وكذا المقاييس العالمية المعمول بها للمحافظة على القيمة المعنوية للمعلم، عكس ما عرفه عدد من المعالم الأثرية من تماطل، على غرار مقر بلدية وهران والقباضة البريدية الرئيسة التي لم تكتمل الأشغال بها منذ سنوات، كما عرفت معالم أخرى في عملية تهيئتها وإعادة الاعتبار لها، إدخال مواد غير مطابقة للمواد الأصلية نتيجة جهل بعض مكاتب الدراسات بقوانين وأبجديات الترميم والنقص الفادح الذي تعرفه بلادنا في هذا الميدان... "ننتظر ترميما حقيقيا لهذه المعالم التي تزخر بها وهران"، أضاف السيد مطاير في سياق متصل، وتمنى أن لا نُفاجَأ بجرائم في حق هذه الشواهد التاريخية، كتلك التي حدثت خلال محاولة ترميم قاعة أوبرا المدينة والكنيس اليهودي القديم، وحصن "سانتا كروز"، حيث كانت النتائج مخيّبة! للإشارة، يعود تاريخ تأسيس كنيسة سيدة النجاة إلى سنة 1850 بمقربة من حصن "سانتا كروز"، بعد تفشي وباء الكوليرا الذي عصف بمدينة وهران سنة 1849، وأودى بحياة آلاف الأشخاص؛ اعتقادا من المسيحيين بقدرة تمثال العذراء مريم على حماية المدينة وسكانها، وقد تم تثبيت تمثال العذراء وهي تحمل الصليب، قبالة البحر. من جهته، عبّر رئيس جمعية "الأفق الجميل" عن رغبته في أن تستفيد معالم أثرية أخرى بوهران، من عمليات ترميم حقيقية تعيد لها بهاءها، لتبقى محفوظة للأجيال القادمة؛ لأنّها شواهد عن حضارات مرت وعمّرت بوهران، وتركت آثارا خالدة تحمل ميزة إنسانية وقيمة تاريخية لا تقدَّر بثمن.