إلى جانب الولاية المنظمة نجد تلمسان، تمنراست، برج بوعريريج، سطيف، البليدة وكذا بومرداس، الجلفة، غرداية وتيبازة، بحضور ازيد من80 حرفيا من بينهم 26 من قرية "آث هيشام" كلهم سيلتقون في رحاب الأصالة وعرض ما تزخر به كل ولاية من ربوع هذا الوطن الكبير، لاسيما في مجال الصناعة التقليدية التي تعتبر الإرث المتجذر في اصالة وعراقة كل منطقة من الجزائر. وسيشرف على تنظيم هذا الحدث الجمعية الثقافية "تيرقوا" ل "آث هيشام" بالتنسيق مع مديرية الصناعات التقليدية ومديرية الثقافة والتكوين المهني الى جانب حضور عدة مؤسسات منها "لونساج" وغيرها، قصد إعطاء نفس جديد لهذا الحدث من خلال توجيه نصائح وتقديم شروحات مفصلة عن كيفية حصول الشباب لقروض تسمح لهم بإنشاء مؤسساتهم المصغرة لاسيما في مجال نسج الزرابي الصناعة الضاربة جذورها في تاريخ البشرية، ومنطقة جرجرة مثال لها والتي ينتظر ان تكرم صانعات شهرة قرية "آث هيشام" المعروفات بحائكات الزرابي عرفانا بالمجهودات المبذولة من طرفهن في الحفاظ على هذا الارث الاصيل ونقله المميز من جيل الى آخر. "نا طاوس" عميدة الحرفيات بالمنطقة البداية كانت مع عميدة السجادات "نا طاووس" التي فارقت الحياة شهر افريل الفارط من السنة الجارية عن عمر يناهز مائة سنة، وهي التي كانت المدرسة الاولى بتيزي وزو تخرج على يدها العديد من النساء ممن امتهن هذه الحرفة التي يستوجب العناية بها اكثر من اي وقت مضى تفاديا لاندثارها، وهذا رغم الحصة المالية التي منحها المجلس الشعبي الولائي لتنظيم مثل هذه التظاهرات السنوية على غرار عيد الفخار والفضة والكرز الذي عاد بدوره بعد أزيد من 24 سنة من الغياب، وكذا مساهمة وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية. ويذكر أن فتيات "آث هيشام" يتقن فنون حياكة الزرابي منذ نعومة أظافرهن، باعتبار هذه الحرفة مصدر عيشهن ووسيلة للتعبير عن أحاسيسهن كنساء يعشن ظروفا حياتية صعبة بهذه المنطقة الجبلية، حيث لا تستعمل مختلف الأشكال والرموز البربرية كمجرد عناصر جمالية للزخرفة فحسب بل هي أيضا تعبير عن آمالهن ومعاناتهن كنساء. علما أن هذه الرموز التي لاتزال أنامل الحائكات تنقلها على الزرابي ولا يستطيع ترجمتها سوى الضالعين والمختصين في هذا الفن العريق. تقتضي حياكة الزرابي عدة مراحل للتوصل إلى الشكل النهائي للزربية بمختلف أنواعها والمتمثل أشهرها في ما يسمى ب"أعبان"، وهي "زربية ذات خلفية داكنة وألوان زاهية مختلفة تعتبر عنصرا هاما في جهاز العروس القبائلية"، إلى جانب "أخلال" وهو ما يشبه "غطاء للسرير بلون أبيض تتخلله خطوط رقيقة". وهناك عائلات بقرية "آيث هيشام" تحتفظ إلى الوقت الحالي بنماذج فريدة من الزرابي، كما تتميز زربية المنطقة أيضا بطابعها البربري الخالص وبتعدد أشكالها الزخرفية ذات المغزى العميق الراوي لحياة الحائكات الشاقة. التظاهرة فرصة للتعرف على ثقافة المنطقة ولخلق جو من الانسجام والحيوية تم إعداد برنامج ثري ومتنوع يشمل زيارات تفقدية الى مدرسة النسيج ب "آث هيشام" ودار الزرابي بذات المنطقة مع تنظيم معارض متنوعة للتعريف بمختلف الصناعات التقليدية للوفود المشاركة القادمة من ولايات الوطن، إلى جانب إتاحة الفرصة لهم من خلال اللقاء الذي سيقام مع النساء الناسجات من الولايات الحاضرة في هذه التظاهرة الاقتصادية في نفس الوقت، لتبادل وجهات النظر حول الصناعة التقليدية عامة وهذه الحرفة بصفة خاصة من خلال البحث في آفاقها المستقبلية. فضلا عن ذلك ستكون هناك عروض مسرحية وفيديو هادفة وأمسيات شعرية، مع عرض لفيلم حول حافلة السينما الذي يروي قصة صاحبة الجدائل الطويلة بمنطقة القبائل وهذا من خلال تقريب الصورة الحقيقية للسينما والفن الرابع لدى الفرد القبائلي، إلى جانب تنظيم ملتقى مماثل امس، جمع الوفود المشاركة حول واقع الصناعة التقليدية والعمل بمشاركة غرفة الصناعة التقليدية ومديرية السياحة الى جانب مديرية التكوين المهني والنشاط الاجتماعي، على أن يكون اليوم ما قبل الأخير من هذا العيد الوطني فرصة لتنظيم ندوة حول زربية "آث هيشام" والمشاكل التي تلاحق الحرفيات بالمنطقة والحرفين عامة، على أن توزع في الاخير جوائز وشهادات تكريمية للمشاركين بما فيهم صانعات النسيج ب "آث هيشام" متبوعا بحفل فني كبير يحيه كوكبة من الفنانين القبائليين.