دعا الدكتور جابه رابح، عالم في الجيولوجيا والأبحاث واستغلال المعادن، إلى تحسيس المواطنين بالطرق السليمة للتعامل مع الزلازل بعد تسجيل حالات سقوط مواطنين من الشرفات إثر الزلزال الأخير الذي ضرب العاصمة، مشيرا إلى أنه أمام كل واحد منا 20 ثانية بعد وقوع الهزة الأولي لمغادرة شقته وفي حالة نفاذ هذا الوقت يجب البقاء داخل المنزل، وبعد أن أكد العالم أن كل المدن الجزائرية الكبرى معرضة للهزات الأرضية، أشار إلى ضرورة إعادة النظر في طرق توسيع التجمعات السكانية والحرص على استعمال مواد بناء مضادة للزلازل. سمحت المحاضرة التي كانت متبوعة بنقاش بمنتدى "ديكا نيوز" أمس، بالكشف عن جملة من النقائص التي يجب تداركها خاصة وأن الجزائر تقع في منطقة جيولوجية معرضة للزلازل تحت اسم "جيوسيليكال" تفصل بين وحدة القارة شمال الخط الرابط بين مدينة قابس التونسية، مرورا بولايات بسكرة والأغواط وجنوب البيض بالجزائر وتصل إلى غاية مدينة أغادير بالجهة الجنوبية للجزائر، وجنوب الخط الذي يفصل القارة الأوروبية مرورا بشمال مرسيليا وألمانيا، وعليه يقول العالم جابه رابح، أن كل المدن الجزائرية الكبرى تقع في مناطق مصنّفة ضمن المواقع ذات النشاط الزلزالي. وأشار العالم إلى أن الهزات الارتدادية قد تمتد لسنتين بعد الهزة الأولى، مؤكدا أن الهزة الأولى تكمن خطورتها في أنها تحطم البنايات وتحدث فيها شقوقا والهزة الارتدادية الثانية تهدمها، وعليه دعا جابه رابح، المواطنين إلى ضرورة التريث في المنازل والاختباء تحت الطاولات أو في أمكان محمية إلى غاية مرور الهزة الثانية، على أن يكون هناك تنسيق مع مصالح الحماية المدنية وفرق الإغاثة للتدخل خلال 40 دقيقة التي تلي الهزة الثانية لإسعاف المتضررين، واستغل العالم فرصة اللقاء لشرح النشاط الزلزالي الذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي الرجفة والرجة والهزة. من جهته أكد الدكتور لوح بوناطيرو، أن تطور العلم عبر العالم لم يصل بعد إلى درجة التنبؤ بمكان وقوع الزلزال، بل يمكن توقع حدوث نشاط زلزالي تماشيا وبعض المعطيات التي يتحصل عليها العالم من خلال متابعة مختلف المتغيرات، ليتطرق إلى كتابه الأخير الذي صدر عن مركز البحوث الاستراتيجية بالإمارات العربية المتحدة تحت اسم "سيناريو الكوارث الطبيعية" الذي تم إعداده سنة 2003 على ضوء مجموعة من البحوث والدراسات، وهي المعطيات التي سمحت لبوناطيرو، بتوقع حدوث زلزال الجمعة الفارط، ليتوقع من خلال الكتاب وقوع نشاط زلزالي عبر عدة دول من العالم بين فصلي الخريف والشتاء المقبلين. كما طالب العالمان الوزارات بتنسيق العمل لإعداد برامج ومخططات استعجالية يتم اللجوء إليها في حالة وقوع الكوارث مع تحيين الخرائط الزلزالية والهيدرولوجية لتستغل عند إصدار رخص البناء. وأعرب بوناطيرو، من جهة أخرى عن ارتياحه لفتح تخصص علمي جديد يخص تسيير الكوارث الطبيعية، وهو ما يسمح بوضع العلم تحت تصرف الإطارات لتوجيه نوعية التدخلات في حالة حدوث كارثة طبيعية.