أكد لوط بوناطيرو، خبير في علم الفلك والجيوفيزياء، أن الهزة الأرضية التي ضربت فجر أمس ولاية الجزائر وبلغت شدتها 3,3 درجات على سلم ريشتر هي هزة عادية تدخل في إطار الهزات الارتدادية التي مست الجزائر منذ نهاية العام الماضي، وتوقع بوناطيروا أن تكون هزات مشابهة تضرب بعض الولاياتبالجزائر خلال شهري أفريل وماي، مشيرا إلى أن ''توقعاته التي كان قد صرح بها بخصوص وقوع هزات أرضية في نهاية 2009 وبداية هذا العام كانت صحيحة على أساس أن هذه الفترة هي الفترة المرجحة لوقوع نشاط زلازلي''. واستبعد خبير الجيوفيزياء أن تحدث هزات أرضية شديدة مثل تلك التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية. كما أشار بوناطيرو في تصريح ل''البلاد'' أمس عقب إعلان مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء ''الكراغ'' عن وقوع هزة أرضية جنوب شرق بلدية الشراقة إلى عدم التخوف من مثل هذه الارتدادات القليلة الشدة التي تفسر عدم وقوع هزة أرضية ذات خطورة كبيرة مستقبلا، بالنظر إلى تنفس الأرض تدريجيا. ومعروف، حسب المتحدث، أن النشاط الزلزالي في الجزائر راجع لوجود اصطدام طبيعي بين القارات، ولا تتعدى شدة الهزات الأرضية التي تمس الجزائر ست إلى سبع درجات مقارنة بمنطقة هايتي التي يمكن أن تصل إلى ثماني أو تسع درجات. وأكد الخبير في علم الفلك وجود اختلاف كبير بين النشاط الزلزالي المعروف في جزيرة هايتي الذي أوقع كارثة كبيرة راح ضحيتها العديد من الأشخاص، والنشاط الزلزالي الذي تشهده الجزائر. ويرتبط النشاط الزلزالي بمنطقة هايتي بحركة البراكين. ودعا بوناطيرو المختصين العالميين في تحركات الكرة الأرضية إلى التساؤل عن طبيعة النشاط الزلزالي الذي مس المنطقة والذي كان من المفترض أن يقع فور حدوث هزات ارتدادية يمكن أن تصل إلى العديد من بلدان العالم، مشيرا إلى ضرورة البحث في هذه المسألة. وقال المتحدث إن الأرض تعيش في الوقت الحالي نشاطا زلزاليا مسّ العديد من دول البحر الأبيض المتوسط وسيمس أخرى في الأيام المتبقية، مشيرا إلى أن النشاط الزلزالي والبركاني العالمي الذي انطلق في 21 من ديسمبر المنصرم كان بدرجة أقوى في كل من أندونيسيا وطايوان، وبدرجات أقل شدة بكل من البرتغال، والجزائر التي تقع على طول الخط الزلزالي العالمي فهي معرضة لزلزال محتمل بدرجة أقل من ذلك الذي مس دولة هايتي الأمريكية. سجلت الجزائر11 هزة أرضية نهاية العام الماضي، مست العديد من الولايات الداخلية وأخرى ساحلية قاربت شدتها في بعض الأحيان الخمس درجات على سلم ريشتر.