أعلنت هيئة التحقيق التقني في أسباب سقوط الطائرة الاسبانية المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، استحالة استغلال الصندوق الأسود المتضمن تسجيلات المحادثات، وذلك لتضرره بشكل كبير، مستبعدة في المقابل احتمال أن تكون الطائرة قد تفككت في الجو قبل ارتطامها بالأرض. وأكد مدير مكتب التحقيقات والتحليلات في حوادث الطيران الفرنسي، ريمي جوتي، في أول لقاء صحفي نشطه أول أمس، مع رئيس لجنة حوادث الطيران المدني في مالي، نفالي سيسي، بأن تسجيلات المحادثات الخاصة بالرحلة 5017 غير صالحة للاستخدام، موضحا بأن فريق التحقيق نجح في استخراج الشريط وإصلاحه، "إلا أنه مع الأسف تبين بأن التسجيلات غير صالحة للاستخدام حاليا". من جانب آخر أوضح جوتي، الذي أشار إلى أن تضرر شريط التسجيل لا يرتبط بحادث السقوط، وإنما بأسباب تقنية سبق وأن تم مصادفتها في حوادث أخرى، بأنه "عندما ننظر إلى مسار سقوط الطائرة، يتبين لنا بأن الطائرة لم تتفكك إلى عدة قطع في الجو"، غير أن ذلك حسبه لا يستبعد إلى حد الآن أية فرضية، "بما فيها أن تكون قد تعرضت إلى أضرار في الجو". كما أشار مدير مكتب التحقيق في نفس السياق إلى أن المرحلة الحالية من التحقيق، تبقي على كافة الاحتمالات المرتبطة بالأسباب واردة، بما في ذلك احتمال "العملية المتعمّدة"، مضيفا بأنه "لا يمكننا قول أكثر من ذلك في الوقت الراهن".من جهته، قال نفالي سيسي، رئيس لجنة حوادث الطيران المدني في مالي، إن مكتب التحقيقات سيقدم تقريرا مرحليا منتصف سبتمبر القادم. وللإشارة فقد تم تكليف المكتب الفرنسي للتحقيقات والتحليلات، بالتحقيق التقني في حادث سقوط طائرة "ماك دونال 83" التابعة لشركة "سويفت إير" الاسبانية، من قبل السلطات المالية التي تعود لها قانونا صلاحية التحقيق في هذه الكارثة التي وقعت على الأراضي المالية. من جانب آخر أكد رئيس البعثة المكلفة بإجراء التحقيق القضائي، حول الحادث وجود احتمال كبير بأن يتم تحديد هوية كافة الضحايا، بفضل العينات التي تم العثور عليها بمكان الحادث. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن العقيد باتريك تورون قوله "قمنا بأخذ حوالي 1000 عينة، ولدينا احتمال كبير من الناحية العلمية، في أن يتم تحديد هويات الضحايا. وقال تورون في لقاء صحفي نشطه بمطار رواسي بباريس، بمناسبة عودة 21 دركيا وشرطيا إلى فرنسا بعد مشاركتهم في التحقيق بمكان الحادث بمنطقة غوسي بشمال مالي، "بالنظر إلى ما رأيته بعين المكان، يبدو أن الطائرة سقطت عموديا بسرعة كبيرة كونها تحطمت كليا وكانت الصدمة فورية". وأضاف يقول "بالنظر إلى طبيعة الخسائر وتحطم الطائرة إلى عدة أجزاء فإنه من الممكن أن يكون المسافرون قد تعرضوا لنفس المصير مشيرا إلى "الحزن الكبير" الذي تمالك المحققين خلال عملية البحث. وللتذكير فقد خلّف تحطم الطائرة الإسبانية المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية في 24 جويلية الماضي بشمال مالي، هلاك 116 شخصا من 15 جنسية منهم 6 جزائريين و54 فرنسيا.