أكد المطرب يحيى الخنشلي على أهمية المهرجانات الثقافية في دعم فرص التبادل الثقافي ونقل صور التضامن الإنسانية، وبدا جد متأثر بما يجري بغزة الجريحة وجدد دعوته للاهتمام بالتراث بدليل انشغاله بالبحث في تطوير الأغنية الشاوية. التقته "المساء" وهو يتأهب لتنشيط إحدى سهرات مهرجان تيمقاد الدولي ال 36، ولم يخف إعجابه بالتقدم الذي بلغه المهرجان ووصفه بالفضاء الفني الذي يشهر للفن الجزائري، فكان هذا الحديث. تشارك في مهرجان تيمقاد لأول مرة، كيف تلقيت خبر المشاركة؟ تلقيت دعوة المشاركة بفرح وسرور، وحظيت بالمشاركة في هذه الطبعة الخاصة لأقول للشعب الفلسطيني؛ نحن معكم وندعمكم بأصواتنا. تتميز ببحوثك في التراث، هل تعتقد أنه بوابة للإبداع ومنطلق لبلوغ الشهرة؟ أكيد، أستلهم الفن من التراث وأعتبره انطلاقة فعلية لكل عمل فني جاد، ولو باعتماد حتمية الحداثة التي تفرض نفسها، لكن في حدود احترام من سبقوني في النبش في التراث، ولقد استحضرت اللحظة عيسى الجرموني وزوليخة وكاتشو، كلهم رحلوا عنا، لكنهم في قلوبنا دائما. على ذكر المرحومة زوليخة، ماذا تمثل بالنسبة لك باعتبارها ابنة منطقتك (خنشلة)؟ هي مدرسة فنية وجب توظيف مآثرها الفنية والاستثمار في خصوصياتها لتوجيه الشباب نحو الفن والتراث، شأنها شأن العديد من الفنانين الذين فارقونا، على غرار دحمان الحراشي، وهو كذلك ابن مدينة خنشلة وقروابي وكاتشو وغيرهم ممن أسسوا دعائم الفن في الوطن. ماذا تقترح حتى تكون للأغنية الشاوية مكانة عالمية كنظيرتها الأغنية القبائلية، وما هي الحلول المرجحة لتطويرها؟ للأغنيتين الشاوية والقبائلية تراث مشترك يعزز التنوع الذي تزخر به الجزائر ويدعم مسعى الفنانين في التطوير والرقي بمستوى الفن، إلا أن الأغنية القبائلية في تطور مستمر، وهي حقيقة لا يمكن أن ننكرها، على عكس الأغنية الشاوية، رغم محاولات فناني المنطقة، إلا أن ذلك يتطلب المزيد لمواجهة الأغنية التجارية التي ساهمت في تحديد مسارها وشكلت أهم العوائق في تقديراتي. هل أدت الأغنية الأمازيغية رسالتها، وأين هو موقعها من خارطة الفضائيات؟ الأغنية الأمازيغية لها روادها وأثبتت قدراتها على مر الزمن، أجيال وأجيال صنعت مجد الأغنية الأمازيغية ولا أحد ينكر دورها في تطوير الفن الجزائري، يبقى موقعها الذي يجب أن يتحدد بموقع الفضائيات وتطرح المشكلة بحدة في وجود عدد محدود من القنوات التلفزيونية. هل من جديد في الأفق؟ في المقام الأول، سأدعم مشواري الفني وأعزز رصيدي بأغنية عن غزة الجريحة، إضافة إلى أعمال أخرى تضاف لآخر ألبوماتي، سأعيد فيه بعض أغاني المرحومة زوليخة من كلماتها وألحان المرحوم الأستاذ معطي بشير.