عادت طائرات حربية مجهولة المصدر لتزرع الشك مرة أخرى في أوساط الليبيين، بعد أن عاودت ليلة الجمعة إلى السبت، قصف مواقع تابعة لإحدى المليشيات الإسلامية المتموقعة بالعاصمة طرابلس. وخلف القصف سقوط عشرة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 20 آخرين في صفوف مليشيا "فجر ليبيا" المحسوبة على تيارات إسلامية، والتي سبق وان تعرضت لقصف مماثل الأسبوع الماضي تبنّاه الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي دخل في حرب ضد المليشيات الإسلامية تحت غطاء "مكافحة الإرهاب". وقال محمد الغرياني، المتحدث باسم المليشيا الإسلامية أن الطائرة الحربية التي صعب التأكد من هويتها قصفت موقعا عسكريا تابعا للجيش الليبي في جنوب العاصمة طرابلس، كانت مليشيا "فجر ليبيا" سيطرت عليه مؤخرا إضافة إلى قصفها لمخزن للسلع على مقربة من الموقع الأول. ورغم أن الجنرال حفتر، الذي يقود ما أسماه "الجيش الوطني الليبي" كان قد تبنى عملية القصف ضد مواقع هذه المليشيا قبل خمسة أيام فإن خبراء محليين شككوا في قدرته على شن مثل هذه الغارات الجوية لعدم امتلاكه لطائرات مقاتلة نفاثة. وأيضا لكون قيادة قواته تتواجد بمدينة بنغازي التي تبعد بحوالي ألف كلم عن العاصمة طرابلس. وتعيش بنغازي منذ منتصف ماي الماضي، على وقع معارك ضارية بين قوات هذا الجنرال والمليشيات الإسلامية التي تتخذ من هذه المدينة معقلا لها. وقتل أمس، جنديان من قوات حفتر وأصيب ثمانية آخرون خلال اشتباكات بين القوات الخاصة "الصاعقة" وقوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" التي تضم عدة مليشيات ذات توجه إسلامي. وقال ميلود الزوي، الناطق باسم القوات الخاصة "الصاعقة" أن "جنديين ليبيين لقيا مصرعهما وأصيب ثمانية آخرون في اندلاع اشتباكات وقعت فجر السبت مع عناصر من حركة "أنصار الشريعة". وأضاف أنه تم قصف مواقع هذه الحركة، مشيرا إلى أن "القوات الخاصة والقوات المساندة لها تتقدم باتجاه منطقة سيدي فرج التي تشهد معارك شرسة تكبّد على إثرها هذا التنظيم خسائر كبيرة.