قطع الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الشك باليقين بعدما أعلن مسؤوليته عن عمليات القصف التي شنتها أول أمس، مقاتلات حربية مجهولة المصدر على مواقع تابعة لمليشيات مسلحة بالعاصمة طرابلس. ويتنافى هذا الإعلان مع ما أعلنت عنه قيادة الجيش النظامي الليبي بأن الطائرات التي قصفت مواقع بطرابلس مقاتلات أجنبية وليست محلية. وقالت رئاسة أركان القوات الجوية التابعة للجيش النظامي، في بيان أصدرته أن "الضربات الجوية التي نفذت داخل الأراضي الليبية وتحديدا في جنوب العاصمة طرابلس، نفذتها مقاتلات أجنبية وليست محلية كون عملية القصف تمت بواسطة قنابل موجهة وذكية، حيث تم رصد بعض الحطام للقنابل وهو نوع غير متوفر لدى سلاح الجو الليبي". كما أضافت أن "صوت الطائرات وعلوها يشير إلى أنها نفاثة" وهذا النوع لا تملكه المليشيات المتناحرة في ليبيا. واستبعد بيان القوات الجوية انطلاق هذه الطائرات الحربية من قواعد عسكرية محلية نظرا لعدم وجود مطارات قادرة على الاستخدام ليلا، أو إمكانية تزويد الطائرات بالوقود. كما استبعد انطلاقها من المنطقة الشرقية لأن طول المسافة لا يمكن الطائرات من الوصول إلى طرابلس دون التزود بالوقود جوا أو الهبوط في مطارات أخرى ليلا. وتعرضت مواقع وتجمعات تابعة لمليشيا تعرف باسم "فجر ليبيا" في وقت مبكر من فجر أول أمس، لقصف جوي مجهول المصدر خلف سقوط خمسة قتلى وإصابة آخرين إلى جانب تدمير عدد من الآليات العسكرية. وهو ما أثار ضجة في العاصمة طرابلس، بعدما ترددت أنباء على أنها طائرات ايطالية في نفس الوقت الذي أشارت فيه مصادر إعلامية، أنها تكون تابعة لقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يقود عملية عسكرية واسعة النطاق ضد من يصفهم بالإرهابيين في إشارة إلى المليشيات الإسلامية. وكانت الحكومة الليبية قد أكدت عدم امتلاكها أي معلومات أو أدلة قاطعة وراء الجهة التي نفذت القصف، مشيرة إلى أنها أصدرت تعليمات لرئاسة أركان الجيش والاستخبارات العسكرية بفتح تحقيق وتقديم ما لديها من معلومات والاتصال بالدول الصديقة لذات الغرض. وبالتزامن مع ذلك لقي جنديان من القوات الخاصة "الصاعقة" بمدينة بنغازي مصرعهما وإصابة خمسة آخرين في اشتباكات مسلحة مع قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" المحسوبة على الإسلاميين. وقال مصدر من هذه القوات "أن هذه الأخير "مستمرة في القتال، ولن نخرج من المعركة إلا والنصر حليفنا". ويذكر أن قوات "مجلس شورى ثوار بنغازي" كانت استولت على خمسة معسكرات للقوات الخاصة بمدينة بنغازي نهاية شهر جويلية الماضي.