طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، أمس، من الأمين العام الاممي بان كي مون بالقيام ب«تدخل عاجل" لحماية وفد النشطاء الصحراويين الذين تعرضوا لمضايقات أمنية بمطار الدار البيضاء المغربية، بعد مشاركته في فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو بالجزائر. وقال الرئيس الصحراوي في رسالة مستعجلة الى الأمين العام الاممي، أن "الوفد المكون من 52 ناشطا كانوا في طريق عودتهم الى مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة بعد تعرضهم ليلة الجمعة إلى السبت لتعنيف واحتجاز وتفتيش مهين ومستفز من طرف عناصر أجهزة الأمن المغربية بعد زيارتهم للمخيمات الصحراوية ومشاركتهم في النسخة الخامسة من الجامعة الصيفية بمدينة بومرداس الجزائرية". وأضاف الرئيس عبد العزيز، الذي أعرب عن شديد إدانته للممارسات المغربية التي طالت أعضاء الوفد الصحراوي أن "القوات المغربية لم تكتف بقمع الصحراويين بالمناطق المحتلة ومدن جنوب المغرب ومحاصرتهم ومنع وصول المراقبين الدوليين والصحافة إليهم، بل أقدمت على مهاجمة مجموعة من 52 مواطنا صحراويا وتعريضهم للاحتجاز داخل مطار مدينة الدار البيضاء المغربية الذي يعد محطة عبور نحو مدينة العيون المحتلة". وأكد أن هذا العمل يعد "امتدادا للانتهاكات الجسيمة المرتكبة من طرف الدولة المغربية في حق المدنيين الصحراويين بالأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ومدن جنوب المغرب ومواقع وجودهم داخل المغرب". وبينما حث كل المدافعين عن ميثاق وقرارات الأممالمتحدة على"ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال، أكد الرئيس الصحراوي، أن الاحتلال المغربي يعيش صراعا حادا بين ضغوطات المجتمع الدولي المجمع على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وبين تشبث أكبر للمواطنين الصحراويين بهذا الحق. وفي كلمة له خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب بمخيمات اللاجئين، أبرز الأمين العام لجبهة البوليزاريو، أن المجتمع الدولي اقتنع بشكل كامل أن الحل الوحيد للقضية الصحراوية هو تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره وأن قضيته "طال أمدها وحان الوقت لحلها وتجاوز ذهنية التسويف التي ينتهجها المحتل المغربي". ولتجسيد مسعى التحرر أكد الرئيس عبد العزيز، على "المسؤولية الكبيرة" الملقاة على عاتق الطلبة الصحراويين الذين دعاهم إلى توعية الجماهير وقيادتهم وحماية إرث الشهداء. من جانبهم أكد المشاركون في الندوة الدولية للتضامن مع الطلبة الصحراويين المنعقدة أمس، بمخيم اوسرد للاجئين أن "الاحتلال المغربي فشل في مشروعه الرامي إلى طمس الحركة الطلابية الصحراوية الحاملة لمشعل التحرر". وقال محمد حاليى، ممثل الوفد الطلابي القادم من المناطق المحتلة خلال هذه الندوة المنظمة على هامش فعاليات المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب أن "المحتل لم ينجح في التحكم في المنظومة التربوية الصحراوية المتمسكة بهويتها الوطنية ودفاعها المستميت على حق الشعب الصحراوي في الحرية". وقدم بالمناسبة صورة عن معاناة الطالب الصحراوي المحروم من "أدنى حقوقه الأساسية من مسكن وغذاء ونقل وصولا إلى حرمانه من الالتحاق بالمعاهد والجامعات التي تدرس الشعب العلمية والتقنية على غرار الطيران والطب والهندسة رغم المستوى العلمي العالي لهؤلاء الطلبة". كما تطرق إلى "أساليب الترصد والمتابعة التي ينتهجها المحتل داخل الجامعات التي تعرف وجودا مكثفا للطلبة الصحراويين، حيث حول هذه المؤسسات التعليمة إلى ثكنات عسكرية"، مستشهدا في هذا المجال بتدخلات "قوات المحتل المغربي داخل الحرم الجامعي لعدة معاهد أسفرت عن سقوط عدد من الشهداء الطلبة واعتقال آخرين". وأضاف الناشط الصحراوي انه رغم كل هذه المآسي فإن "الطالب الصحراوي لازال حاملا لمشعل التحرر، راسما في ذلك صورا نضالية وملاحم بطولية في مواجهة الاحتلال داخل أسوار جامعاته وخارجها". وفي خاتم اللقاء الطلابي أعربت الاتحادات الطلابية التي قدمت من عدة دول عن "استنكارها الشديد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الطلبة الصحراويين ومن خلالهم الشعب الصحراوي الذي يطالب بالتدخل العاجل للمجتمع الدولي لإنهاء مأساته من خلال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية". وانطلقت مساء أول أمس، بمخيم أوسرد أشغال المؤتمر الثاني لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب، بحضور 500 مشارك و200 مدعو تحت شعار" الحركة الطلابية الصحراوية في خدمة الأهداف الوطنية".