تحولت الاتهامات الجورجية والأوسيتية الجنوبية المدعومة من طرف روسيا إلى حرب حقيقية تمكنت على اثرها القوات الجورجية من الاستيلاء على تكشنفالي عاصمة اوسيتيا الجنوبية مخلفة مصرع 15 شخصا. وأكدت مصادر وزارة الداخلية الجورجية امس ان قواتها تمكنت امس من بسط كامل سيطرتها على المدينة بعد عمليات قصف مكثف تواصلت لعدة ساعات منذ منتصف نهار الخميس. وكانت عدة مصادر عسكرية روسية أكدت أن معارك طاحنة دارت رحاها في تيكشنفيلي عاصمة اوستيا الجنوبية استخدمت خلالها القوات الجورجية المدفيعة الثقيلة والقصف الجوي. وجاءت التاكيدات الروسية بعد تصريحات سابقة لادوارد كوكيوتي رئيس هذه الجمهورية المطالبية بالاستقلال عن جمهورية جورجيا ان قواته تسيطر على الوضع وان معارك بين قواته تدور على مشارف العاصمة. وهو ما نفاه الرئيس الجورجي مخائيل شكاشفيلي ساعات بعد ذلك واكد ان وحدات جيش بلاده تمكنت من تحرير اراضي اوستيا الجنوبية وانها اصبحت تحت سيطرتها. وانزلق الوضع بشكل لافت نهاية الاسبوع باتجاه استعمال القوة العسكرية في هذه المنطقة الساخنة على الحدود الروسية الجورجية رغم اتفاقات وقف اطلاق النار المتوصل اليها بين الجانبين المتحاربين ولكنها مالبثت ان انهارت لتفتح الباب واسعا امام اعنف عمليات قصف جوي ومدفعي. وهددت السلطات الروسية امس باتخاذ اجراءات ردعية ضد جورجيا عقابا لها على هجومها العسكري الواسع النطاق ضد مقاتلي جمهورية اوستيا الجنوبية الانفصالية والتي تحظى بدعم معلن من طرف السلطات الروسية التي تضغط باتجاه حصولها على الاستقلال عن تبليسي وضمها الى جمهورية اوسيتيا الشمالية الخاضعة تحت السيادة الروسية. وقال الوزير الاول الروسي فلاديمير بوتين امس انهم استعملوا الدبابات والمدفعية الثقيلة وهذا سيدفع حتما إلى اتخاذ اجراءات عقابية ضد تبليسي. وجاءت تصريحات الوزير الاول الروسي بالعاصمة بكين حيث مثل بلاده في افتتاح الالعاب الاولمبية في نفس الوقت الذي كان فيه الرئيس ديمتري ميدفيديف يعقد اجتماعا طارئا لقيادات الجيش ودوائر صناعة القرار الاخرى في العاصمة موسكو لبحث الاجراءات المناسبة للرد على الهجوم الجورجي على اقليم اوسيتيا الجنوبية. وقال بوتين للرئيس الامركي جورج بوش الذي حضر هو الاخر احتفالية الالعاب الاولمبية ان متطوعين روس ابدوا رغبة ملحة للتوجه الى اوسيتيا الجنوبية لمواجهة القوات الجورجية. واكد انه من الصعب منعهم من ذلك في تحذير مبطن باتجاه واشنطن التي تقف الى جانب السلطات الجورجية في علاقاتها المتوترة منذ عدة سنوات مع موسكو. وطالب الرئيس الجورجي مخائيل شكاشفيلي من جهته روسيا بوقف علميات القصف المدفعي والجوي للمدن الجورجية متهما موسكو بالقيام باوسع عملية عسكرية ضد بلاده في نفس الوقت الذي اعلن فيه عن التعبئة العامة وسط قوات الاحتياط والجرجيين القادرين على حمل السلاح. ويبدي الكثير من المتتبعين تخوفات من مخاطر تحول هذه العمليات الى حرب حقيقية بين جورجيا وروسيا وخاصة بعد ان اتهم شوتا اوتيا شيغشفلي الناطق باسم الداخلية الجورجية قيام طائرات حربية روسية بقنبلة قاعدة فازياني العسكرية الجورجية على مشارف العاصمة تبليسي. واستؤنفت المواجهات بكل ضراوة امس رغم اعلان السلطات الجورجية عن وقف لاطلاق النار أمس لتمكين السكان المدنيين من الانسحاب من المدينة وتجنيبهم مخاطر الوقوع بين فكي كماشة المواجهات المسلحة بين القوات المتحاربة باتجاه مدينة غوري. واكدت تقارير الصليب الاحمر الدولي تدهور اوضاع السكان المدنيين في عاصمة اوستيا الجنوبية في ظل انعدام المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهربائي واستحالة وصول سيارات الاسعاف الى المدينة المستهدفة من عمليات القصف في غياب الملاجئ. وفي ظل هذه الاوضاع طالب الصليب الاحمر الدولي امس من السلطات الجورجية فتح أروقة نجدة تمكن عماله من نقل المصابين بعد ان عجزت المستشفيات المحلية من استيعاب مئات المصابين من هول المعارك الدائرة رحاها. وذكرت مصادر اعلامية ان تعزيزات عسكرية روسية متكونة من ارتال من الدبابات الضخمة وشاحنات لنقل الافراد غادرت امس فلاديكفكاز عاصمة اوستيا الشمالية باتجاه اوسيتيا الجنوبية. وقال الامين العام لمجلس الامن الجورجي انه في حال تاكدت هذه المعلومات فان ذلك يعني ان جوجيا وروسيا قد دخلتا في حرب معلنة. وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي "إن بلاده تتعرض لهجوم وإن الدبابات والقوات الروسية "غزت" أراضي بلاده. واتهم ساكاشفيلي روسيا بتخطيط مسبق لهذا الهجوم وقال إن "تصرفات روسيا تم التخطيط لها بعناية منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وفي أول رد فعل على هذه التطورات طالبت اللجنة الاوروبية والمسؤول السامي للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ب" وقف فوري للمواجهات" .