توقعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس، لدى افتتاحها الموسم الدراسي نيابة عن الوزير الأول عبد المالك سلال، من ولاية غرداية، أن تكون هذه السنة ناجحة من خلال تضافر كل الجهود وإشراك كل الشركاء في تطوير المنظومة التربوية ومواصلة الإصلاحات المطلقة سنة 2003. كما أعلنت بن غبريط، عن اتخاذ جملة من الإجراءات بالنسبة للمخطط الخماسي الجاري 2014\ 2019 تخص تحسين المجال البيداغوجي، والقضاء على الفوارق ما بين الولايات، على أن تعكف الوزارة على إعادة صياغة برامج كل الأطوار التعليمية على ضوء عملية تقييم شاملة للقطاع، مع إعادة بعث برامج الدعم المدرسي عبر القنوات التلفزيونية ومسابقات ما بين الثانويات. وحرصت الوزيرة على ضرورة ضمان تمدرس كل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، مع فتح أكبر عدد من أقسام التحضيري من منطلق أن الطور الابتدائي هو العمود الفقري لمنظومة تربوية سليمة، مشيرة إلى التركيز في هذا الطور على خمس مهارات تتمثل في القراءة والكتابة، الحساب، اللغات وإتقان استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. كما تطرقت بن غبريط، في كلمة ألقتها أمام تلاميذ وأساتذة ثانوية الشيخ أبي عبيد الله محمد بن الكبير بن يوسف، إلى إطلاق عدة تحديات هذه السنة تخص محاربة الرسوب المدرسي والإعادة المتكررة للسنوات، مع مكافحة العنف، وتعميم خدمات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهو ما جعل الوزارة تقول بن غبريط تسطر عدة إجراءات ستتخذ خلال المخطط الخماسي المقبل، تسمح بتشجيع التلاميذ على القراءة، وإطلاق إبداعاتهم في المسرح، وإعطاء أهمية للتربية المدنية، تعليم مبادئ الديمقراطية والتسامح والحوار والاستماع للرأي الآخر لحل النزاعات. كما أشارت الوزيرة إلى عزمها على إعادة تأهيل كل أسلاك التربية والتفتيش والتعليم، مع الانفتاح على التجارب البيداغوجية العالمية بهدف مواصلة مساعي الإصلاح وعصرنة المنظومة التربوية، وهو ما لن يتحقق إلا إذا تم تعميم استعمال الانترنت عبر جميع الأطوار التعليمية. وبهدف تنظيم عمل الأساتذة وكل الأسلاك المشتركة، تطرقت الوزيرة إلى إعادة إطلاق ميثاق أخلاقي لكل المهن المرتبطة بالقطاع يكون بمثابة عقد يحث الفاعلين على تطبيق القانون وكل التنظيمات المعمول بها لإعادة تصويب المهام، بالمقابل تعهدت الوزيرة بالتكفل بجميع انشغالات الأساتذة وتحسين ظروف عملهم. وعن اختيار ولاية غرداية لاحتضان الانطلاق الرسمي للموسم الدراسي الذي اختير له درس افتتاحي تحت شعار "الوحدة الوطنية أمانة"، أشارت الوزيرة إلى أنها كانت جد سعيدة بالنتائج الايجابية المحققة من طرف التلاميذ الموسم الدراسي الفارط، وذلك رغم المشاكل الأمنية التي عرفتها المنطقة، لتقرر بموافقة الوزير الأول إشراك قطاع التربية في حل الأزمة بالمنطقة من خلال تشجيع السكان على جمع أبنائهم تحت سقف واحد. ولأول مرة شارك مختلف ممثلي نقابات التربية في إطلاق الموسم الدراسي 2014\ 2015، حيث صرح رئيس الجمعية الوطنية لأوليات التلاميذ، السيد خالد أحمد ل"المساء" أن آخر لقاء مع الوصاية تم اقتراح عدة حلول لانشغالات أولياء التلاميذ على غرار تقليص المحفظة وعدد ساعات التدريس بالنسبة للطور الابتدائي، مشيرا إلى أن الإصلاحات التي مست الكتاب المدرسي تمت بالنظر إلى اقتراحات جمعية أولياء التلاميذ مع مراعاة تخفيف تكاليف الكتب على المواطن. نقابات التربية تؤكد أنها تملك مفتاح حل أزمة غرداية وعن الهدف المنتظر من اختيار ولاية غرداية لاحتضان مراسيم الدخول المدرسي، أشار رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، السيد خالد احمد، إلى أن الاقتراح تم من طرف النقابات وجمعية أولياء التلاميذ أنفسهم الذين أرادوا أن يشاركوا في إخماد الفتنة التي مست ولاية غرداية، وعليه فقد عملنا بالتنسيق مع ممثلي الجمعية بولاية غرداية، منذ عدة أشهر على تحضير الأرضية لإنجاح المصالحة بين السكان، من خلال التركيز على التلاميذ في بداية الأمر قبل الوصول إلى الأولياء والمجتمع المدني في مرحلة ثانية. كما تحصلت الجمعية -يضيف السيد خالد- على موافقة وزيرة التربية لتنظيم تجمعات ولقاءات مع أوليات التلاميذ لتعميم الصلح بين التلاميذ أنفسهم ثم الأساتذة لتوحيد الصف، على أن يكون الحل النهائي للإشكال من قطاع التربية. أما مزيان مريان، رئيس المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، فأشار إلى أن الحل النهائي للنزاع الدائر في غرداية لن يكون إلا بعد تحديد لب الإشكال. ومن جهة أخرى اقترحت النقابة على الوزارة ضرورة استغلال مؤلفات كتاب جزائريين في إعداد الكتب المدرسية لكل الأطوار، وهو ما يدخل في إطار الشعار المرفوع لهذه السنة الدراسية والمتعلق بالوحدة الوطنية، فالطفل والتلميذ لن يجد هويته الوطنية إلا من خلال دراسة ومعالجة نصوص كتبت بأقلام جزائرية. 12 مؤسسة من أصل 260 لم تلتحق بركب الدخول المدرسي بغرداية كشف مدير التربية لولاية غرداية، السيد جيلاني عز الدين، أمس، ل"المساء" عن رفض عدد من أولياء التلاميذ بأحياء كل من غابة، قرطي وكاركورة التحاق أبنائهم بالمؤسسات التربوية، وطالبوا السلطات المحلية باعتماد أساتذة من المذهب الإباضي لتعليم أبنائهم، وعقب مدير التربية على هذه التصرفات بأنها غير عقلانية، مشيرا إلى أن السلطات المحلية حرصت على توفير الأمن أمام مداخل كل المؤسسات التربوية، والجمع ما بين أبناء الطائفتين لحل النزاع نهائيا. أما رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، السيد دزيري صادق، فقد أكد أن ممثلي النقابة بالولاية رافقوا أعوان الأمن والسلطات المحلية في لم شمل الفرقاء وفتح باب الحوار منذ ظهور الأزمة، وهم مستعدون اليوم لمواصلة مساعي الصلح والتأكد من تنفيذه عبر كل المؤسسات التربوية. للإشارة التحق أزيد من 8 ملايين تلميذ وتلميذة أمس، بمقاعد الدراسة لحساب السنة الدراسية 2014 -2015 في دخول تتوقع الوزارة الوصية، أن يكون "عاديا" بالنظر إلى الإمكانيات المادية والبشرية "الهامة" المسخرة. واستقبل قطاع التربية عبر التراب الوطني 88 ثانوية و81 متوسطة و270 مدرسة ابتدائية، حيث سيسمح هذا العدد من المؤسسات التربوية الجديدة بالتقليل من مشاكل الضغط التي قد تعرفها بعض المناطق نتيجة عمليات ترحيل المواطنين التي سجلت في الأشهر الماضية.