يشتكي أساتذة وأولياء تلاميذ مدرسة "عمر بن عبد العزيز" بحسين داي، من الضغط الكبير الذي تعرفه هذه المؤسسة التي تزايد عدد المتمدرسين بها بشكل ملفت للانتباه خلال هذا الموسم، حيث بلغ عدد التلاميذ 577 تلميذ موزعين على مختلف الأقسام التي ارتفع عدد التلاميذ بها، ليصل إلى 40 تلميذا في القسم الواحد. وفي هذا الصدد، عبر العديد من الأولياء عن مخاوفهم من تأثير ذلك على المستوى الدراسي والتحصيل العلمي لأبنائهم، خاصة في بعض الأقسام التي بلغ عدد التلاميذ بها 40 تلميذا يزاولون دراستهم في مراحل مختلفة، موزعين على عدة أقسام؛ قسمين في التحضيري وثلاثة أقسام في السنة الأولى وعدد مماثل بالنسبة للسنة الثانية، الثالثة، الرابعة والخامسة ابتدائي. وحسب بعض المشتكين، فإن ذلك أدى إلى عدم قدرة أبنائهم على التركيز واستيعاب الدروس، مما يؤثر على مستواهم ومستوى المدرسة التي عرفت نجاحا كبيرا في السنوات الفارطة، حيث حققت نتائج جد إيجابية في امتحان شهادة التعليم الابتدائي للموسم 2012- 2013، وصنّفت ضمن قائمة الأوائل في نسبة النجاح، مما بعث الاطمئنان في نفوس الأولياء الذين فضل العديد منهم تسجيل ابنه أو أبنائه في هذه المدرسة. من جهة أخرى، أرجع الكثير من الأولياء هذا التوافد إلى موقع المدرسة القريب من شارع طرابلس الرئيسي وخط الترامواي ومحطة القطار، الأمر الذي يساعد الأولياء على التنقل واصطحاب أبنائهم إلى المدرسة، ثم الالتحاق بمناصب عملهم المتواجدة بحسين داي، كما ساهم تواجد روضة ‘طرابلس' بجوار مدرسة ‘عمر بن عبد العزيز' في الإقبال الذي تعرفه خلال هذه السنة، ويختارها الأولياء، خاصة الأمهات العاملات اللائي يسجلن أبناءهن في المدرسة والروضة المتجاورتين لتفادي عناء التنقل من مكان إلى آخر. وفي هذا الصدد، ذكر بعض الأولياء ل"المساء" أنهم تعمدوا اختيار المدرسة لقربها من مقرات عملهم بحسين داي، مما جعل العديد منهم يسجلون أبناءهم للدراسة بمدرسة ‘عمر بن عبد العزيز' قادمين إليها من القبة، المقرية وحتى من بابا أحسن وبراقي، كما أن بعض الأولياء الذين استفادوا من سكنات اجتماعية في إطار عملية إعادة الإسكان، لم يسجلوا أبناءهم في المدارس الجديدة وفضلوا إبقاءهم عند الأقارب للدراسة في نفس المدرسة التي ساهمت عوامل أخرى في خلق ضغط كبير بها، على غرار تواجدها في مكان ملائم وآمن لبعدها عن مخاطر الطرق الفرعية وتوفرها على المطعم المدرسي الذي يوفر الوجبة للكثير من التلاميذ الذين لا يعودون إلى منازلهم في منتصف النهار. وفي الوقت الذي تعرف هذه الأخيرة ضغطا كبيرا، توجد بعض المؤسسات بنفس البلدية في راحة تامة، على غرار مدرسة ‘منتوري' القريبة من مقر البلدية و'جبل ديرة' بحي بروسات و'الإقبال' القريبة من محكمة حسين داي وغيرها من المدارس التي لا تعاني ضغطا، خلافا للمدرسة المذكورة. كما يشكو المعلمون ضغطا كبيرا بسبب عدد التلاميذ في القسم الواحد وعدم قدرتهم على التحكم في هذا الوضع، وفي هذا الإطار، يواجه الأساتذة خاصة المقيمون خارج بلدية حسين داي، متاعب كثيرة، كونهم يضطرون إلى التنقل والخروج باكرا من البيت للوصول في الفترة المناسبة، في الوقت الذين يتأخر موعد نوم هؤلاء لتحضير الدروس، خاصة بالنسبة لأساتذة السنة الخامسة الذين يبذلون مجهودات كبيرة قصد تحضير التلاميذ لاجتياز امتحان شهادة التعليم الابتدائي في نهاية السنة، فضلا عن معاناة بعضهم من الأمراض المهنية والمزمنة المتولدة عن التعب والضغط، على غرار الحبال الصوتية، السكري والدوالي. من جهته، أوضح مدير التربية لوسط الجزائر العاصمة، السيد نور الدين خالدي، في اتصال مع "المساء"، أن مشكل الضغط الذي تواجهه بعض المؤسسات راجع إلى التسجيل العشوائي للتلاميذ وعدم احترام توزيعهم الجغرافي، مؤكدا أن هذا الملف سيدرس طيلة الموسم الدراسي الحالي من أجل إعادة النظر في التقسيم الجغرافي حسب مخطط العاصمة، واشتراط تقديم شهادة الإقامة للتلاميذ في التسجيل الأولي لضمان توازن حقيقي بين المؤسسات التربوية، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه يبلّغ الأساتذة مسبقا بأن التسجيل في المؤسسات التربوية سيتم ضبطه ابتداء من الدخول المقبل لتجنب التنقل من مؤسسة إلى أخرى، حسب أهواء الأولياء.