يشتكي تلاميذ المرحلة الثانوية ببئر توتة، خاصة طلبة السنة النهائية، من مشكل الاكتظاظ الذي أصبح يحول دون تحصيلهم العلمي الجيد، ونتج عنه تراجع مستوى عدد كبير منهم، خاصة بالنسبة لأقسام المرحلة الثانوية، إذ يتجاوز عددهم 54 تلميذا في القسم الواحد، مما أدى إلى اتخاذ بعض الإجراءات لتخفيف الضغط على المتمدرسين، إلا أن الأولياء لم يتجاوبوا معها رغم أهميتها. وفي هذا الصدد، أشار بعض هؤلاء ل«المساء»، إلى أنهم يزاولون دروسهم في وضعية صعبة بسبب تزايد عدد التلاميذ في الأقسام، خاصة تلاميذ المرحلة النهائية المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا في نهاية السنة، الذين عبروا عن مخاوفهم من تأثير ذلك على تحصيلهم العلمي، خاصة بالنسبة لبعض الأقسام التي يبدي الأساتذة فيها تسامحا مع المشاغبين، عكس البعض الآخر الذين يفرضون الانضباط داخل الأقسام، مثلما أكدته ل«المساء» طالبة في السنة الثالثة لغة إسبانية، مضيفة أن التلميذ الذي لا يواظب على المتابعة المستمرة لا يمكنه النجاح، بالتالي يكون مصيره الفشل «في ظل الظروف المحيطة بالدراسة داخل الأقسام». وحسب بعض الأساتذة، فإنه تم اقتراح فتح شاليهات صغيرة بساحة الثانوية لتخفيف الضغط عن الأقسام وتوفير ظروف تمدرس مناسبة، غير أن بعض أولياء التلاميذ رفضوا ذلك بحجة صعوبة تأقلم أبنائهم، كما رفض آخرون إلحاق أبنائهم بثانوية الخرايسية التي وُجّه إليها أبناء الأحياء القريبة منها والقاطنون بتلك الجهة فقط، الأمر الذي أبقى على الاكتظاظ بثانوية بئر توتة التي يفضل أغلبية تلاميذ هذه البلدية وحتى البلديات المجاورة، مثل طلبة أولاد الشبل، الدراسة بها، وما حفز هؤلاء على الدراسة في هذه الثانوية، استفادتها من نظام نصف داخلي يمكّن التلاميذ القادمين من الأحواش والبلديات المجاورة من وجبة غذاء كاملة، دون الخروج من الثانوية منتصف النهار والبحث عن مكان لتناول الوجبة التي لم يشرع بعد في إعدادها. وفي خطوة أخرى لتخفيف حدة الاكتظاظ بالثانوية، تمت الاستعانة بالمجمع المدرسي رابح براكني الذي حولت بعض أقسامه لتدريس تلاميذ السنة الثانية والأولى ثانوي الذين أصبحوا يتمدرسون في الثانوية والأقسام الملحقة بها، مما سبب لهم متاعب كبيرة بسبب التنقل اليومي بين الجهتين، في انتظار فتح ثانوية جديدة بوسط البلدية تعد الحل الوحيد لتزايد عدد التلاميذ في كل موسم. من جهة أخرى، ذكر بعض الأولياء أنهم فضلوا تسجيل أبنائهم في ثانويات خاصة من أجل ضمان ظروف تمدرس أحسن لأبنائهم، مستغلين تواجد هذه الأخيرة بكثرة في بلدية بئر توتة التي ارتفعت كثافتها السكانية بصفة ملفتة للانتباه في السنوات الأخيرة، مما فرض على السلطات إدراج مشاريع لمؤسسات تربوية جديدة، منها تلك المرافقة للأحياء الجديدة التي ستخفف الضغط عند استلامها. يذكر أن طلبة ثانوية بئر توتة يتساءلون عن سبب عدم تسمية ثانويتهم، حيث تبقى الثانوية الوحيدة التي لا تحمل اسما، عكس ثانويات باقي البلديات التي تطلق عليها أسماء مختلف الشهداء.