شارك الحرفي في السلالة أمزيان بوجمعة، مؤخرا، في الصالون الوطني الأول للسلالة ببومرداس، وجذبت القطع الفنية التي صنعها الشاب أنظار زوار الصالون لجماليتها ودقة صنعها، فالشاب المنحدر من قرية عين مزياب ببترونة، ولاية تيزي وزو، زين جناحه بغرفة نوم صنعها من الخيزران بدقة كبيرة، كما أبدع في صناعة أثاث غرفة المعيشة وأثاث المطبخ وحتى قطع ديكورية بمختلف الأحجام للتزيين الداخلي، مما يجعل الزائر يدرك مباشرة أنه مختص في الديكور المنزلي من السلالة التقليدية. عندما ترى شبابا لا يضيع وقته في التسلية بوسائل التكنولوجيا الحديثة أو اتباع الترهات بالهجرة لما وراء البحار، بل على العكس تماما، يصنع ويتقن حرفا تقليدية أدخل عليها روح الحداثة، تردك حقيقة أن أولئك خير خلف لخير سلف، وهذا تماما ما ينطبق على الشاب أمزيان بوجمعة صاحب ال 22 سنة، وقد وجد لنفسه حرفة تقليدية أبدع فيها حقا من خلال قطع أثاث قال بأنها من وحي خياله، فالمعروف أن الخيزران تصنع به قطع ديكورية مختلفة مثل المرايا والسلل والقفف وأطباق الخبز وحتى بعض الكراسي والطاولات، لكن أمزيان بعد أن أتقن كل ذلك في سنوات تعلمه لحرفة أجداده، انتقل اليوم إلى صناعة ديكور شقة بأكملها من مادة الخيزران، فقد شارك الحرفي في صالون بومرداس للسلالة، بغرفة نوم كاملة مصنوعة من الخيزران وإلى جانبها صالون كامل لغرفة المعيشة، ومعه خزانة أطباق أبدع في تشكيل رفوفها وتعليق بعض المرايا على جوانبها. ولم ينس الحرفي كذلك القطع الأساسية الموجودة في كل مطبخ ومن ذلك قفف الخضر والفواكه، وسلل الخبز وحتى حاملات الملاعق والشوك وكذا سلة جمع القمامة، وأيضا قطع تزيينية لبهو الشقق أو المنازل الفردية وحتى حاملات المصابيح الجانبية (أباجورات) وثريات فردية في جمالها مصنوعة يدويا من الخيزران .. والخلاصة؛ قطع ديكورية لكل المنزل. لما سألنا الشاب لماذا اختار التخصص في صناعة قطع تزيينية للمنزل، قال بأنه مهووس بفن الديكور المنزلي، معترفا بأن إخفاقه في إكمال مشوار دراسته العليا لم يكن أبدا حجر عثرة أمامه، بل دافعا رئيسيا أمامه لإتقان حرفة السلالة التي كان يرى إخوته يتقنون فيها. ولم يخف الحرفي المبدع أنه سيواصل في إتقان هذه الحرفة التي لا حدود لمجال الإبداع فيها، ويشير إلى أنه بعد صناعة القطع الديكورية للمنزل فإنه يسعى إلى تغليف الجدران بالخيزران "فتكون الشقة كلها مصنوعة يدويا بشكل جميل يعكس جمالية الطبيعة التي تمدنا بمواد صحيح أنها مكلفة أحيانا، لكنها تبقى إلى الأبد"، يقول أمزيان الذي كشف لنا عن استفادته من دعم مقدم له من طرف غرفة الصناعة التقليدية لتيزي وزو، اعتبره تشجيعا له، موجها نداءه للشباب حتى يتقدم من مراكز التكوين المهني وغيرها من المراكز لتعلم حرفة يدوية، كونها لا تنضب بل بواسطتها يمكن لأي كان تحقيق مدخول قار لتحسين الوضع المادي..