على هامش زيارة ''المساء'' للصالون الدولي للصناعة التقليدية، كان لها لقاء مع الحرفي في صناعة النافورات، محرازي حمزة، من ولاية الجزائر، وقد سجل جناحه حضور العديد من الزوار الذين دفعهم جمال القطع الديكورية المتناثرة إلى الوقوف مطولا والسؤال عن سعر هذه القطعة أو تلك. في البداية، يقول حمزة إنه قد اِتبع خطوات أفراد عائلته في تعلم حرفة يدوية، فالعائلة معروف عنها توارث حرفة الفخار جيلا بعد جيل، وهو ما ساهم في رسم معالم الحرفة التي أتقنها الفتى بعد ذلك. يقول حمزة: ''كل أفراد عائلتي من الشباب يتقنون صناعة عديد الأشياء بالفخار، لذلك وجدت نفسي أنساق إلى تعلمها بصفة تلقائية. وبعد سنوات من العمل على قطع فخارية، فكرنا أن نضيف إليها أشياء أخرى لتصبح أكثر جمالا وتتماشى مع ديكورات المنازل العصرية. من ذلك، صناعة النافورات بأحجام مختلفة وحتى لوحات جدارية على شكل نافورة''. حمزة يعمل بورشة خاصة مع أخيه الأكبر عبد اللطيف الذي لقنه فنون الصنعة اليدوية، على حد تعبيره، ويقول إن الفضل يعود له بالأساس حتى أحب هذه الحرفة وصبر على تعلمها حدّ الإتقان. ويضيف بقوله: ''نحن الشقيقان نعمل معا بالورشة ونتطلع دائما إلى إرضاء جميع الأذواق، وبما أن أخي الحرفي قد شارك في العديد من الصالونات الوطنية والدولية، فإن ذلك سمح له بتطوير حرفته أكثر، ومنه استعمار الفخار بحد ذاته في صناعة النافورات التي تصنع عادة من الخزف، كما عمل على التنويع في النافورات ذاتها وجعلها على شكل لوحات جدارية تعلق في مدخل المنازل أو في البهو، ونفس العمل أقوم به أنا كذلك بعد أن تعلمت أبجديات هذه الحرفة وأتقنتها''. يقول الحرفي الشاب إنه يصنع النافورات بحسب ذوقه الخاص بعد أن يرسم شكلها في مخيلته، وهي تتطلب منه من أسبوع إلى ثلاثة أشهر بحسب حجم النافورة أو اللوحة الجدارية. كما يؤكد أن الكثير من الزبائن يأتون في الغالب إلى الورشة وهم يحملون مجسمات ورقية لنافورات، ويطلبون منه صنع مثيلات لها ليؤثثوا بها منازلهم، ذلك لأن النافورة لم يعد وجودها يقتصر على الساحات العمومية أو في فضاءات القصور القديمة، بل عادت مؤخرا لتكون قطعة ديكورية جميلة للغاية لتزين بها المنازل والفيلات.. كما أنها تزاوج بين الألوان بشكل جميل كأن تجمع بين الزعفراني والبني، أو أن تمزج بين الأخضر العشبي والأزرق والأصفر أيضا، كما أنها تعمل بقدر يسير من الماء وبنظام بسيط يقول حمزة، مضيفا: إن شكل النافورة اليوم تم تكييفه مع ديكور البيت، ويمكن اقتراح أشكال مختلفة وصغيرة منها بأثمان معقولة تتراوح ما بين الألف والخمسة آلاف دينار.