شاركت السيدة ”لحمر فوزية” حرفية في صناعة الخشب بمعرض ”الجزائرية المبدعة”، وقد عرضت لزائرات المعرض قطعا خشبية فنية بامتياز من تصاميمها، مشيرة إلى أن حرفة النقش على الخشب متوارَثة في العائلة الكبيرة، وقد تأثرت من جهتها بهذا التيار؛ ما جعلها تنساق وراء حرفة بقيت لعقود من الزمن حكرا على الرجال. عرضت الحرفية ”أباجورات” وثُريات وقطعا خشبية للتزيين الداخلي كلها جميلة، وقد يخيَّل للناظر أنها مستوحاة من الأفلام الكلاسيكية القديمة للبيئة الأنجلوساكسونية، فهي مصنوعة من الخشب ومصقولة بشكل فني متناسق، وقد اعتمدت في نقشها على بعض الفراغات التي تكون بمقاسات مضبوطة جدا؛ بما يسمح بتشكيل بعض الأشكال المتجانسة والمتناسقة. قالت السيدة فوزية إنها ترعرعت وسط أسرة حرفية تهتم بمجال النقش على الخشب، ”لقد ألفت رؤية أفراد من عائلتي يروّضون الألوان الخشبية مختلفة المقاسات لصناعة غرف النوم والأرائك وأثاث المطبخ وحتى مختلف القطع الفنية الموجهة للتزيين الداخلي، بما فيها الثريات والأباجورات وبعض الصناديق، فتأثرت بدوري بتلك البيئة وانتهى بي المطاف إلى دخول الورشة الخاصة بزوجي، وهو أيضا حرفي في الخشب، وأشير هنا إلى أن دخولي الحقيقي لهذا المجال كان في 2005، ورحت أتلقى فنون النقش على الخشب منه، كما كنت في ذات الوقت أوجهه في تصميم بعض القطع الفنية، فلأني امرأة أعرف إلى حد ما كل ما يجذب نظر النساء، خاصة في أثاث المطبخ وغرف المعيشة”، تقول محدثتنا مضيفة أنها تعمل كثيرا على إرضاء أذواق الزبونات ممن يقدمن أحيانا بعض الملاحظات، تعمل الحرفية على أخذها بمحمل الجد وتحاول تطبيقها حرصا على إرضاء الزبون وللتجديد كذلك. وتشير الحرفية إلى أنه لم يعد اليوم مكان لحرف للرجال وأخرى للنساء، ”فمثلما أبدع رجال في صناعة الحلويات وأجمل موديلات اللباس والخياطة النسوية، كذلك يمكن للمرأة أن تتعلم وتتقن حرفا كانت لوقت قريب حكرا على الرجل، ومنها النقش على الخشب”، والدليل أنها تشرف حاليا على إعادة تلبيس أرضية وجدران أحد الفنادق في العاصمة وفق النمط التقليدي، باستعمال تصاميم خشبية عاصمية أصيلة؛ ”أعمل بحب كبير يدفعني نحو الإتقان، فمثل كل أم تحاول تربية النشء ليكون صالحا، كذلك أعمل للوصول إلى الإتقان وإعجاب الزبائن”. تحصلت الحرفية فوزية على دعم من وكالة ”أونساج” عام 2005، وهو ما مكّنها من إنشاء مؤسسة خاصة في صناعة الخشب الفني، وأعطى لها دعما معنويا آخر للمضي قدما في مجال الإبداع الخاص في ذات الحرفة. وتوضح الحرفية أنها شاركت في عشرات المعارض والصالونات المحلية بالجزائر، ولاحظت أن النساء حاليا يملن كثيرا للتجديد في غرف الاستقبال بما يتماشى مع البيئة الأصيلة، على غرار الأسرّة المصنوعة من الخشب والمنقوشة بحرفية عالية، تتفنن المرأة بعدها في مزاوجتها بألوان جميلة وستائر وديكورات تتماشى مع الصالون التقليدي، الذي تأثر كثيرا بروح العصرنة التي مست جوانب عدة بما فيها التزيين الداخلي.. في انتظار أن تشارك الحرفية لحمر فوزية في صالونات دولية قريبة تقام بالوطن قريبا، على حد قولها..