قبل أيام، مرت الذكرى 57 لمعركة "إيسين" الشهيرة التي شارك فيها الشعبان الجزائري والليبي ضد الاستعمار الفرنسي، حيث وقعت يوم الثالث أكتوبر من عام 1957 بمنطقة "ايسين" الواقعة بين مدينتي جانت الجزائرية وغات الليبية الواقعة على الحدود بين الجزائر وليبيا، والتي تعد رمزا تاريخيا خالدا من رموز المقاومة والكفاح المسلح ضد الاستعمار بين شعوب المنطقة المغاربية بصفة عامة وليبيا والجزائر بصفة خاصة، هذه الملحمة التاريخية التي وقعت في الحدود الجزائرية الليبية ضد الاستعمار الفرنسي جسدت الدعم المغاربي بالمنطقة، لاسيما مساندة الشعب الليبي الشقيق لنظيره الجزائري في كفاحه المرير ضد فرنسا الاستعمارية. وفي هذا الإطار، تأكد للعالم أن معركة "إسين" المشتركة التي امتزج فيها دم الشعبين الجزائري والليبي لم تكن ملحمة لتجسيد التضامن والدعم المادي والمعنوي الليبي للثورة الجزائرية بقدر ما كانت تعكس عمق العلاقات الثنائية الراسخة بين نضال الشعبين، حيث ساهمت بشكل كبير في دفع الثورة من خلال فتح جبهة استراتيجية زادت في توسيع رقعة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. يثبت التضامن الذي قدمته ليبيا لثورة التحرير المجيدة في هذا الإطار، يثبت إنشاء قاعدة جوية للإمداد العسكري للثورة وتزويد المجاهدين بالأسلحة والذخيرة، ولطالما أرعب الاستعمار الذي حاول بشتى الطرق والوسائل للانتقام من الشعبين وتشتيت وحدتهم، معتبرا ما صنعه الجزائريون والليبيون في هذه المعركة، رغم سقوط العشرات من الشهداء من الجانبين، شاهدا حيا على امتزاج دماء الشعبين في سبيل الحرية والاستقلال. كما أوضح المجاهد أحمد سبقاق، أحد صانعي هذه الملحمة، الذي كان من بين الأوائل الذين شاركوا في معركة "إيسين"، أن العلاقات التي تربط البلدين ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لعلاقات سابقة في تاريخ الروابط الأخوية التي تجمع بين الشعب الجزائري والليبي، داعيا إلى تسليط الضوء أكثر على هذه الفترة التارخية الهامة في نضال الشعبين وتدوينها للأجيال القادمة.