ارتأت الكاتبة والإعلامية والبرلمانية عقيلة رابحي أن تجمع بعض حواراتها التي أجرتها سابقا ضمن عملها الصحفي، في كتاب يحمل عنوان: "أصوات عربية، حوارات في الثقافة والأدب"، قدمته أول أمس بقاعة الأطلس، ضمن برنامج الديوان الوطني للثقافة والإعلام، "إصدارات". اختارت الكاتبة عقيلة رابحي بعض حواراتها التي أجرتها في سياق عملها الصحفي في كل من جريدة "صوت الأحرار" والإذاعة الوطنية وكذا الموقع القطري "وكالة الشعر العربي"، ووضعتها في كتاب "أصوات عربية، حوارات في الثقافة والأدب"، وتحدثت عن أهم ما جاء في هذه الحوارات ضمن برنامج "إصدارات". وفي هذا السياق، قالت عقيلة إن إصدارها هذا يضم خمسين حوارا لشخصيات ثقافية جزائرية وعربية، أجرتها ما بين سنتني 2002 و2012، وبالأخص على هامش تظاهرتي "الجزائر عاصمة الثقافة العربية" و«المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني"، من بينها حوار مع الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، التي قالت إنها التقت بها بمناسبة صدور كتابها "الأسود يليق بك"، وإنهما تحدّثتا عن روايتها الأولى "ذاكرة الجسد"، وكيف أنها نجحت خارج الديار، وهل كانت الغربة عاملا أساسيا لما حققته أعمالها من انتشار واسع.وعن فضيلة فاروق قالت عقيلة إن حوارها معها كان شيّقا أيضا، وهو يشبه حوار أحلام من حيث كونهما نجحتا في الخارج، لتضيف عقيلة أن عاطفتهما دفعت بهما إلى الخصام، لتنتقل إلى حوار آخر، وهذه المرة مع الكاتبة اللبنانية جومانة مراد، التي كتبت مؤلفا عن أنطولوجيا الشعراء العرب المنتحرين، وذكرت فيه أسماء ومسيرة ثمانية شعراء جزائريين قرروا مغادرة العالم، من بينهم صفية كتو وعبد الله بوخالفة.وتناولت عقيلة في حوارها مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت، تعلقها الشديد بالروائي الراحل نجيب محفوظ. أما عن حوارها مع الشاعرة الإماراتية ميسون صقر، فقالت عقيلة إنها التقت بالشاعرة وهي أميرة ابنة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة من عام 1951 إلى 24 جوان 1965، لتضيف أن ميسون شخصية متواضعة، وتملك الكثير من الجرأة.أما عن حوارها مع الكاتب الجزائري أمين الزاوي، فقالت إنها سألته عن معنى عنوان روايته "شارع إبليس"، فأجابها بأنه شارع بالمملكة العربية السعودية، في حين أجرت حوارا مع الكاتب عز الدين ميهوبي، حينما كان كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلفا بالاتصال.وتساءلت عقيلة عن عدم حصول الروائيين الجزائريين على جوائز دولية، مثل ما حدث مع الروائي سمير قسيمي، حينما شارك في جائزة بوكر، مشيرة إلى أن مستوى الجزائريين عال، وأن المشرفين على مثل هذه الجوائز ينحازون لأعمال غير ناجحة ويتجاهلون الإبداع الجزائري. أما عن حوارها مع الكاتب رشيد بوجدرة فقالت عقيلة إنها طرحت عليه سؤالا إذا كان قد تخلّص من شبح اغتياله، وهذا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، فأجابها بأن ذلك لم يتحقق بعد، والدليل تناوله للموت في روايته الأخيرة آنذاك "الجنازة". كما أجاب عن سؤال حول من يكتب رواياته باللغة العربية، وطبعا كان رده بأنه هو من يكتب أعماله سواء باللغة العربية أو بالفرنسية. وتأسفت صاحبة جائزة علي معاشي في مجموعتها القصصية "تفاصيل الرحلة الأخيرة"، لعدم إجرائها حوارا مع الروائي الطاهر وطار رغم قربها منه، مضيفة أن رحيل صاحب عمل "الزلزال" ترك فراغا في المشهد الثقافي الجزائري. وتطرقت عقيلة لأهمية تسجيل التراث غير المادي الجزائري؛ في إشارة منها إلى تأليف كتاب عن حواراتها التي أجرتها، مضيفة أنها ماتزال تقوم بنفس العملية إلا أنها ليست معنية بالزمن؛ أي أنها تكتب حواراتها على مهل، ومن ثم تختار الجريدة أو الموقع الذي ينزل فيه عملها هذا. بالمقابل، طالبت النائبة بضرورة تفعيل مجال توزيع الكتاب في الجزائر، والذي يُعتبر محطة مهمة تأتي بعد النشر، داعية، في السياق ذاته، إلى أهمية تمويل الخواص للقطاع الثقافي بالجزائر، وهو ما يحدث في بعض الدول العربية، وكذا التعريف بالمواهب التي تزخر بها الجزائر العميقة. كما تحدثت عقيلة عن الجائزة التي سيتم استحداثها تحت تسمية "زليخة سعودي"، وهذا بعد أن يتم الاتفاق مع إحدى الجمعيات؛ بغية التعريف بهذه الشخصية الأدبية التي عانت من التهميش. كما أكدت أنها تعتبر نفسها صحفية قبل أن تكون نائبة، وأنها مولعة بالأدب الذي يحمل كل المتناقضات.