يحمل الكتاب الجديد للكاتبة والصحفية عقيلة رابحي» أصوات عربية« حوارات في الثقافة والأدب« خلال ممارستها لميدان الصحافة والتي أجرتها مع عدد من الكتاب والمثقفين العرب ونشرتها في جريدة» صوت الأحرار« ووكالة » أنباء الشعر العربي« وموقع» الإذاعة الجزائرية«، وأعلنت روابحي عن مشروع رواية جديدة إلى جانب جائزة »زوليخة سعود«. ● التقى أول أمس، متتبعو الزميلة الصحفية والكاتبة والنائب بالبرلمان عقيلة رابحي، ضمن »النادي الثقافي« بقاعة الأطلس، بباب الوادي، للحديث عن كتابها الجديد والموسوم ب»أصوات أدبية«،والذي يحمل في فحواه حوارات لكتاب وشعراء ونقاد من المهتمين في الثقافة والأدب، خلال ممارستها الميدان الصحفي والإعلامي بجريدة »صوت الأحرار« و »وكالة أنباء الشعر العربي «و»موقع الإذاعة الجزائرية «، خلال الفترة الممتدة من 2002 الى سنة .2012 صدر الكاتب عن منشورات دار »الحكمة« بالعاصمة، والذي ستحل خلاله بمعرض الكتاب المزمع عقده من الفترة الممتدة من 30أكتوبر والى غاية 8 نوفمبر ببيع بالتوقيع. عادت الكاتبة عقيلة رابحي بالحضور الى سنوات كانت ولازالت تقول انها تحن للكتابة الصحفية كون الكتابة برأيها حالة يومية تجلبها سواء كممارسة أو كإبداع. ومن الحوارات التي يجدها القارئ كشفت صاحبة المجموعة القصصية »تفاصيل الرحلة الأخيرة«، حوارا مع الشاعرة والإعلامية اللبنانيّة جمانة حداد، التي حضرت الجزائر لتوقيع كتابيها » في صحبة لصوص النار« و»النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين« وللحديث عن كتابها »سيجيئ الموت وستكون له عيناك« والذي يعتبر انطولوجيا شعرية ضخمة جمعت فيها جمانة 150 شاعرا انتحروا في القرن العشرين من بينهم شعراء جزائريون. وقالت الشاعرة أن الدافع الذي جعلها تهتم بالموضوع انها اكتشفت لبضعة أعوام خلت أنّ عددا كبيرا من الشعراء الذين تحبهم قد ماتوا انتحارا، مما أثار الأمر دهشتها وقررت التوسع في الموضوع حتى أصبح المشروع كبيرا وضخما .لتجد أن شبح الإنتحار موجود بالفعل عند الفئة المثقفة على غرار الجزائر ومنهم: الشاعرة صفية كتو وعبد الله بوخالفة وفاروق اسميرة، أمّا المصريون فذكرت منير رمزي، واحمد العاصي وفخري ابو السعود ، واللبنانيان خليل حاوي وانطوان مشحور، والعراقيان قاسم جبارة وابراهيم زاير، والسوريان عبد الباسط الصوفي مصطفي محمد، والأردني تيسير سبول والمغربي حوماري والسوداني عبد الرحيم ابو ذكري. كما تحدثت رابحي عن لقائها بالروائية الجزائرية أحلام مستغانمي - التي ألهبت شعورنا وأحيت فينا جوعنا الجزائري للحب- كما تقول المحاورة في مقدمتها، توقفت الروائية في لقائها عند العديد من الجوانب والمحطات الهامة في مسيرتها الأدبية على غرار الهجومات الشرسة التي لحقتها سيما من طرف الكتاب الفرنكوفونيين بفرنسا وقالت مستغانمي أنها حوربت لأنها بنظرهم استحوذت على الساحة الأدبية خاصة بعد أن ترجمت» ذاكرة الجسد « وكانوا يتهمون اللغة العربية بأنها لغة تحمل جينات إجرامية .وكذبت الروائية إشاعة عنوان »ذاكرة الجسد « كان من اقتراح ناشر حين طرحت عليها السؤال الصحفية لتقول مستغانمي أن » ليس صحيحا لأن العنوان كان من اقتراح جارتي الفرنسية التي تقطن بمدينة كان وكشفت أن الرواية أهملت في الجزائر ورفضوا نشرها . وأمّا في محاورتها للدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الشعبي، فقد قدم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية سابقا، الخطوط العريضة لدور المجلس الذي أعطى حركية فعالة للنشاط الثقافي الأدبي ببلادنا سيما وأن المجلس كان يلعب دور هام والمتمثل في الأساس في تطوير وترقية اللغة العربية والمحافظة على الهويّة الوطنية خارج الدائرة الصراعية التي غالبا ما تكون أسبابها إيديولوجية.وتحدث ولد خليفة ان المجلس عمل على مختلف الجبهات لإثراء اللغة العربية و تطويرها وتحديثها من خلال أهم عمل قام به هذ الأخير فتح منبر لحوار الافكار حتى نخرج اللغة العربية من المشاحنات ومن تبادل الاتهامات- يقول ولد خليفة » والعمل على إثراء بدل الافتخار«، كما صدر المجلس العديد من الدراسات التي شملت جميع المجالات بما فيها المحاسبة والمالية والاعلام والمعلوماتية والفيزياء والرياضيات لتوحيد المصطلح على مستوى القطر. وأيضا يحمل الكتاب حوارا شيقا مع رئيس نقابة الناشرين الجزائريين، ومدير دار الحكمة أحمد ماضي،الذي قدم الخطوط العريضة لمعرض الوطني للكتاب عام ,2012 مشيرا للدعم الكبير الذي قدمته الدولة الجزائرية لصناعة الكتاب في السنوات الأخيرة . وعلى غرار كتابنا الجزائريين حاورت الزميلة أهل الأدب والثقافة من مختلف الدول الشقيقة منهم: المدير العام بوزارة الثقافة العراقية، حسين علي، الذي أعطى صورة عن الوجع العراقي اليومي، في ظل أجواء استثنائية صنعها الاحتلال انعكست آثارها على مختلف فئات المجتمع العراقي وفي جميع المجالات بما فيها المجال الثقافي الذي أخذ نصيبه من هذا الدمار من خلال عمليات النهب والسرقة التي طالت جزاء كبير من التراث العراقي مسلط الضوء على الكثير من النقاط المهمة التي تكشف مدى معاناة العراقيون. كما يبرز الكتاب مدى معاناة المرأة المبدعة التي تعيش في مجتمع ذكوري، فجمع روابحي لقاء مع الشاعرة الاماراتية ميسون صقر،التي حلت ضيفة على الجزائر ضمن فعاليات مهرجان الشعر النسوي الذي إحتضنته مدينة بسكرة، وقد راحت المبدعة تتحدث عن تجربتها في مغازلة الحرف والكلمة الجميلة التي تبحر في فسيفساء الجمال والمتعة ورفض والدها جرأتها وتمردها على الأعراف، وشبهها بالأديبة غادة السمان، فتقول ميسون انّ والدها الشاعر الكبير المعروف صقر القاسمي، كان من أولئك المناضلين في الإمارات وكان قد وقف ضد الاستعمار في فترة الستينات وكان شاعرا وحكيما في نفس الوقت لكن غلب عليه الشعر وفكرت التحرر فكتب عن الجزائر، ومصر وسوريا والعراق. وفي ذات السياق، قالت الشاعرة أنها رفضت أن تكتب بأسماء مستعارة كما فعلن العديد من الشاعرات، مما جعلها في البداية تعيش خلاف مع والدها لأنها تمردت على الوزن والقافية وتمردت على الأعراف المطروحة في تلك الفترة ولكنها تقول الشاعرة في الحوار في الاخير قرأ والدي معي الشعر مرتين في القاهرة. ونجد كذلك من الأسماء الكبيرة التي حملها الكتاب :حوار مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت،والشاعرة نوارة لحرش،الشاعر البحرينى قاسم حداد، الأديب جيلالي خلاص، الأديب عز الدين ميهوبي، الروائي أمين الزاوي، سمير قسيمي، الروائية اللبنانية علوية صبح، الشاعر المصري سيد حجاب، السوري ، ياسر الأرش ووليد خليفة، الشاعرة السودانية روضة الحاج، والأردنية زوليخا ابو ريشة، والشاعر الكويتي عبد العزيز سعود البابطين، والدكتور عبد الملك مرتاض، والأديب الفلسطينى منير مزيد وغيرهم الى جانب ملحق الصور. ومن جهة أخرى، تحدثت النائبة البرلمانية عقيلة رابحي، عن ما يعانيه الكتاب الشباب، إذ كثيرا ما لا يجدون الدعم من طرف دور النشر الجزائرية تضع على عاتقها الجانب التجاري على الجانب الإبداعي والإنساني، وشددت من ضرورة تضافر الجهود من طرف الهيئات الثقافية والمؤسسات التي تعني بالثقافة والإبداع من أجل خلق استمرارية ناجحة وبارزة بعيدا عن الشللية، والركود، والمحسوبية، مشيرة في الوقت ذاته أن الساحة الإبداعية تفتقد لرجال أعمال يستثمرون بالثقافة لخدمتها على وجهها الصحيح كما يفعل الأشقاء المشارقة. وأكدت المتحدثة أن الفعل الثقافي ببلادنا يُستخف به، مؤكدةَ أن الجزائر لها طاقات شبابية ضخمة، كما شددت على ضرورة تدوين التراث الثقافي الذي تزخر به بلادنا سيما الشفوي، لكي يبقى همزة وصل بين الأجيال لحمايته. وفيما تعلق بمشروع جائزة زوليخة سعودي التي تعتبر إحدى الرائدات في مجال الأدب النسوي الجزائري قالت رابحي أن المشروع ساري مفعوله حيث الهدف منه اعطاء تكريم خاص وخصوصية تستحقها الراحلة كجزائرية لها صيت وثراء كبير بالساحة، مصرحة أنها تعمل على هذ النحو لإنجاح المشروع والبحث عن الهيئات التي تنسق مع المشروع، وفي سياق آخر تحدثت الكاتبة أنها بصدد إصدار نص روائي جديد بعنوان »هناك بعيدا عن الشمس« كونها من المبدعات اللواتي لا تفترق عنهنّ قوة الروح وجمالية الروح الكتابية، إذ ترى المتحدثة مهمتها بالبرلمان مهمة إنسان في حين الصحافة انتماء له، أمّا الإبداع أو الأدب فيحمل الكثير من الهواجس، الايجابية و السلبية في حياتنا من فرح وأمل وتعاسة، وخيبات الأمل .