تتواصل فعاليات معرض الصناعة التقليدية الذي نظمته ‘الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعة التقليدية' بالتنسيق مع بلدية سيدي أمحمد، في ساحة حسيبة بن بوعلي، تحت شعار "ترقية المنتوج الوطني". وقال السيد رحماوي لرقط، الأمين الولائي المكلف بالتنظيم بالاتحاد العام للتجار والحرفيين لولاية الجزائر في حديث ل«المساء"؛ بأن الهدف من التظاهرة هو تقريب المنتج المحلي من المواطن، وتثمين الحرف التقليدية باعتبارها موروثا ثقافيا من الواجب الحفاظ عليه. شارك في المعرض المنظم بمناسبة ستينية اندلاع الثورة التحريرية، أكثر من 15 حرفيا من مختلف ولايات الوطن، منها سيدي بلعباس، المدية، البويرة، بومرداس، البليدة، تلمسان، تيزي وزو، بوسعادةوالجزائر العاصمة.. وكانت المشاركة بالعديد من الحرف التقليدية الجزائرية التي تعكس مهارة الشباب، على غرار صناعة النحاس والحلي، الملابس التقليدية، إلى جانب تربية النحل وعصر زيت الزيتون.. وأفاد المتحدث أنه بعد الإقبال الكبير للزوار منذ افتتاح المعرض يوم 12 أكتوبر الجاري، قررت الجهات المنظمة تمديد أيام العرض إلى غاية 15 نوفمبر القادم. علما أن المعرض سيحط رحاله في العديد من بلديات العاصمة، ليتم تنصيبه في ساحة وادي حيدرة قريبا وإعطاء العاصميين فرصة اكتشاف ثراء وطنهم في مجال الصناعات اليدوية التي جعلها الأجداد فنا يحمل هويتنا، ويحاول جيل اليوم من الشباب المحافظة عليه وتوريثه للأجيال الصاعدة. وكشف السيد رحماوي عن أن الحرفيين لا يزالون بحاجة إلى ترقيتهم عبر تخصيص أماكن لعرض منتجاتهم والتعريف بها، كما ثمن هذا النوع من المعارض التي تسمح لهم بخلق فضاء لتبادل المعارف الفنية التي يحملها كل واحد، والتعرف على أساليب وطرق جديدة في مختلف الحرف التقليدية. وكان اختيار الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعة التقليدية للساحة التي نظم فيها المعرض موفقا بفضل موقعها الإستراتيجي، حيث تعتبر ملتقى ومعبر مئات المارة يوميا، وتفاعل الزوار خلال المعرض مع المشاركين بفضل الحرف الفسيفسائية التي جمعها. كانت الأصالة والحداثة طابعين أساسيين ميزا مختلف الأجنحة، حيث حاول مختلف المشاركين الذين كان أغلبهم شبابا، تلبية مختلف الأذواق، سواء بالنسبة لمحبي القطع التقليدية التي غالبا ما تكون مصنوعة يدويا، أو لمحبي العصرية منها، ليخلق بذلك الحرفي ذوقا ثالثا من خلال المزج بين التقليدي والعصري، بإضافة لمسات خاصة تجعل القديم أجمل في ثوب جديد. وأشارت الآنسة ثريا، زائرة للمعرض، إلى أن ما أثار اهتمامها أكثر؛ تلك المنتجات المصنوعة من مشتقات العسل، وأردفت قائلة بأن العسل مفيد لصحة الإنسان، وأن اهتمام المؤسسات الصغيرة المحلية بمجال الطب التقليدي يعتمد على استعمال مكونات طبيعية، وهو شيء جيد ومكسب لوطننا، كما أن ذلك يجعل المواطن يقتني تلك المنتجات. من جهة أخرى، أوضح الشاب ناصر، حرفي في صناعة الحلي الفضية، ،أن هذا النوع من التظاهرات لابد ألا يكون فقط نوعا من المعارض التي تقام بصفة تجارية محضة، أي بيع وشراء قطع جميلة فقط، وإنما على الشباب المقبل عليها أخذ أفكار مستقبلية منها، عبر محاولة اكتشاف توجهات عملية جديدة لخلق مشاريع خاصة، خصوصا مع توفر أجهزة دعم الدولة المختلفة، مثل الوكالة الوطنية لدعم البطالة، والوكالة الوطنية للقرض المصغر، مع الابتعاد عن فكرة الربح السريع، والتركيز على اختيار مجالات استثمارات أخرى أكثر سهولة، لأن ذلك يعمل على تهديد الصناعة التقليدية بالزوال. من جهتها، ترى الحرفية سميرة من ولاية تيزي وزو، أن هذا المعرض مبادرة جيدة يستحسن لو يتم تنظيمها عبر مختلف ولايات الوطن، بنفس وتيرة العاصمة، مع التركيز على الصناعات التقليدية لولايات الوسط التي تتميز بصناعة السيراميك والحدادة الفنية والنقش على الخشب والحلي العصرية، باعتبار أن الولايات الداخلية أوالريفية وكذا الجنوبية تفتقر إليها، بحكم أن لكل منطقة حرفة خاصة تميزها عن باقي المناطق، مثل الزرابي في الجنوب، والفخار والسلل في الشرق والحلي والبرنوس، وهذا لا يمنع أن تكمل هذه الحرف بعضها البعض. وتواصل الحرفية: "ويعد من الضروري ترقية المنتج المحلي وتدعيمه لإعطائه المقاييس العالمية، بتنظيم تربصات وجلب خبراء أجانب أو إرسال حرفيين صاعدين إلى دول أخرى، والسماح لهم بالاحتكاك بمختصين أجانب، عرب وأوروبيين والتكوين في مجال الصناعات اليدوية، والعمل على تطوير المنتج المحلي وجعله يرقى في المعارض الدولية وينافس بجدارة المنتجات الأجنبية الأخرى التي باتت تحظى باهتمام المواطنين الكبير. في الوقت الذي يتراجع الإقبال على الصناعة التقليدية الجزائرية والاهتمام بالمستورد منها رغم أن المنتج الحرفي مصنوع بحب وتفان.