شهد المعرض البلدي للفنون والصناعات التقليدية، الذي نظمته فدرالية الحرفيين والصناعات التقليدية، بالمركز الثقافي "لخضر رباح"، ببلوزداد، مند ال25 من الشهر الجاري، مشاركة معتبرة، لأصحاب الحرف والصناعات التقليدية، بهدف تعريف الزوار بالمنتجات والإبداعات الحرفية، التي يزخر بها تراثنا الجزائري، وكذا حمايتها من الاندثار. وتضمن المعرض مجموعة متنوعة من المعروضات، لحرفيين من العاصمة، وبعض الولايات المجاورة، مثل بومرداس، البليدة، تيزي وزو، وغيرها، والتي تراوحت بين المفروشات التقليدية، المطرزة باليد، اللباس التقليدي لمنطقة القبائل، اللوحات والتحف الفخارية والزجاجية، الزهور والنباتات، والحلويات، وغيرها من المنتجات الحرفية. وإن كانت الجهات المنظمة لهذه الفعالية التي تستمر إلى ال3 من أفريل المقبل، تحت شعار "ترثنا فخر لنا"، تهدف إلى إعطاء فرصة للحرفي الجزائري للالتقاء بالجمهور، ومن تم التعريف بمنتجاته، بهدف تثمين مجهوداته، وإعطائه دفعة لمواصلة العمل في هذا المجال، من خلال كسب زبائن جدد، إلا أن أغلب الحرفيين الذين تحدثوا ل"المستقبل العربي"، أعربوا عن اغتنامهم لفرصة المعرض ليس بهدف الربح المادي، ولكن لإثبات وجود الحرف والصناعات التقليدية، وحث المواطنين على التمسك بها، وتعلم طرق صناعتها، بغية الحفاظ على هذا التراث الجزائري. "المعرض فرصة لتعريف الجمهور بمنتجنا، وتأكيد جودته" فبالنسبة لعائلة حمزاوي التي شاركت في المعرض بمجموعة متنوعة من منتجات العسل الطبيعي "الحر"، والتي يتم إنتاجها بترحيل النحل إلى مناطق مختلفة، تبعا لتواجد الزهور المراد صناعة العسل منها، أكدت ممثلتها أن هذه الصنعة موجودة عند العائلة مند القديم، لكنهم يعتمدون على وسائلهم الخاصة في التسويق، معتبرة أن مثل هذه المعارض، هي فرصة لتعريف الناس بالمنتج، كما أنها تساعد كثيرا على تأكيد جودته، خاصة وأن العسل الطبيعي، من المنتجات التي كثيرا ما تباع مغشوشة. وأضافت المتحدثة أن العديد من المواطنين أصبحوا زبائن أوفياء، لمنتجات العسل الخاصة بهم، بعد تذوقها والتأكد من فعاليتها في التداوي. "هدفنا نشر منتجاتنا بين الناس للحفاظ على الحرفة" ومن جهته تحدث لعجالي حميد، وهو حرفي من منطقة دلس بولاية بومرداس، عن الحرفة التي تتميز بها منطقته، عن باقي المناطق وإن كانت تتواجد فيها، وهي صناعة المظلة، القفة، الحصير، وغيرها من الأدوات، باستخدام نبات الدوم الذي ينسج بطريقة ذكية، موضحا أنه تعلم الحرفة عن والته التي كانت تتقنها، والتي لقنته إياها مند الصغر، كما أكد أنه لا يهدف من خلال هذه المشاركة إلى البيع وتحقيق الربح المادي، بقدر اهتمامه، بالمساهمة في نشر هذه المنتجات بين الناس، للحفاظ على الحرفة، التي عبر عن تعلقه الكبير بها. وعن إقبال المواطنين على مثل هذه المنتجات يقول لعجالي، أن الطلب كبير جدا، لدرجة أنه لم يعد قادرا على تلبية طلبات الزبائن، خاصة في ظل نقص المادة الأولية للصناعة وهي مادة الدوم، الحرائق التي تأتي في كل صيف على مساحات شاسعة من غابات المنطقة، كما دعا الجهات المعنية، في ختام حديثه، إلى فتح المجال أمام الفنانين والحرفيين لتطوير وتوسيع العمل في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية، حفاظا على هذا الموروث من الاندثار. "أطالب المرأة الجزائرية بالعودة إلى استخدام الأواني الفخارية في الطبخ" أما الفنانة التشكيلية، وصانعة الفخار حورية فارس، التي لفتت نظرنا بما كانت تعرضه من إبداعات، على غرار اللوحات الفنية، والأواني، والقارورات الفخارية، وبعض التحف المصنوعة من الفخار، والتي كانت تحمل الألوان الوطنية، فقد أكدت هي الأخرى أن مشاركتها ليست لأغراض تجارية، بل ذهبت أبعد من ذلك، حيث لم تكن سلعها معروضة للبيع، وعن هذا قالت حورية أنها تشارك في مثل هذه المعارض لتوعية المرأة الجزائرية، ودفعها للعودة إلى استخدام الأواني الفخارية في الطبخ، لأن هذه الأخيرة صحية مائة بالمائة، وذلك مثبت علميا. وتضيف أنها بدأت تلمس وعي المواطنين وحتى الشباب، بفوائد الأواني الفخارية في الطبخ، وبضرورة العودة لاستخدامها، بالإضافة إلى المنتجات الحرفية الأخرى، داعية الشباب خاصة الذين يعانون البطالة، إلى توجيه اهتماماتهم لمثل هذه الحرف التقليدية، التي ورثناها عن أجدادنا، مؤكدة أن العمل على تشكيل الأواني الفخارية، من خلال العجينة، عمل جد ممتع، يؤثر بشكل إيجابي جدا على نفسية الفرد، وقدرته، ودافعيته للإبداع.