حملت بعض الجمعيات الشبابية على عاتقها، التحسيس بأهمية المحافظة على البيئة البحرية من أجل الحفاظ على التوازن الإيكولوجي، وسطرت أهدافا لها ضمن برنامج عمل متجدد، حسب مناطق تدخلها، إلا أن الرفع من وعي المجتمع تجاه بيئته عموما، يمثل عاملا محوريا تسعى تلك الجمعيات إلى تحقيقه. ومنها جمعية حماية البيئة ‘ايكو-اكسيون' لولاية تيزي وزو التي تنشط في المجال التحسيسي منذ عام 1999. أنجزت جمعية "ايكو-اكسيون" المتخصصة في البيئة البحرية، والتي تضم طلبة من جامعة "مولود معمري" بولاية تيزي وزو، مئات المشاريع المبتكرة لحماية البيئة عموما، والبحرية على وجه الخصوص، تستحق الإشادة، كونها نابعة من غيرة شباب الوطن، حول إطارهم الحياتي. من أجل ذلك، تسجل الجمعية العديد من الأنشطة التطوعية في العام الواحد، أكثرها تتم في المناطق الجبلية والأرياف التي تصل فيها نسبة الاستجابة إلى 100 بالمائة، حسبما تشرحه ل«المساء"؛ الآنسة كريمة سالم كور، ممثلة الجمعية على هامش صالون الصيد البحري المنظم في نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة بومرداس. وتهدف الجمعية، حسب المتحدثة، إلى حماية البيئة والارتقاء بإطار السكان الحياتي عن طريق دمجهم في كل الأعمال الهادفة: "لذا، تقوم جمعيتنا قبل كل حملة تطوعية، بإجراء حملات لتوعية وتحسيس سكان الأحياء التي ستشهد تطوعنا، بأهمية الحفاظ على البيئة والأهم من ذلك، الاهتمام بالتفرقة بين النفايات الصلبة والعضوية والبلاستيكية وغيرها، ونبين الأثر الإيجابي لهذه الأفعال على البيئة وعلى الإطار الحياتي"، وتضيف كريمة بأن حملات التحسيس هذه أعطت ثمارها، بدليل التحاق العشرات من الشباب بجمعيتهم وعملهم من جهتهم على توصيل الرسائل التحسيسية لمحيطهم، بالتالي المساهمة في حماية البيئة بشكل عام. أما عن الأنشطة البحرية، تعمل ‘ايكو-اكسيون' على تأطير العديد من حملات تنظيف الشواطئ، إلى جانب المشاركة في كل الفعاليات المقامة والمهتمة بالبيئة بمفهومها الواسع، "وعلى هذا الأساس، جاءت مشاركتنا في صالون الصيد البحري، ومنه تكوين الشباب المتطوع في المجال البحري، وزرع ثقافة الحفاظ على البيئة بكل مقوماتها البرية أو البحرية، علما أن جمعيتنا تضم مهندسين في شتى المجالات، يؤطرون كل الأعمال التطوعية بما يضمن تحقيق نتائج ميدانية إيجابية، بما في ذلك عمليات تنقية أعماق البحار حتى لا تنقرض بعض أنواع الكائنات البحرية"، تضيف كريمة. جدير بالذكر أن برنامج عمل ‘ايكو-اكسيون'، ومعناها الأنشطة الموجهة للشأن البيئي، يضم العديد من الخرجات التطوعية في مجالات تنظيف الأحياء ورفع القمامات، وقبلها تحسيس السكان بأنه عليهم الاهتمام بمحيط سكنهم، ولا ينتظرون البلديات أو الجمعيات كي تأخذ المبادرة عنهم، و«هذا الذي جعلنا نسجل نتائج رائعة في مدينة تيزي وزو ونعمل على تعميمها على باقي مناطق الولاية"، تختم كريمة حديثها إلينا.