أُسدل الستار مؤخرا على فعاليات الطبعة الثالثة لصالون الغوص البحري برياض الفتح، حيث عرف مشاركة مجموعة من نوادي الغوص البحري، إلى جانب بائعي مستلزمات الصيد وجمعيات حماية البيئة وأعماق البحار، وكان الهدف منه استقطاب منخرطين جدد والتعريف بهذه الرياضة، مع تكوين محترفين للمشاركة في المنافسات الرسمية، إلى جانب تحسيس المجتمع بأهمية الحفاظ على الثروة والبيئة البحرية. طالبت مجموعة من النوادي، على هامش الصالون، السلطات المعنية إعطاء الاعتبار لهذه الرياضة الممتعة ودعم ممارسة الغوص في الأعماق عبر تضافر جهود عدة قطاعات، لتحقيق مآرب سياحية، بيئية، إيكولوجية، اجتماعية، صحية وتربوية، باعتبار أن الجزائر تزخر بشريط ساحلي يمتد على مسافة 1600 كلم. وشارك في الصالون الذي نظم تحت شعار «السعادة تحت الماء»، جمعية «مارينوا ستروم» لحماية البيئة البحرية، مقرها بشرشال. السيد رضا شناوي مدير التوعية بها، حاول من خلال هذه المناسبة العمل على تعميم ممارسة هذه الرياضية المتميزة، وتحسيس المجتمع بأهمية الحفاظ على الثروة والبيئة البحرية، حيث استغل كل القارورات التي تم جمعها من الشواطئ والأعماق لتزيين جناحه، إلى جانب عرض صور من أعماق المحيطات والبيئة البحرية داخل هذه القارورات، وأكد لنا السيد رضا أن الحفاظ على الطبيعة هي مهمة الجميع، وعلى كل شرائح المجتمع تبني هذه الثقافة التي تعد حيوية لسلامة البيئة، سواء في البحار أو الغابات، وأضاف قائلا: «نقوم من خلال جمعيتنا بتنظيم نشاطات خلال كل نهاية أسبوع، لتحسيس فئة معينة من المواطنين، خاصة التلاميذ في المدارس ومختلف الجمعيات، وإعطائهم فرصة اكتشاف العالم الأزرق وما يحتويه من حياة مختلفة كليا عن العالم الخارجي، وجاء هذا الصالون كفرصة لاكتشاف نشاط النوادي، وأهم العتاد المستخدم في رياضة الغطس، وثمن المتحدث أيضا مبادرة الصالون التي تمكّن الجمهور من اكتشاف جوانب من رياضة الغوص في البحر التي تستهوي فئة كبيرة، خاصة وأنها تقّرب الناس من البيئة، وتعمل على تكريس تعاليم الحفاظ على البيئة البحرية، مع الحفاظ على محيط خال من الشوائب، وأضاف محدثنا قائلا: «كل أسبوع، نقوم بتحديد منطقة معينة لتنظيفها، فنرسل دعوات عبر الشبكات الاجتماعية، يتلقاها العديد من المتطوعين، فنشكل بذلك عدة فرق ونبدأ بعمليات التنظيف التي تدوم أحيانا يوما كاملا، لتنتهي الحملة في أجواء ممتعة تمكننا من تبادل التجارب والمشاركة في عدة نشاطات رياضية، على غرار الكرة الطائرة، كرة القدم، كرة الشاطئ، لعب الورق، والعزف على القيثارة.. في بيئة نظيفة. من جهة أخرى، شاركت في نفس التظاهرة جمعية «أرض» لولاية بجاية، تحت شعار «لا مستقبل بدون طبيعة»، والتي لها نفس أهداف سابقتها، حيث تسهر على المحافظة على الحياة البرية والبحرية، مع رفع مستوى الوعي والتثقيف البيئي، إلا أن هذه الجمعية تختلف في النشاطات المعتمدة أثناء حملات التنظيف، بتشجيع استخدام الطاقات المتجددة ورسكلة النفايات لحماية مبادئ التنمية المستدامة، وعن هذا حدثنا السيد صالح تركي، نائب رئيس الجمعية قائلا: «عند إنشاء الجمعية، قررنا دمج مجموعة من الحرفيين بها، يعملون على إعادة رسكلة النفايات من بلاستيك، حطب وحتى حديد، لتصنع بها معدات ومستلزمات، مثل المكاتب، الطاولات وحتى الخزانات، ويتم تحويلها إلى قطع فنية، مثل سفينة صغيرة أو تحف. ومن خلال هذا النشاط، نشجع الشباب على استغلال هذه المواد، على غرار القارورات الزجاجية والعلب الحديدية لإعادة تدويرها.