لم تتمكن حوالي 500 ورشة متخصصة في صناعة الاحذية بوهران من الصمود أمام السلع الصينية المقلدة ليجد أصحابها أنفسهم مجبرين على غلقها وتسريح عمالها الذين احيلوا على البطالة· وحسب السيد هواري الزياني وهو صاحب الورشات المتخصصة في صناعة وانتاج الاحذية فإن الوحدات المعنية بعملية الغلق كانت تنتج وتسوق احذية محلية ذات جودة عالية لمختلف الاعمار والاصناف بهدف تغطية متطلبات السوق المحلي والجهوي إلا أن التراجع المحسوس في مبيعات الانتاج المحلي وتكدس البضاعة بسبب كثرة استيراد الاحذية الصينية المقلدة وعرضها بأثمان بخسة بعيدة عن المنافسة الشريفة، أدى إلى كساد كلي للمنتوج المحلي الذي تكبد اصحابه خسائر جمة انجر عنها كنتيجة حتمية افلاس الورشات وتسريح جماعي للعمال وإحالتهم على البطالة· وحسب مصادر عليمة على مستوى جل هذه الورشات، فإن الانتاج اليومي لهذه الورشات كان يعادل 400 زوج من الاحذية كما أن هذه الوحدات كانت توفر أكثر من 100 منصب شغل لكل واحدة منها وهو ما يعني بعملية حسابية جد بسيطة تسريح حوالي 50 ألف عامل مؤهل· وأدى اغراق السوق المحلية بالمنتوجات الصينية المقلدة بأقوى الماركات العالمية الى عدم تمكن اصحاب الورشات المفلسة من المنافسة وهو ما أدى الى نقص الورادات المالية التي اثرت على الانتاج واستيراد المادة الأولية التي تدخل في انتاج الاحذية ألا وهي الجلود· و أمام هذا الوضع لم يجد أصحاب هذه الورشات من حل بديل سوى اللجوء الى استيراد الاحذية مباشرة وعرضها للبيع، غير أن ذلك لم يؤد الى أي نتيجة ما جعل اصحاب هذه الورشات يفضلون البقاء في موقف المتفرج في الوقت الذي تمارس فيه السلطات العمومية سياسة الصمت، وبدل العمل على ايجاد الحلول لهذا النوع من المشاكل التي تهم مصير الآلاف من العائلات التي خسرت مصدر رزقها الوحيد، يفضل العديد من المسؤولين اللجوء الى حلول ترقيعية لا تخدم التنمية المحلية في شيء بل تزيد الوضع تأزما كما يقول بلمكي العباسي صاحب أحد أهم مصانع الأحذية الكلاسيكية والرياضية بوهران·