تلتقي 28 دولة من النقاط الأربع للكرة الأرضية على مسرح "محي الدين بشطارزي" لتتقاسم تعابيرها المستمدة من تعابير الجسد الذي يرسم لوحة فنية راقية تعكس أحاسيسه وانشغالاته ورغباته وتبرز ذاته وتحدّد هويته، وذلك ضمن المهرجان الدولي السادس للرقص المعاصر الذي حمل شعار "تقاسم"، وقد افتتح سهرة، أوّل أمس، ويستمر إلى غاية 22 نوفمبر الجاري، حيث سيكلل بتتويج الفائزين الذي يقدّمون أحسن عرض. وقد شهد حفل الافتتاح برنامجا مكثّفا، تميز بتكريم رجلين من عالم الرقص وتصميم العروض، ويتعلق الأمر بإسماعيل دحماني ونور الدين قدور، وتميّز الحفل بعرض محترف لمسرح أوبرا وبالي نيكولاي ريمسكي كورساكوف من روسيا، الذي أثار دهشة الجمهور واستمتع به وصفّق له مطوّلا. وقدّمت الفرقة الروسية عرضا في الرقص الكلاسيكي يحيل بالمتفرّج إلى زمن القرون الوسطى وولع الطبقة البرجوازية بهذا الفن، وقدّم البالي وصلات من "شوبينيانا" وهو عمل فني عاطفي للكوريغرافي الروسي ميشال فوكن. وبحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة ووالي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، أشرفت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، على الافتتاح الرسمي للمهرجان الدولي السادس للرقص المعاصر، وفي كلمتها أكّدت أنّ طبعة العام تأتي بألوان مختلفة عن سابقاتها كونها تتزامن مع احتفال الجزائر بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، واستضافتها لأوّل مرة لفرقة عالمية ينشّطها مجموعة من الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، قدمت من المملكة المتحدة لتقديم عرض فني مميز يهدف إلى تحسيس الناس أنّه بالإرادة والثقة بالنفس لا يبقى للمستحيل وجود. وقالت الوزيرة أنّها تدعم وتتابع كلّ المبدعين من أجل حمل راية الثقافة الجزائرية عاليا، ولتنمية وتطوير مهارات الفنانين الذين يجتهدون لتكريس الحداثة وتوظيف الجسد لأداء رسالة عالمية من أجل الحوار والتفاعل، مشيرة إلى أن ممارسة الرقص في الجزائر دليل على تفتّحها على العالم. وحيت نادية لعبيدي بالمناسبة المشاركة الفلسطينية، إذ حلّت ضيف شرف الدورة السادسة، وعبّرت عن تقاسم الجزائريين لمحنة الشعب الفلسطيني، وأنّ الثقافة تشكّل رافدا مهما يعبّر بحق عن قوّة التضامن ومنبرا لتجديد الموقف الجزائري تجاه القضية الفلسطينية، حيث عرفت سهرة الافتتاح مقتطفا من العرض الفلسطيني "سفر" المنتظر أن يشارك سهرة 18 نوفمبر وتقدّمه فرقة مسرح الشرق والرقص لماهر الشوامرة. وبالمناسبة أثنى لؤي عيسى سفير فلسطينبالجزائر على دور الجزائر لما تقدّمه للثقافة في العالم، وشكر القائمين على الفعل الثقافي بالجزائر وجهودها في تجسيد منطق حوار الحضارات، وتسلم السفير درع التكريم من لدن وزيرة الثقافة.