سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لوحات فلسطينية وروائع الباليه الروسي تبهر جمهور محي الدين باشطارزي رئيس المجلس الشعبي الوطنيووزيرة الثقافة يفتتحان الطبعة ال6 للمهرجان الدولي للرقص المعاصر
برنامج ثري ومتنوع شهدته السهرة الأولى من فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر أمس على خشبة المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي وبحضور جمهور كبير، عكس ومضات من أهم المدارس الفنية للرقص المعاصر في العالم حيث إكتشف الجمهور روائع وأيقونات « مسرح الأوبرا وباليه نيكولاي ريمسكي كورساكيف « الروسية وفرقة مسرح الشرق من فلسطين وفرقة تعاونية عبد القادر عتو وبراعم مدرسة سيفيد للرقص من الجزائر . أكدت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي في كلمتها الإفتتاحية على أهمية تنظيم مثل هذه المواعيد الفنية لتلاقح التجارب الإنسانية في مجال الفن والإبداع خاصة أن الجزائر احتفلت منذ أيام فقط بالذكرى ال 06 لإندلاع الثورة التحريرية وأشارت أن المهرجان الدولي للرقص المعاصر الذي تحولت فيه الجزائر قبلة للرقص المعاصر في العالم هو إمتداد لتنوع الرقصات الشعبية الجزائرية لأن الرقص من صميم التقاليد الجزائرية حيث هناك ثراء وتنوع عبر مختلف مناطق الجزائر بأشكال تعكس الثقافة والخصوصية المحلية لكل جهة كما أكدت أن إختيار دولة فلسطين ضيف شرف الطبعة السادسة التي تستضيف 82 دولة فضلا على 9 فرق جزائرية هو مبادرة للتعريف بالفن الفلسطيني والسماح للفرق العالمية من إكتشاف المخزون الفني الفلسطيني والحفاظ على الهوية الفلسطينية والترويج لها كما ثمنت مبادرة مشاركة فرقة من ذوي الإحتياجات الخاصة من بريطانيا للمرة الأولى وهي نموذج على الإرادة والإبداع في الجزء الأول من الحفل الإفتتاحي إستمتع الجمهور برقصات براعم مدرسة سيفيد للرقص برياض الفتح التي أضفت برقصات الباليه وعلى إيقاع موسيقى العبقري شتراوش من تصميم المبدعتين نوارة إيدامي وبوعلام فرح جوا ملائكيا تمازج ببراءة لا نظير لها مع إحترافية الفرق المشاركة في رسالة تواصل الأجيال الفنية وبدوره أبدع الثنائي سي أحمد بن حليمة وكيفين ميشال من تعاونية عبد القادر عتو« أكروراب« في رسم لغة الجسد وتكطويعها وقدما عرضا مميزا بعنوان « ذكريات« تفاعل معه الجمهور من جهتها أبدعت فرقة مسرح الشرق « من فلسطين عبر تقديم لوحات كوريغرافية من عرضها الجديد « سفر«تصميم الكوريغرفي المتميز ماهر الشوامرة ورسمت أجواء الترحال اليومي للإنسان الفلسطيني ومعاناته وآلامه . فيما تميز الجزء الثاني من اللقاء الفني برحلة سحرية مهربة من الزمن الجميل للجمهور إلى عوالم تعج بأيقونات المدرسة الكلاسيكية الروسية الرائدة في فن الباليه والأوبرا في مزيج ساحر زاوج بين إيقاع جسد فرقة « مسرح الأوبرا وباليه نيكولاي ريمسكي كورساكوف « وذرر الموسيقى الكلاسيكية حيث تحققت الفرجة ونبضت خشبة بالحب والحياة والتفاؤل عبر عرض كوريغرافي محترف أيقض مشاعر الحضور وتدفقت في فضاء العرض الضخم شلالات من الضوء وتعالت التصفيقات ووقف الجميع مشدودا طيلة عمرالعرض الممتد على مدار ساعة من الجمال والسحر، العرض الروسي جاء في جزئين وأبدعت أعضاء الفرقة في تقمص الجزء الأول الموسوم « شوبانيات« وهو عمل عاطفي باهر مستوحي من أعمال الموسيقار الشهير فريدريك شوبان من تصميم الروسي ميشال فوكن ورافق العرض معزوفات على البيانو لأشهر نوتات العبقري شوبان من توزيع الفنان ألكسندر غلازونوف حيث كان بمثابة إطلالة إلى داخل البيت الفني الروسي المعروف بتقاليده العريقة في مجال الباليه والأوبرا حيث ذاب الجليد وإنتشر الدفأ من خلال الأداء الراقي والمحترف لمختلف عناصر الفريق المكون من 81 راقصة وراقص واحد فقط، الذين توزعوا بعناية على الفضاء ليرسموا بحركات أجسادهم لوحات فنية كوريغرافية مادتها الإيقاع العذب لموسيقى فريدريك شوبان الخالدة بألحانها الشجية التي تكاد تنطق شوقا وحبا وبحركة نابضة بالحياة للراقصين اليافعين كما حقق الجزء الثاني وهو مقطع من الأوبرا الضخمة «باخيتا « أو الخطى الكبيرة للملحن ليون مينكوس ومن تصميم الكوريغرافي ماريوس بتيبا « تجاوبا كبيرا مع الأداء البارع والعالي التقنية للراقصين الذين شكلوا جوقة عزفت من خلال حركة أجسادهم أعذب الألحان واكتشف الجمهور الجزائري لأول مرة رقصات البالي الروسي العريقة المحافظة على تقاليد هذا الرقص الصارم وهو من أشهر مدونات الرقص الكلاسيكي في العالم . وفي ختام الحفل الإفتتاحي الذي حضرته وزيرة الثقافة نادية لعبيدي شرابي ورئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري الدكتور محمد العربي ولد خليفة ونخبة من الفنانين تم تكريم وتوزيع شهادات تكريمية وباقات ورد على المشاركين من مختلف الفرق عرفانا بجهودهم ومشاركتهم مهرجان الجزائر للرقص المعاصر .