قلّل الأستاذ عبد الوهاب بن قونية، المختص في علم الأوبئة، من احتمال انتشار بكتيريا "السالمونيلا" خارج مكان انتشارها الذي حدّد بمصلحة الولادة لمستشفى قسنطينة، وقال إن الإصابة بالمرض سببها بالدرجة الأولى نقص النظافة، نافيا الإشاعات المروجة لاحتمال انتقاله لمصالح علاجية أخرى أو حتى انتقاله للبالغين وبالتالي مواجهة خطر وباء قد يهدد الصحة العمومية. أثار انتشار بكتيريا "السالمونيلا" بمصلحة المواليد الجدد في مستشفى قسنطينة، خلال الأسبوع الجاري، الجدل بين المواطنين في احتمال انتشار الجرثومة القاتلة لباقي المستشفيات والتسبب في وفاة المواليد الجدد، حيث أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى إصابة 17 مولودا بمستشفى "ابن باديس" انجر عنها غلق مصلحة المواليد الجدد لتعقيمها وعزل الرضّع المصابين ووضعهم تحت الرقابة الطبية. وأوضح الأستاذ بن قونية، رئيس مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى مصطفى الجامعي، في لقاء خاص مع "المساء"، أن بكتيريا "السالمونيلا" تنتمي لعائلة "الصالمونيلوز الخفيفة" التي تتسبب في ظهور انتانات عند المواليد الجدد بسبب انعدام النظافة، وهذه البكتيريا قد تكون قاتلة إذا لم تتم العناية الفورية بحالات الإصابة ومن ذلك إخضاعهم لعلاج بالمضادات الحيوية وعلى رأسها البينيسيلين. وكشف المختص أنه تم تسجيل حالات إصابة مشابهة سنة 1983، بمصلحة المواليد الجدد بمستشفى نفيسة حمود (بارني)، وتسببت البكتيريا حينها في وفاة 11 رضيعا، مبينا أن التحقيقات كانت قد بينت وقتها أنه كان يُعهد لعاملات النظافة أمر الإشراف على العناية برضاعات الأطفال الاصطناعية، وأن نقص اهتمامهن بنظافة أيديهن تسبب في تلوث الرّضاعات الاصطناعية وبالتالي إصابة الرضع بالبكتيريا ووفاتهم "ويمكنني الجزم أن سبب انتشار هذه البكتيريا في مصلحة المواليد الجدد لمستشفى قسنطينة مؤخرا سببه نقص النظافة بنسبة 99 %"، يضيف المختص. وتعرف السالمونيلا عموما بالتسمم الغذائي أو "أنفلونزا المعدة"، وتتراوح شدة خطورتها من الضرر الخفيف جدا للإصابة الخطيرة المؤدية للوفاة. وتتميز الإصابة ببكتيريا السالمونيلا بأن أعراضها المرضية تختلف حسب الأشخاص، إلا أنه في بعض الحالات يمكن لأي شخص مصاب نقل البكتيريا إلى الآخرين وبالتالي انتشار العدوى، حسب المختص، موضحا أنه من بين الأعراض الشائعة للسالمونيلا التقلصات المعدية، والإسهال، والحمى والغثيان. وتظهر الأعراض بعد 12 إلى 72 ساعة من التعرض للبكتيريا. وتستمر هذه الأعراض عموما من 4 إلى 7 أيام ولا تتطلب تدخلا طبيا إلا في الحالات الأكثر خطورة "وهنا يستدعي الأمر علاجا بالمضادات الحيوية أو إخضاعا للاستشفاء يدوم بضعة أيام" يوضح المختص وأضاف أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ببكتيريا السالمونيلا هم الرضّع والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وعليه ينصح الأستاذ بن قونية، بالتقيّد الصارم بقواعد النظافة سواء أثناء العمل الطبي بالمستشفيات والعيادات الطبية أو على المستوى الشخصي للأفراد. من جهته فنّد المستشار الإعلامي لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، ما تروجه بعض وسائل الإعلام بشأن ظهور بكتيريا تفتك بالمواليد الجدد، وقال في اتصال مع "المساء" إن الوزارة تسارع لنشر بيان حول المعطيات الصحية في حال تسجيل أي بؤر لأي مرض كان، وأوضح أن وزارة الصحة، تعمل على إعلام المواطن بكل مستجدات القطاع من خلال نشر البيانات الإعلامية.