غلق عيادة الأطفال بعد ظهور مرض معدي خطير زاد الحديث داخل المستشفى الجامعي بن زرجب في المدة الأخيرة عن المشاكل والنقائص الكثيرة التي يعاني منها العمال وخاصة الأطباء وشبه الطبيين والمرضى أيضاً من جراء ظهور عدة أمراض خطيرة وقاتلة أحياناً في الوسط الطبي خصوصاً بعد حادثة وفاة رضيع من ولاية وهران داخل مصلحة طب الأطفال بعد إصابته بمرض خطير ومعدي ناجم عن فيروس (السالمونيلا) . حدث هذا منذ أيام قليلة فقط بحيث إكتشف الطاقم الطبي وجود الفيروس داخل المصلحة فاضطرت إدارة المستشفى الى اتخاد اجراءات استعجالية لغلق هذه المصلحة خوفاً من انتقال العدوى الى باقي المرضى والعمال وفعلا تم هذا الأمر وأجرت مصلحة الطب الوقائي تحاليل مخبرية أكدت وجود الفيروس هناك فحول الأطفال المرضى وعددهم حوالي 20 الى مستشفى طب الأطفال بكنستال موقتا وباشرت إدارة مستشفى بن زرجب عملية تعقيم هذه المصلحة للقضاء على أي أثر لهذا الفيروس أو غيره . * مخاوف من انتشار العدوى ورغم الاجراءات الاستعجالية الا أن معظم عمال المصلحة وخاصة شبه الطبيين يتخوفون اليوم وأكثر من أي وقت مضى من الأمراض المنتشرة في الوسط الطبي فمهما كان فيروس (السالمونيلا) القاتل قادماً من خارج المستشفى بعدما حمله الرضيع المتوفي فقد حط رحاله بمصلحة طب الأطفال وإحتمال حدوث أي حالة عدوى أخرى سواء بهذا الفيروس أو غيره وارد بعد إعادة فتح المصلحة من جديد واستئناف الطاقم الطبي لنشاطه بها . أما بمصلحة أمراض الدم بالجناح رقم (5) فظهرت منذ فترة بكتيريا أخرى تتطور في الوسط الطبي أيضاً وهي التي تعرف باسم (ASPERGILLUS EIA) فقد اكتشف بعض الأطباء وشبه الطبيين أنهم يحملونها بعد اجراء تحاليل على عينات من دمهم ، ومن شدة تخوفهم راسلوا الفرع النقابي عيسات إيدير التابع للإتحاد العام للعمال الجزائريين فأخطرت النقابة إدارة المستشفى وراسلت الوزارة وحسب المراسلة التي تملك الجمهورية نسخة منها بأن التحاليل التي أجريت بمصلحة (الكشف عن الطفيليات) بذات المستشفى أكدت بأن هؤلاء العمال مصابون بهذه البكتيريا فعلاً وعليه طالب الفرع النقابي بإيفاد لجنة تحقيق وزارية لتحديد الأسباب أما الضحايا فيطلبون إخضاعهم لطب العمل وتعقيم المصلحة التي يعملون بها خصوصا بعدما أدركوا بأن ذات البكتيريا قاتلة اذا كانت مناعة الشخص المصاب بها ضعيفة ، وهذا الأمر وارد جداً بمصلحة أمراض الدم التي تستقبل أخطر أمراض الدم . * مصلحة الأمراض البولية بدون أجهزة الجراحة أما معاناة المرضى بمستشفى بن زرجب فلا يسع المقام لذكرها كلها لكن أكثر ما يقلقهم هو تأجيل العمليات الجراحية الضرورية بالنسبة لحالتهم الصحية لتواريخ غير معلومة مثلما يحدث بمصلحة الأمراض البولية التي ألغت معظم العمليات الجراحية بسبب انعدام جهاز ضروري يستعمل في الجراحة وهو ما يسمى المنظار المستقيم وينتظر الأطباء وصوله من العاصمة أما المرضى المبرمجين لإجراء عمليات لهم فينتظرون منذ شهر رمضان إلى غاية يوم أمس كما أخطر الطاقم الطبي لمصلحة الإستعجالات بذلك حتى لايحول أي مريض في حالة صحية مستعجلة إلى هذه المصلحة . وبجناح الجراحة العامة رقم 14 فألغيت العمليات المبرمجة بقرار من مديرية المستشفى لمباشرة أشغال تهيئة وإعادة تكييف ذات المصلحة وفق المقاييس منذ فترة أما العمليات الجراحية المستعجلة فهي تجرى بمصلحة الإستعجالات الطبية التي تشكو هي الأخرى ضغطاً ونقائص . ومن جهة أخرى يشتكي نزلاء المستشفى من غياب النظافة وانتشار الحيوانات والحشرات والقوارض أيضاً وانعدام الوسائل الضرورية للتمريض والعلاج والأدوية ومنها بعض أدوية علاج السرطان والسل وغيرهما . كل هذه المشاكل والنقائص طرحناها على ممثل إدارة المستشفى فصرح بأن قرار غلق مصلحة طب الأطفال تعد منذ أيام وعملية التعقيم جارية وقد أخضع كافة الأطفال للتحاليل قبل تحويلهم إلى مستشفى كنستال لتفادي حدوث أي عدوى وستستأنف المصلحة عملها بعد 21 يوماً من تاريخ الغلق . * إعادة تكييف الأجنحة وفق المقاييس الدولية وبالنسبة لمصلحة الجراحة العامة فأضاف بأن أشغال التهيئة تدخل في إطار برنامج إعادة تأهيل المستشفى ككل والعمليات الجراحية المستعجلة لم تلغ والفحوصات اليومية أيضاً وأردف بأن المركز الاستشفائي سيستفيد من برنامج تهيئة وتأهيل كبيرين لكن وفق ما يتوفر من أموال وبدأت الإدارة بإعادة الإعتبار للأجنحة والمصالح الطبية حسب الأولوية ويضيف بأن جناح الجراحة العامة سبق وإستفاد من مشروع مماثل منذ سنوات لكنها كانت مجرد أشغال ترقيعية وليست عميقة وما ينجز حاليا سيغير المصلحة كليا ويجعلها مطابقة للمقاييس الدولية كما قررت الإدارة أيضاً ازالة كل الشاليهات لأنها تجاوزت فترة صلاحيتها وأصبحت مصدر خطر وأمراض تهدد صحة العمال والمرضى أيضاً ، وإستبدالها بهياكل ومنشآت أخرى لتوفير مختلف الخدمات الطبية . وفيما يخص قضية انتقال عدوى فيروس (ASPERGILLUS EIA) يضيف ممثل الإدارة تتابعها مصلحة طب العمل وأخضع كل الطاقم الطبي لمصلحة أمراض الدم للفحوصات والتحاليل وتبين أنه لا يوجد خطر على أي منهم بما أن الفيروس يؤثر فقط على الأشخاص الذين ضعفت مناعة أجسامهم والتقارير الصادرة عن طب العمل تطمئن العمال لسلامتهم خصوصاً وأنها تتابع حالتهم الصحية عن قرب .